لا يستطيع ترامب أن يفعل غير ما يفعل
حاولت الخارجية الأمريكية التنصل من دلالات استبدال مصطلح «الاحتلال الإسرائيلي» بمصطلح «السيطرة الإسرائيلية»، على الاراضي العربية المحتلة في فلسطين وسوريا، في تقريرها السنوي حول حقوق الإنسان في العالم.
لكن البعرة تدل على البعير.
فهذا المصطلح الجديد، يصطف في سياق منظومة متكاملة من الإجراءات التي تمثل التوجهات العدائية الجديدة لإدارة ترامب المنحازة كليا الى حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
استحقاقات الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأمريكية، السابقة واللاحقة، والالتزامات المتصلة بها، هي ما يفسر عدائية الإدارة الأمريكية هذه، وما يؤكد انها ليست خطأ، بل خطيئة كبرى بحق السلام والحقوق والعدل في الاقليم.
اذن، المصلحة الانتخابية للرئيس ترامب وحزبه، لا مصلحة اميركا، هي التي ترسم وتوجه وتقود وتورط، السياسة الخارجية الأمريكية، في هذه العهدة الرئاسية، المعادية لحقوق شعب فلسطين العربي المشروعة.
تنفيذ قرار الكونغرس، الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، قراران خطيران، تفوح منهما رائحة دينية أصولية يهودية.
وقرار ترامب بخصوص القدس، هو قرار متضاد كليا مع قيم الدولة الأمريكية المدنية العلمانية، ومع دستور الولايات المتحدة الامريكية العظيم.
مرّ على إسرائيل زعيمان بارزان هما:
الأول: دافيد بن غوريون، الذي كرس أسس الدولة الإسرائيلية المدنية الصهيونية العلمانية، لكن، ذات المحتوى العدواني المتوحش.
الثاني: بن يامين نتنياهو، الذي يأخذ إسرائيل بسرعة كبيرة، لتصبح دولة يهودية دينية أصولية، وبالطبع ذات محتوى عدواني متوحش أيضا.
الرئيس ترامب، مكبل كليا، بالقوتين الناخبتين الأصوليتين الكبريين، اللتين انتخبتاه، وهو كما نرى مستسلم ومستعد لتنفيذ كل ما يمليه عليه نتنياهو، لانتخابه مجددا دورة ثانية.
الرئيس بين فكي كماشة هائلة، يمتثل لها ويتذلل لإرضائها:
1. اللوبيات اليهودية الامريكية.
2. فرق الإنجيلية المسيحية-الصهيونية الأمريكية، المقدرة بنحو 50 مليون ناخب.
سيستمر الرئيس ترامب في انتهاك ما ينتهكه الان، لأنه لا يملك قراره اطلاقا.
وان ما هو مؤكد وجلي، ان الشعب العربي الفلسطيني، الذي قاوم سلب بلاده وعشرات مشاريع التصفية منذ 103سنوات، وقدم أكبر التضحيات ولم يزل، هو الذي يقرر مصيره ومستقبله، لا اية قوة في العالم.
الدستور