صفقة القرن

مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/07 الساعة 10:06
بقلم: الأستاذ الدكتور بلال ابوالهدى خماش * منذ أن كُنَّا أطفالاً ونحن نسمع عن الصراع العربي الإسرائيلي. ونتساءل من كان السبب في ذلك؟ وكل ما يقال لنا: إن اليهود اغتصبوا أراضي فلسطين من أهلها الأصليين وشرَّدوهم وذبَّحوهم وهجَّرُوهم من بلادهم إلى البلاد المجاورة وغيرها من دول العالم ... إلخ. ونتساءل ألا يوجد لليهود موطن أصلي لهم؟! وهم أول من نزلت لهم ديانة سماوية على نبيهم موسى عليه السلام في الأرض؟! ولماذا تم إختيار أرض فلسطين بالذات وطن قومي لهم؟! ولم يتم إختيار أرضاً غيرها لتكون لهم وطن؟! ولماذا اليهود موزعين في جميع أنحاء العالم؟! وأين موطنهم الأصلي ومن أخرجهم منه؟! ... إلخ من الأسئلة التي تستوجب إجابات مقنعة. على ألأقل من دراستنا للتاريخ نعلم أن اليهود كانوا في الجزيرة العربية وفي أكثر من مكان مثل خيبر والمدينة المنوره في بلاد الحجاز. وبعد أن نزلت الرسالة على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، بدأ الصراع بين أتباعه واليهود دينياً. ومن هم من أسلم وحسن إسلامه ومنهم من ترك تلك الأماكن وإنتشروا في جميع أنحاء العالم كما توضحه الآية التالية: (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (الإسراء أو يني إسرائيل: 105)). وهذه الآية تلخص الإجابات على كثير من التساؤلات السابقة. فالله سبحانه وتعالى قال لبني إسرائيل إسكنوا الأرض ولم يحدد مكان معين وبالتالي إنتشر بنو إسرائيل في جميع دول العالم. وعملوا في التجارة والإقتصاد والمال وأصبح لهم الرياده في كل ميادين الحياة الرئيسة فهم أصحاب رؤوس الأموال في العالم بأجمعه ويتحكمون في السياسة العالمية وإقتصاد العالم بأجمعه ويمتكلون صندوق النقد الدولي (البنك الدولي) ..إلخ. ولكن الله قال في نفس السورة - فإذا جاء وعد الآخره جئنا بكم لفيفا - والمقصود أن يعودوا إلى مكانهم الأصلي وهو الجزيرة العربية وفلسطين. لأن سيدنا إبراهيم الخليل وأولاده وبالأخص سيدنا يعقوب وأولاده-الاسباط الإثنى عشر- كانوا في فلسطين. واليهود هم من ذرية سيدنا يعقوب وأبنائه الإثني عشر ولا أحد يستطيع أن ينكر هذه الحقائق فالعناد لا يفيد مع الحقائق القرآنية. وسواء شاءت دول العالم أم أبت سوف يجتمع اليهود من جميع بقاع العالم في أرض الميعاد وهي أرض الجزيرة العربية وفلسطين. وسيبقى اليهود حتى نهاية هذا الكون والله سيحكم بينهم يوم القيامة والدليل على ذلك (وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ، وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ(الجاثية: 16 و 17)). ولهذا السبب علينا ألا نعتب على بريطانيا في وعدها لليهود في فلسطين كوطن قومي لهم. وعلينا ألا نعتب على أمريكا وغيرها من دول العالم في التخطيط مع اليهود لما يسمونه صفقة القرن وذلك لأن أمر الله نافذ. ولكن ليس على حساب حقوق أهل فلسطين وقتلهم وتشريدهم من بلادهم. هناك بلاد في العالم أصغر من فلسطين وتستوعب أضعافاً مضاعفة من ملايين اليهود والفلسطينيين معاً مثل هونج كونج وغيرها. فسوف لا يفيد لا شجب ولا استنكار حول موضوع بناء مستوطنات لليهود القادمين من جميع بقاع الأرض في العالم إلى فلسطين والجزيرة العربية لأن أمر الله كما ذكرنا نافذ. وعلى الفلسطينين واليهود أن يتعايشوا معاً سلمياً علماً بأنهم أبناء عمومه وأقرب الناس لبعضهم البعض في أساسيات الدين واللغة فاللغة العبرية فيها من المفردات والمصلحات الكثير الكثير من اللغة العربية. * كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب، جامعة اليرموك
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/07 الساعة 10:06