الإسلاموفوبيا وحصادها المرّ
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/18 الساعة 00:24
الإسلاموفوبيا، ظاهرة الخوف من الإسلام في الغرب، ولّدت حقدا شديدا، وكراهية، وتحيّزا ضد المسلمين، كان آخر نتائجها ما حصل في (نيوزيلاندا). مع أن أعداد المسلمين تزداد في الغرب، بسبب الهجرات المتلاحقة للمسلمين، الذين يطلبون الأمان من ويلات الحروب، أو الاستقرار المعيشي من الزلزال الاقتصادي الذي يضرب مناطقهم، أو الحرية من القمع والاستبداد الذي يعشعش في كثير من بلاد المسلمين.
فالمسلمون يهاجرون من بلادهم طلبا للحياة وفرارا من الموت، ولكن ما أقسى أن يجدوا الموت في طريقهم للغرب من خلال قوارب تقدم أسماء لصفحة الوفيات أكثر من الأسماء التي تكتب عن الواصلين لبرّ الأمان. وما أصعب أن يواجههم شبح الموت من خلال متطرف أحمق لا يعرف عن الإسلام إلا ما يفعله المتطرفون أمثاله، والطيور على أشكالها تقع.
والمسؤول الكبير عن تنامي الإسلاموفوبيا في الغرب وسائل الإعلام الغربية، التي عملت بجد واجتهاد على بثّ سمومها تجاه الإسلام والمسلمين، مع أنهم كما بينت يطلبون لقمة العيش، والعيش الكريم، ولا دخل لهم بما يحصل في المنطقة من نمو جماعات متطرفة، فهم تركوا منطقتنا بما فيها، ليجدوا طريقهم إلى حياة أخرى، آملين أن يجدوا الراحة والأمان. وسائل الإعلام الغربية تنشط في نقل أفعال المتطرفين، وتعطي صورة سلبية عن الإسلام والمسلمين، عند كل حادث فردي أحد أطرافه من المسلمين. وفي المقابل، تتجاهل عن قصد أو غير قصد، أكثر من مليار مسلم يعيشون في سلام ووئام، مما عزّز من تنامي (الإسلاموفوبيا) ورفع منسوب الكراهية للإسلام والمسلمين في الغرب.
ومن المفارقات العجيبة، أنك في الغرب تسير ساعات دون أن ترى شرطيا واحدا، حتى لو كان شرطي مرور، فهم ينعمون بالأمن والأمان، والحوادث الإرهابية من أي طرف تعكّر صفو هذه النعمة، فصوت الرصاص يزعجهم ويرهبهم. ولكن الفرق بيننا وبينهم أننا عندما نفرح ونطرب فصوت الرصاص يطربنا، ومن أهازيجنا: (اضرب رصاص، وخلي رصاصك صايب).
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/18 الساعة 00:24