جمهور الفيصلي :هذه ثقافتنا ؟
مدار الساعة – كتب : عبدالحافظ الهروط – كل اجتماعات التنسيق التي يتحدث فيها اتحاد كرة القدم وقوات الدرك والاندية والاعلام للالتزام بالروح الرياضية والاخلاق الاردنية والحرص على الوحدة الوطنية،تذهب ادراج الرياح قبل واثناء وبعد انتهاء مباراة (الكلاسيكو) ومباراة (الديربي).
هذه قضية مستعصية منذ عقود،وكأن لا توجد حلول جذرية،وان الجماهير الاردنية لا تشاهد لقاءات لفرق ومنتخبات، النجم الواحد فيها يتقاضى عشرات اضعاف ميزانية ومديونية اتحادنا وانديتنا على السواء.
تخرج البرازيل وعلى ارضها امام المانيا بـ"السبعة" في كأس العالم 2014،وويخرج منتخبا المانيا والارجنتين بنجومهما في كأس 2018 من دور مبكر، ويخسر ريال مدريد على ارضه وبين جمهوره الذي يصل نحو 100الف على المقاعد في الدوري الاسباني وبطولة اوروبا وكاس ملك اسبانيا،وكأن شيئاً لم يكن من الجمهور،لا بل ان مشجعيه في الوطن العربي غاضبون أكثر من الاسبان!
اذاً، هي كرة القدم الحقيقية التي وجدت لامتاع الجماهير،وهي الابهار العالمي والتسويق الخيالي، والاهم من هذا كله،الثقافة الرياضية في تقبل الخسارة بكامل مسبباتها،والفرح دون تنّطع وخدش لكرامة المنافسين من لاعبين واداريين وجمهور.
ما دفعني للكتابة في هذا الجانب الأخلاقي، وهو ليس المرة الاولى او العاشرة،وربما كتبت وغيري من الزملاء والمهتمين مئات المقالات والموضوعات ولكن لا حياة لمن تنادي! اقول ما دفعني للحديث هو انني واثناء خروجي من مكتب عملي الذي يقابل ستاد عمان وقد انتهت مباراة الفيصلي والوحدات بفوز الاول 2-1 كان جمهور الفيصلي يملأ شوارع مدينة الحسين.
شباب يهتفون بفرح لتحقيق الفوز،ومنهم من دخل "محلات حبيبة" لتناول الكنافة،وقوات الدرك بكثافة تبعد الجمهور الى الرصيف لتسهيل عملية السير وقد نجحت بامتياز.
وجدت مدخل (كراج) المكتب مغلقاً من الشباب المتجمعين،الا انني تفاجأت باستجابتهم السريعة وهم يفسحون الطريق لي ولسيارتي بالخروج ،فشكرتهم ودار الحوار بيننا:
يا شباب انتم روح اللعبة اذا ما كنتم في مثل هذا التعامل معي ومع غيري في افساح الطريق، ولماذا تفسدون فرحكم بهذه الهتافات المشينة؟
ردوا عليّ قائلين "يعني يا استاذ ما بدك تبارك النا بالفوز"؟
قلت : يا شباب مبروك،ولكن المهم الاستمتاع بكرة القدم –مع قناعتي انه لا توجد متعة - وعدم ايذاء الآخرين لا بالكلمة ولا بالفعل.
رد شاب وسيم بابتسامة وقال "شو نعمل هذي ثقافتنا"
قلت : عليكم ان تغّيروها،والا لن تكون كرة قدم في الاردن ،وانتهى الحديث.
ملاحظة : في احدى المباريات الجماهيرية واثناء خروج جمهور الفريق الخاسر تعرض زجاج المكتب للتكسير جراء حجارة القيت دون معرفة السبب.
الى متى هذا الشغب بالكلمة والفعل ؟