وين بدنا نروح فيه؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/11 الساعة 01:13
نسمع بكثير من الإخفاقات والفشل التي لا تغيب عن بعض المسؤولين في بعض البلدان، لكن العجيب أننا لا نسمع أن أحدهم تعرض للمحاسبة، بل إن من تمت محاسبته –وهذا نادرا ما يحصل- أخذ حكم البراءة، فمن المسؤول إذن؟ لا شك أنها المؤامرة الخارجية على أوطاننا، وأن عدونا الخارجي هو المسؤول، وهنا نفسي أفهم: من هو عدونا الخارجي هذا؟ ولماذا يسمح له بأن يعيث فسادا في بلادنا؟
في هذه البلدان المسؤول بين ثلاثة خيارات: الأول، أن يظل في منصبه ليأخذ فرصة أخرى، وجلّ من لا يخطئ ولا يسهو، وهل نحن اخترنا مسؤولا أو معصوما؟ والشاطر بتعلم من غلطه، فخلوه خلينا نعطيه فرصة. والخيار الثاني، انقلوه من منصبه إلى منصب آخر، فربما تفجرت إبداعاته هناك، وناسبه الكرسي الجديد أكثر من القديم. والثالث، أن يرجع إلى البيت معززا مكرما ليرتاح استراحة المحارب ليتم استخدام مهاراته التي لم تظهر بعد في أقرب فرصة، فحرام ثم حرام أن تترك مثل هذه الكفاءة دون منصب أو مكان مرموق.
يتنقل المسؤول الفلاني في تلك البلاد من مكان لآخر، يمسك وزارة الزراعة، فيحش الأشجار ويقطعها ويبيعها، فيتم نقله للصناعة، فيبيع مصانع الدولة قطعة قطعة، ينقل للسياحة والآثار فيبيع آثار البلاد، ينقل للثقافة فيبيع كتب ومخطوطات المكتبة التابعة للدولة، وعلى الرغم من كل ما تقدم يبقى السؤال: وين بدنا نروح فيه؟
الدستور
  • ثقافة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/11 الساعة 01:13