الطائرات لا تقلع إلا لأجل سماء الوطن العربي .. زيادين نموذجاً

مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/12 الساعة 22:30
أحمد الغلاييني لا يُختزل دور البرلمان في تشريعِ القوانين ، أو مناقشة القضايا القانونيّة فقط ، فالبرلمان دوره كأي مؤسّسةٍ وطنيّةٍ في تحقيقِ المصالح الوطنيّة ، وهذا ما يستدعي التحرُّك والزيارات التي يعتقد العامّة أنّها للحصولِ على مبالغٍ ماليّة أو للسياحةِ أو لأهدافٍ شخصيّةٍ ، لكن في الحقيقةِ لا يمكن إسقاط هذه التفسيرات على الواقعِ البرلمانيّ ، واتهام جميع النوَّاب بهذه التهمة ، ليس لأنَّ مجلسَ النوَّاب " مجلس كهنوتي " إنما لضرورةِ معرفة استخدام هذه التفسيرات دون التعامل معها على أنّها حقيقة شموليّة أو مفهوم مُقدّس ، والنموذج في هذه القراءة هو النائب قيس زيّادين .
قيس زيّادين ، الذي اقتحم الحياة البرلمانيّة كشابٍ يبتغي إيجاد مكانة حقيقة للشبابِ بعيدًا عن الشعارات الرتيبة " تمكين الشباب ، الشباب هم المستقبل " ، وهذا الشباب الذي يمثّله قيس ليس شبابًا مُكرّر العقل ، بل الشباب الذي يملك الوعي السياسيّ ، ويحمل أرثاً لمناضل عربي حافظ على هويته القومية العربية التي هي بوصلتها "فلسطين" واليوم زيادين الحفيد يحمل الهم العربي القومي في أي قطر عربي شقيق ولديه القدرة على التغيير الحقيقيّ ضمن مؤسّسات الدولة ، فكان الهدف الأساسيّ له هدم الجدار الذي يقف أمام العلاقات السوريّة – الأردنيّة وذلك للحفاظِ على المصالحِ الأردنيّة الاقتصاديّة والتجاريّة في بلدٍ محاصر بالأزمات الاقتصاديّة والمعيشيّة ، فزار سوريا ، والتقى بالمسؤولين السوريين وكانت هذه الزيارات سببًا في اجتراحِ واحة داخل الصحراء الأردنيّة القاحلة بالاشكاليات الاقتصاديّة .
وقيس الذي يصرخ دفاعًا عن الحقوقِ المدنيّة للمواطنين الأردنيين ، والحريات ، وحرية الابداع الفكريّ ، صرخ بهدوءٍ في كلِّ الدول الأوروبيّة التي زارها لكي يبرّر الاختلاف الفكريّ والثقافيّ بين واقعين مختلفين ، وذلك للحفاظِ على الصيتِ السياسيّ والإنسانيّ الذي يحظى بهِ الأردن ، وهذا الدور لا يجيده زيادين لأنه محام ، بل لأنه تولّى هذا الدور الذي يخوّله في زيارةِ أرجاء العالم لكي يحافظ َ على شكلنيةِ الأردن وصيته ، ومضمون العلاقات الأردنيّة مع كلّ دولِ العالم والتي بدورها تجعل الأردن في مكانتهِ التي يصبو إليها دومًا .
لم يكنْ هذا التحليل لدورِ النائب قيس زيادين ، إلا للوصولِ إلى حقيقةٍ ضروريّةٍ أنَّ النائبَ عمله لا يمكن فهمه ضمن الواقع المحليّ ، وأنَّ سفرَ النائب ككلِ المؤسّسات التشريعيّة في العالم لا يحدث إلا لضرورةٍ وطنيّة أو مهمة كُلِّف بها ، أو دور له يمارسه ضمن التكليف والدوافع الوطنيّة التي جعلت قيس مثلًا يبذل كل ما يمكن لتحقيقِ المصالح الأردنيّة في عودةِ العلاقات مع الدول المجاورة لكل تفاصيل الأردن وهي سوريا.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/12 الساعة 22:30