عبيدات يكتب من اسطنبول: جينات الدولة العميقة
مدار الساعة - بقلم: حمزة عبيدات - اسطنبول
يتساءل الأردنيون حول توريث المناصب والتعيينات خارج جداول ديوان الخدمة المدنية، ولماذا تصر الدولة علي اعتبار المناصب العامة حكراً على سلالات معينة عند التدقيق تجدها تمتد "لقرمية" من القرامي المتأصلة في إدارة الدولة.
لماذا يتم تجاوز مئات آلاف الكفاءات التي عمّرت بلاداً عربية شقيقة وتسهم في تطور دول متقدمة وتتواجد تلك الكفاءات بفعالية في شركات ومؤسسات عالمية، لكن في المقابل هناك اصرار على جلب وتعيين من له ارث وجينات الدولة العميقة؟
لا تستطيع الكثير من الكفاءات الأردنية القبول بالتواجد بمؤسسات الدولة الأردنية إلا ضمن شروط وقواعد توفرها المؤسسات العامة، ولا يمكن لهم قبول التدخل من مؤسسات عليا في عملهم ولا يرضون بالترهل الموجود ولا رؤية اي جزئية متعلقة بالفساد.
اتذكر كلام شخصية أردنية قبل سنوات خلت حول أن هناك تعييناً للشخص غير المناسب في المكان غير المناسب وبذلك يجد اي وافد جديد نفسه داخل جماعة متآلفة يكون هو الجسم الغريب فإما أن ينسجم مع الموجود أو يغادر.
وربما هذا سبب عدم استمرار شخصيات قليلة جاءت من خارج مخبر جينات الدولة العميقة أو أنها لم تتشرب وصفة الجينات للدولة العميقة فكانت طفرة جينية كما كان عون الخصاونة أو أحمد عبيدات أو حيدر الزبن، فأجبروا على مغادرة مواقعهم إما بالإقالة أو الاستقالة.
جينات الدولة العميقة ومختبرها اليوم مستمرون في فرض تحليل الـ DNA كشرط إجباري لتجاوز كل القواعد وجلب رجل الـ DNA المناسب في المكان المناسب ليعمل وفق قواعد الاشتقاق والاندماج لهذه الوصفة الجينية..
من يمتلك تلك الجينات له إرث يؤهله للانسجام مع قواعد الدولة العميقة وتلبية متطلباتها والعمل على كتم أسرارها والحفاط على دوامها، وليس لأحد لا يحمل نفس الجينات أو سلالة من سلالاتها مكان فيها أو لابد له أن يكون ضحية أو كبش فداء في بعض الأحيان..