ربيحات يكتب: اللواء سامي الهباهبة.. منعكساً سلاح
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/13 الساعة 18:10
مدار الساعة - كتب الوزير السابق والاكاديمي الدكتور صبري ربيحات
في جهاز الامن العام والمعاهد التدريبية التابعة لها كان سامي سلامة عيد الشوبكي "الهباهبة" دائم الحضور تارة ضابط ميدان واخرى مسؤول سرايا المرشحين وثالثة مديراً لاحد المعاهد او قائداً ميدانياً يشرف على أمن المنشأت. في كل ميادين التدريب والاجنحة التي ينتظم فيها المستجدون من المرشحين والتلاميذ يستقبلهم سامي ببدلة الميدان والبوريه والعصا التي لم تكن تفارقه.
طوال السبعينيات من القرن الماضي كان سامي سلامة احد الثوابت التي تشكل الصورة الذهنية لكلية الشرطة الملكية التي كانت تعج بالدورات التدريبية من الفوج الاول لتلاميذ مؤتة الى دورات ضباط المخابرات العامة وافواج الجامعيين ممن التحقوا في صفوف الجهاز الذي شهد قفزة نوعية كبيرة منذ تولي المرحوم غازي عربيات قيادته..
في الكلية التي اتسعت ميادينها لمئات الضباط والتلاميذ كان الملازم الاول سامي الهباهبة موضع تقدير الرؤساء واعجابهم بالطاقة التي تملأ جوانح الشاب الصادق المخلص المنضبط وهو يقوم بجولاته التفتيشية برتابة ومتعة عز مثيلها.. في اوراق دفتر الجيب الذي اعتاد على حمله ارقام باعداد كل الاشياء والتجهيزات فهو تفصيلي الى الحد الذي يخيف المرؤسين ومتفهم للدرجة التي تدفعهم الى حبه والاطمئنان الى وجوده في محيطهم.
المؤسسة التدريبية الاولى في الجهاز التي قادها العقيد نصوح محي الدين بقلب وعقل ودراية تحاول ان تترجم الخبرات التي اكتسبها القائد المتحمس من المحققين الانجليز والضباط الالمان ولا يتوانى في تقديم ارشاداته وتوجيهاته لكل واحد منا دون ان ينتظر مواسم التقييم وكتابة التقارير.. في كل يوم كنا نرى مستوى الرضا او الاستياء في عيون وملامح القادة الذين اهتموا كثيرا ببناء مجتمع يسوده العدل وتحكم خياراته الجدارة ويسعى الى تحقيق سيادة القانون.
كنت يومها اصغر المدربين رتبة فقد تم تحويلي من متدرب الى مدرب دون ان اتذوق تجربة الميدان.. يومها كان المقدم موسى سويلم نائباً للمدير ومحمد على الطوالبة وعبدالجابر اسماعيل وغازي الزريقي واحمد عودة الغويري ومحمود ابوحمور ونورالدين خير واحمد الخصاونة وعزام حدادين ونعيم عبدالرحمن ونجيب البطاينة وابراهيم ابو الشكر وابراهيم حرب وهشام النسور زبدة القيادات الوسطى التي تتحفز لتولي قيادة الجهاز بعد ان عاد معظمهم من بعثات الحصول على الدرجة الجامعية الثانية في القانون والعلوم الشرطية.
في صفوف القيادات التنفيذية كان الخريجون من دورة المئة وستة (106) يتبادلون المواقع بين الميدان والتدريب فارواحهم مليئة بالزهو وهم يقفون على الواجهة الاخرى من القانون بسلطة يتطلع معظم شباب جيلهم الى امتلاكها ولا يحظى بها الا القلة..
عادل الطراونة الذي يتوقد ذكاء وحيوية، كان الاول على الدفعة، منشغل بتنمية ميوله البوليسية في البحث والتنمية المهنية تساعده معرفته باللغة الانجليزية وفضل الدبيس المخلص لمبادئ العمل الجاد المنضبط لا يتورع في نقل تجاربه وقناعاته للافواج الجديدة من المتدربين دون تردد في استخدام الشدة او التشدد اينما لزم ذلك. اما الصديق الثالث عدنان الشمايلة الذي لم يخف ولعه بالانثروبولوجيا والانساب والروايات فقد كان لحضوره مذاق خاص يصعب ان يقوم به غيره.
في الكلية التي اشعر بالاسى عندما امر من الشارع الذي كان يحمل اسمها كان محمود الشريدة ونزيه الشرايدة وفايز المساعدة ومحمد علي المساعدة وعبدالرحمن الخرابشة ومحمود العودات الى جانب ضابط الميدان ابو غالب الخطيب وضباط الرياضة والادارة عبدالرحيم الرحاحلة وعبدالكريم عربيات وموسى زريقات (ابو جورج) .. يلتقون عند انتهاء يوم العمل على مائدة موسى العطيات ابو سليمان الذي يقوم على خدمة النادي وتقديم السقاية والطعام لضباط الوحدة.
بعد التحاقي بمؤسسة نور الحسين وانتهاء خدماتي في الجهاز حافظت على علاقاتي الحميمة مع الاصدقاء وحرصت على مهاتفة اللواء سامي الهباهبة اثناء خدمته وبعد التقاعد وكم كنت اسعد في الحديث معه وتذكر الايام الجميلة التي امضيناها معا.. خلال السنوات القليلة الماضية زارني سامي في مكتبي وجلسنا مطولاً يتملكنا الحنين للايام الجميلة والتاريخ النقي لمسيرة البلاد واجهزتها ورجالاتها وكيف قام بتحضير وتطبيق برنامج مكافحة الشغب الذي ساعد في تنفيذه لسنوات لدرجة ان الدورات والبرنامج ارتبطا باسمه وبحركاته وصحياته (واحد اثنين ثلاثه عااااااب...) صيحة ستبقى سيدها اخي سامي ... الرحمة لروحك... والسلام عليك..
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/13 الساعة 18:10