الخليل
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/20 الساعة 01:22
حين قامت إسرائيل ببناء الجدار العازل, كان قدر أحد (الخلايلة) أن تكون دكانته خارج الجدار, وتعزل تماما عن الخليل.. وبما أنه فلسطيني ومن الخليل, فقد أغلب زبائنه, ومن يقطنون غرب الجدار, حتما لن يقوموا بالشراء منه,
لأنهم من المستوطنين.. أحد الصحفيين زار الخليل يوما, ووجد بجانب الجدار طابورا من الناس, يقفون عند نقطة تفتيش إسرائيلية, وحين استفسر عن هذا الطابور, تبين أن بعض سكان الخليل وهم عائدون.. من العمل, يقفون عند تلك النقطة العسكرية.. ثم يدخلون للشراء من هذا التاجر, ويعودون إلى منازلهم.. يحتملون كل شيء التفتيش والتنكيل والانتظار ومطر تشرين.. فقط لأجل شيء واحد هو شراء حاجياتهم من عند هذا التاجر الخليلي.. ظنت إسرائيل في لحظة, أن هذا التاجر في النهاية سيبيع (الدكان) ويعود للخليل, ولكن الخليل بشعبها رحلت إليه, ونكاية في اسرائيل وجدارها, أصر الناس على تشغيل (الدكان).. حتى لو أجبرهم الأمر على قطع أميال وكيلومترات والمرور بكل الحواجز لأجل شيء واحد هو أن تبقى دكانة هذا الخليلي تدر عليه الرزق.. شعب الخليل.. جعل الدكاكين تقاوم وتقاتل, وشعب الخليل الحر لا يحتاج لشفقة من نائب ولا لنظرة يأس.. لا يحتاج لقنوط أو منطق أجوف, ولا يحتاج من أحد أن يكون متحدثا باسم بسالته وجبروته وكفاحه العظيم.. وشعب الخليل الحر, الذي أصر على أن تبقى تكية إبراهيم تعمل وتطعم الناس, من خبزها ولحمها وخير أهلها.. لا يحتاج لمن يتحدث عنه بلغة اليأس.. لأن الكريم حر, ولأن الذين حافظوا على (تكية ابراهيم الخليل) ألف عام.. هم وحدهم من يستطيع أن يكسر أنف إسرائيل ويهزم جبروتها, ويدمر ألوية العجرفة والحديد التي تحاصر قلوب الناس هناك.. شعب الخليل الحر, حين يزوره أحد من الكرك.. تتهافت الناس عليه, وتحضنه العيون.. ويأخذونه إلى الحرم للصلاة.. ثم تتقاسم عائلاتها العظيمة والعريقة, أيام استضافتها للزائر الذي جاء.. وأتذكر ما رواه لي النائب السابق اعطيوي المجالي رحمه االله.. حين زار الخليل, وهناك سألهم قال لهم: (نحن نراكم من جبال الكرك.. وأريد مكانا في الخليل أطل منه على الكرك..) فأخذوه إلى جبل, رأى من خلاله بعضا من أسوار القلعة, وأضواء الكرك.. لكنهم حين أخذوه لذلك المكان وقبل أن يطل من الخليل على الكرك قالوا له: نحن نراكم في القلب والقلب أصدق من العين. قال لي اعطيوي المجالي –رحمه االله -, هربت من الخليل هروبا, وحين غادرتها لم تسعفني العيون.. فذرفت دمعة عليها.. وأنا أصلي صلاتي الأخيرة في حرمها, قال لي: الناس هناك تحملك على أهدابها.. وينادونك (يابن العم) فقط.. ويختطفونك إلى قلوبهم, وحين يدعونك إلى منزل واحد منهم.. يحضرون لك, شجرة العائلة.. وكيف هي أصول الناس في الكرك والخليل واحدة, وكيف هاجرت عشائر من الكرك للخليل.. وغادرت أخرى الخليل وسكنت الكرك.. واعطيوي المجالي ليس شيخا من الكرك رحمه االله- بل كان صديقا شخصيا للرئيس عرفات, وعضوا في المجلس الوطني الفلسطيني ويحمل رتبة لواء في جيش التحرير.. عيون الخلايلة وزنودهم, لم تعلمنا اليأس ولا لغة الاستسلام, ومن يعتقد أن فلسطينيته, تجيز له أن يتحدث باسم فلسطين فهو واهم.. وغبي, لأن الكرك بتاريخها وشعبها وشهدائها بما حملت من حب وتوأمة للخليل.. وبما أعطت من رجال وبنادق.. من حقها تتحدث إلى فلسطين وباسم فلسطين, فليس هنالك في الدنيا تراب أحن على تراب فلسطين والخليل من تراب الكرك, ومن دم عيالها.. من دمع نسائها. أنا مؤمن.. أن الحب في الخليل والفداء, له جذور في الكرك.. مؤمن أكثر أن صبر الناس في الكرك له امتداد ووريد ونبض في الخليل أيضا.. كيف إذا نسمح لنائب أن يعتدي على الف عام من الحب والدم والتصاهر ورحلة العشائر
بين الخليل والكرك؟ ذات يوم ستقف الخليل, وستكسر أصفادها.. ستقف كما أهلها, حرة عظيمة باسلة.. وسنرحل إليها.. ونمرغ الوجه بطيب ترابها ونصلي في الحرم.. صلاة المنتصر, لا صلاة الخانع المتردد الخائف.. حتما سيأتي هذا اليوم.. حتما سيأتي. الرأي
