كأس العالم في الدوحة وإشادة رئيس الاتحاد الدولي
كتب - عبدالحافظ الهروط
ليس من باب الانحياز العربي، ولكن قطر تمكنت في زمن قياسي وضع ملف كأس العالم لكرة القدم 2022 «تحت ابطها» وسط منافسات دول لها تاريخها وتنظيمها ووزنها الفني، الا ان الملف القطري استوى على سوقه في زيوريخ.
العودة السريعة الى الوراء، انما للتذكير، عندما قدم من الدوحة الى مقر «فيفا» العام 2010 وفد رفيع المستوى على رأسه أمير البلاد السابق، وقد كان العالم بأسره ينتظر اسماء الدول التي ستنظم بطولات الحدث الأكبر تباعاً، ومنه العالم العربي الذي انحبست انفاسه، ووقف على قدم واحدة، فالمنافسة شرسة والملفات قوية والخشية من التلاعب، فالدولة التي تظفر بالتنظيم، محسودة، ومشكوك في فوزها، مع ان الملفات مفتوحة على اتساعها ،امام المختصين واللجان، وليست عروض عطاءات.
عاد الوفد القطري الى بلاده ومعه فرحة العرب،ومع ان عجلة العمل سبقت اعلان نتائج الاستضافة، الا ان التساؤلات كثرت وتشعبت، حول قدرة قطر على التنظيم وتحقيق النجاح، ولا ابالغ شخصياً ان قلت ان هذا البلد العربي قادر على استضافة بطولة 2018 التي فازت بتنظيمها روسيا،وذلك لما تشهده الدولة القطرية من تطور هائل في المجال الرياضي حيث تستند الى ارث عظيم لا يقل عن أي دولة من الدول التي نظمت بطولات كأس العالم، ولعل ما يحدث في الدوحة من احداث عالمية لجميع الالعاب، وابهار العالم بدورة الألعاب الآسيوية 2006 يؤكد اننا نتحدث عن واقع وليس من قبيل الفزعة العربية.
قبل ايام، تلقت «الرأي» نسخة من بيان دفع به موقع اللجنة العليا للمشاريع والارث www.sc.qa، يسلط فيه الضوء على ما تحدث به من قلب الدوحة رئيس الاتحاد الدولي «فيفا» جياني انفانتينو عن البطولة المنتظرة.
ولعل الاشادة بما شاهده الرئيس الجديد للاتحاد ليس غريباً، بقدر ما هي تأكيد قدرة قطر على التصدي لاستضافة بطولة ، كان لدول عديدة تنظيم سابقاتها ولم تحقق السمعة الكافية في التنظيم رغم امكاناتها الهائلة وخبراتها.
واذا كان من الأهمية بمكان ان تستضيف دولة ما كاس العالم، فإن الأهم ان لا تخفق في التنظيم او لا توفر الاجواء المريحة للمنتخبات والجماهير الزائرة سواء ما يتعلق بالملاعب والفنادق، أو الاماكن الترويحية، وكما حدث في بعض الدول التي لم تنجز الملاعب واماكن الاقامة الا عند قدوم المنتخبات للمشاركة.
العمل في الدوحة كما تؤكده الرسائل التي تبثها اللجنة العليا للمشاريع والارث، يسير في مواعيد وبرامج واضحة مع ان الوقت المتبقي فيه من المتسع لعمل الكثير، وكما فهمنا من مصادر ان المنشآت ستكون جاهزة قبل عامين من بدء البطولة.
واذا كان انفانتينو اسهب بالحديث التحضير والانجاز،واهميته في بطولات كاس العالم ، والتوصيف الذي ستتفرد به قطر من حيث الملاعب والمنشآت والمساحة التي تتنقل بها المنتخبات والجماهير لحضور المزيد من المباريات، فإن هذا الميزة اللوجستية انما تنبثق من الثقافة والبيئة القطرية، وخصوصاً ان هذا البلد الشقيق هو اول البلدان العربية التي تنتزع التنظيم، والأول في منطقة الشرق الأوسط الذي حاز على قصب السبق.
قبل ايام فائتة التقيت شخصيات دبلوماسية واعلامية قطرية، ورغم ان اللقاءات معهم لم تكن لقاءات او مناسبات رياضية الا ان كأس العالم 2022 كانت حاضرة بقوة، مثلما هي ثقة القطريين بأن الحدث المنتظر سيكون تاجاً على جبين العرب، وانهم من خلال دولة قطر سيتفوقون تنظيمياً، مع تمنيات الاشقاء القطريين ان تكون للمنتخبات العربية حصة الأسد عن الجناحين الآسيوي والافريقي.
الرأي