البــرلمــان الاردنــي يـعيــد للـدبلــوماسـيــة البــرلمــانيــة ألقـهـا

مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/05 الساعة 14:05
د.أشــرف قــوقــزة
كان لاستضافة البرلمان الأردني أعمال الدورة التاسعة والعشرين للاتحاد البرلماني العربي بعنوان "القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين" وبمشاركة عربية واسعة من 17 رئيس برلمان عربي بالإضافة الى الوفود الممثلة للبرلمانات الأخرى في سياق دوره الدبلوماسي نقطة انطلاق جديدة، حيث تعتبر الدبلوماسية البرلمانية إحدى الوسائل الحديثة في تحقيق الأهداف السياسية الخارجية للدول ودورها في تنمية العلاقات السياسية التي تربط بين السلطات التشريعية والمكونات الدولية الأخرى، من خلال الأدوات البرلمانية، فقد باتت الدبلوماسية البرلمانية في العصر الحديث من أحد أهم المحركات الأساسية لإدارة المجتمع الدولي وقضاياه السياسية والاقتصادية والبيئية والأمنية والاجتماعية.
توسعت اهمية الدبلوماســـية البرلمانيـــة باتســاع دوائــر التعــاون الــدولي، وتعـــاظم مصـــالح الشـعوب وتـداخلها، حيث أضاف ظهورهـا للعمـل الفكـري السياسـي بعـدا جديـدا متعـدد الآثـار والنتـائج، فالدبلوماســية البرلمانيــة تعمــل –بلا شـك- بـالتوازي مـع الدبلوماسـية الرسـمية فـي تحقيـق أهـداف تساهم في حل النزاعات، واحتـواء الأحـداث، كمـا تقـوم بـدور استكشـافي أو استشـرافي مكنهـا مـن أن تكون أداة فاعلة داخـل النظـام السياسـي للدولـة، وفـي علاقـات الشـعوب بعضـها ببعض، بسبب ما يتاح لها من حرية أكبر، ورقعة نشاط أوسع؛ باعتبـار أن القـائمين بهـا ليسـوا ممثلين للسـلطة التنفيذيـة المقيـدين بضـوابط محـددة، وهـوامش ضـيقة لحــركتهم فهم متحررون نسبياً من قيود الصفة التنفيذية والتزاماتها.

وبالرغم من التراجع الذي شهدته الدبلوماسية البرلمانية وعجـزها عن القيـام بـدورها فـي مواكبـة تقلبـات التوجهـات السياسـية الخارجيـة الجديـدة والمتجددة بسرعة كبيرة، والتوافق مع متغيراتها، فقد كان لجهد ونشاطات البرلمان الاردني الأثر الكبير في مساندة الدبلوماسية الأردنية، والتحشيد لقضايا المملكة الرئيسية وعلى رأسها القضية الفلسطينية واللاجئين، وكان حاضراً متيقظاً لحجم التحديات والمعادلات في المنطقة، فبرز الدور السياسي للمجلس على النحو الذي كان مرجواً، كما كان للمجلس الدور البارز في المبادرة وتقديم المقترحات في كل المحافل الدولية.
وها هو اليوم البرلمان الأردني يحقق نجاح غير مسبوق في العمل الدبلوماسي ويعيد لهذا الدور ألقه ومجده من خلال فعاليات وقرارات المؤتمر البرلماني العربي، والذي مثل رسالة بأن الأردن حاضنة العرب، وأن المملكة مناصرة وداعمة للحمة الصف العربي ولن تدخر جهداً في سبيل جمع الأشقاء على طاولة جامعة لدعم الشعب الفلسطيني حتى ينالوا حقوقهم المشروعة على ترابهم الوطني، ويؤكد أن الدبلوماسية البرلمانية الأردنية قد نجحت وبشكل نوعي، ووصلت إلى مواقع التأثير، في تحقيق وحدة الصف العربي بشأن أهم القضايا وهي القضية المركزية لكل العرب القضية الفلسطينية، في وقت تلاشى فيه الأمل وبدت فيه الأمور مستعصية، إلا أن هذا الجهد الكبير، جعل الصعب سهلا وأعاد الأمل من جديد، فاجتمع الأخوة العرب، رغم كثرة الخلافات، على طاولة الحوار والاجماع على أهم القضايا في العاصمة الحبيبة عمّان الوفاق والاتفاق عاصمة كل العرب.
  • البرلمان
  • الأردن
  • أعمال
  • عرب
  • عربية
  • رئيس
  • الحديثة
  • اقتصاد
  • الاردن
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/05 الساعة 14:05