عمالقة النفط يتأهبون

مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/11 الساعة 10:26
مدار الساعة - يلتقي ممثلو قطاع النفط هذا الأسبوع في هيوستون لحضور مؤتمر أسبوع سيرا، أكبر تجمع لكبار المسؤولين التنفيذيين بقطاع الطاقة في الأمريكتين، وسط مشاركة أكبر لعمالقة النفط في الوقت الذي تربعت فيه الولايات المتحدة على عرش منتجي الخام في العالم. وبعد عام صعدت فيه أسعار النفط الخام العالمية إلى أكثر من 87 دولارا للبرميل في الخريف ثم هبطت بعد ذلك، صارت السوق أكثر هدوءا في الآونة الأخيرة، حتى مع قيود الإنتاج المتمثلة في التخفيضات التي تقودها أوبك والعقوبات واسعة النطاق التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران وفنزويلا. وارتفع إنتاج الخام الأمريكي إلى أكثر من 12 مليون برميل يوميا، ليفوق إنتاج روسيا والسعودية اللتين تصدرتا قائمة المنتجين في السابق، غير أن هذا النجاح يأتي في وقت تقلص فيه شركات النفط الصخري الأمريكية المستقلة أنشطة الحفر تحت ضغط من المستثمرين الذين يطالبون بتحسين العوائد. وحتى مع بلوغ الأسعار مستويات مستقرة نسبيا، فإن العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران وفنزويلا قد تعكر صفو الهدوء الحالي. ولم يتضح بعد ما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل منح إعفاءات لبعض مشتري النفط الإيراني، وما إن كان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو سيواجه عقوبات إضافية. ومن المقرر أن يتحدث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ووزير الطاقة ريك بيري في المؤتمر. يأتي تعزيز عمالقة القطاع لحضورهم في المؤتمر، ومن بينهم شركتا إكسون موبيل وشيفرون الأمريكيتان، في الوقت الذي تحوّل فيه تلك الشركات الاستثمارات إلى الإنتاج الصخري في غرب تكساس ونيو مكسيكو، وتربط تلك الحقول النفطية بمصافيها الساحلية ومصانع الكيماويات. وأدى الإنتاج الصخري إلى ارتفاع الصادرات الأمريكية لأكثر من ثلاثة ملايين برميل من الخام يوميا، مما زاد من المعروض العالمي. وقال دانيال يرجين نائب رئيس مجلس إدارة آي.إتش.إس ماركت المنظمة لمؤتمر الطاقة ”هذا يتواكب مع إعادة التوازن التي حدثت في قطاع النفط العالمي“. وأضاف ”هذا هو أول مؤتمرات أسبوع سيرا على الإطلاق الذي يكون فيه أكبر منتج في العالم هو البلد الذي نعقد فيه المؤتمر، وهو الولايات المتحدة“. ومن المقرر أن يلقي مايكل ويرث الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون كلمة المؤتمر، وبعض المسؤولين التنفيذيين بشركة إكسون وبوب دادلي الرئيس التنفيذي لشركة بي.بي. ومن الملفت للنظر تضاؤل حضور السعودية هذا العام. فشركة أرامكو السعودية التي تديرها الدولة تعقد الاجتماع السنوي لمجلس إدارتها هذا الأسبوع، كما أشار المسؤولون السعوديون إلى أنهم شاركوا بقوة في مؤتمر أسبوع البترول العالمي الذي عقد في لندن خلال الآونة الأخيرة. غير أن أسبوع سيرا يأتي بعد فترة واجهت فيها المملكة مزيدا من الضغوط الأمريكية لإبقاء أسعار النفط منخفضة، وتهديدات بتشريع لمكافحة الاحتكار ينظر فيه الكونجرس حاليا، وغضب بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي في العام الماضي. والسعودية أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي سيحضر أمينها العام محمد باركيندو المؤتمر بجانب ممثلين من الإمارات العربية المتحدة. وفي السنوات الأخيرة، عقد ممثلو أوبك اجتماعات مع مسؤولين تنفيذيين بشركات نفط صخري أمريكية في مسعى لفهم الصناعة بشكل أفضل ومع تحول خطاب الشركات المنتجة التي تديرها الدولة عن النهج العدائي الذي اتسم به في السابق. غير أن المسؤولين التنفيذيين بالقطاع الصخري كانوا ينأون في الماضي عن مظاهر الدعاية التي تحيط بمثل هذه الاجتماعات، بما في ذلك عشاء في واحد من أرقى مطاعم هيوستون العام الماضي. هؤلاء المسؤولون التنفيذيون يتخوفون من أن يُنظر إليهم على أنهم يتعاونون مع أوبك. ويشهد مؤتمر العام الحالي أيضا تمثيلا أقل لشركات النفط الصخري. وكان مسؤولو أوبك قالوا إنهم يعتزمون الاجتماع مع المسؤولين التنفيذيين بالقطاع خلال مؤتمر العام الحالي. وتعارض جماعات ضغط أمريكية ممثلة للقطاع ودول أوبك تشريع ”نوبك“ الذي أقرته لجنة بمجلس النواب الأمريكي وجرى عرضه على مجلس الشيوخ، معتبرينه تهديدا على الإنتاج قد يدفع الأسعار للارتفاع. وقال يرجين ”لا أعتقد أن بإمكانهم التعاون معا... لكن دون بعض آليات الاستقرار في سوق النفط، فستحدث تقلبات أشد بكثير، ولو حدثت تقلبات أشد بكثير لقل الاستثمار كثيرا“. رويترز
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/11 الساعة 10:26