لأنهم من المستوطنين.. أحد الصحفيين زار الخليل يوما, ووجد بجانب الجدار طابورا من الناس, يقفون عند نقطة تفتيش إسرائيلية, وحين استفسر عن هذا الطابور, تبين أن بعض سكان الخليل وهم عائدون.. من العمل, يقفون عند تلك النقطة العسكرية.. ثم يدخلون للشراء من هذا التاجر, ويعودون إلى منازلهم.. يحتملون كل شيء التفتيش والتنكيل والانتظار ومطر تشرين.. فقط لأجل شيء واحد هو شراء حاجياتهم من عند هذا التاجر الخليلي.. ظنت إسرائيل في لحظة, أن هذا التاجر في النهاية سيبيع (الدكان) ويعود للخليل, ولكن الخليل بشعبها رحلت إليه, ونكاية في اسرائيل وجدارها, أصر الناس على تشغيل (الدكان).. حتى لو أجبرهم الأمر على قطع أميال وكيلومترات والمرور بكل الحواجز لأجل شيء واحد هو أن تبقى دكانة هذا الخليلي تدر عليه الرزق.. شعب الخليل.. جعل الدكاكين تقاوم وتقاتل, وشعب الخليل الحر لا يحتاج لشفقة من نائب ولا لنظرة يأس.. لا يحتاج لقنوط أو منطق أجوف, ولا يحتاج من أحد أن يكون متحدثا باسم بسالته وجبروته وكفاحه العظيم.. وشعب الخليل الحر, الذي أصر على أن تبقى تكية إبراهيم تعمل وتطعم الناس, من خبزها ولحمها وخير أهلها.. لا يحتاج لمن يتحدث عنه بلغة اليأس.. لأن الكريم حر, ولأن الذين حافظوا على (تكية ابراهيم الخليل) ألف عام.. هم وحدهم من يستطيع أن يكسر أنف إسرائيل ويهزم جبروتها, ويدمر ألوية العجرفة والحديد التي تحاصر قلوب الناس هناك.. شعب الخليل الحر, حين يزوره أحد من الكرك.. تتهافت الناس عليه, وتحضنه العيون.. ويأخذونه إلى الحرم للصلاة.. ثم تتقاسم عائلاتها العظيمة والعريقة, أيام استضافتها للزائر الذي جاء.. وأتذكر ما رواه لي النائب السابق اعطيوي المجالي رحمه االله.. حين زار الخليل, وهناك سألهم قال لهم: (نحن نراكم من جبال الكرك.. وأريد مكانا في الخليل أطل منه على الكرك..) فأخذوه إلى جبل, رأى من خلاله بعضا من أسوار القلعة, وأضواء الكرك.. لكنهم حين أخذوه لذلك المكان وقبل أن يطل من الخليل على الكرك قالوا له: نحن نراكم في القلب والقلب أصدق من العين. قال لي اعطيوي المجالي –رحمه االله -, هربت من الخليل هروبا, وحين غادرتها لم تسعفني العيون.. فذرفت دمعة عليها.. وأنا أصلي صلاتي الأخيرة في حرمها, قال لي: الناس هناك تحملك على أهدابها.. وينادونك (يابن العم) فقط.. ويختطفونك إلى قلوبهم, وحين يدعونك إلى منزل واحد منهم.. يحضرون لك, شجرة العائلة.. وكيف هي أصول الناس في الكرك والخليل واحدة, وكيف هاجرت عشائر من الكرك للخليل.. وغادرت أخرى الخليل وسكنت الكرك.. واعطيوي المجالي ليس شيخا من الكرك رحمه االله- بل كان صديقا شخصيا للرئيس عرفات, وعضوا في المجلس الوطني الفلسطيني ويحمل رتبة لواء في جيش التحرير.. عيون الخلايلة وزنودهم, لم تعلمنا اليأس ولا لغة الاستسلام, ومن يعتقد أن فلسطينيته, تجيز له أن يتحدث باسم فلسطين فهو واهم.. وغبي, لأن الكرك بتاريخها وشعبها وشهدائها بما حملت من حب وتوأمة للخليل.. وبما أعطت من رجال وبنادق.. من حقها تتحدث إلى فلسطين وباسم فلسطين, فليس هنالك في الدنيا تراب أحن على تراب فلسطين والخليل من تراب الكرك, ومن دم عيالها.. من دمع نسائها. أنا مؤمن.. أن الحب في الخليل والفداء, له جذور في الكرك.. مؤمن أكثر أن صبر الناس في الكرك له امتداد ووريد ونبض في الخليل أيضا.. كيف إذا نسمح لنائب أن يعتدي على الف عام من الحب والدم والتصاهر ورحلة العشائر
بين الخليل والكرك؟ ذات يوم ستقف الخليل, وستكسر أصفادها.. ستقف كما أهلها, حرة عظيمة باسلة.. وسنرحل إليها.. ونمرغ الوجه بطيب ترابها ونصلي في الحرم.. صلاة المنتصر, لا صلاة الخانع المتردد الخائف.. حتما سيأتي هذا اليوم.. حتما سيأتي. الرأي
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/20 الساعة 01:22