الملكة رانيا والأيادي البيضاء

مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/03 الساعة 14:40

الدكتور محمد عبدالكريم الحنيطي
أسهمت جهود جلالة الملكة رانيا العبدالله على مدار سنين مضت في تغيير حياة كثيرٍ من الناس خاصة مبادرات التعليم التي سعت إلى تحسين بيئة التعلم والمساواة ورعاية وتنمية الطلبة.

ومؤخراً جاء افتتاح المقر الجديد لأكاديمية الملكة رانيا التي ترجمت الحلم بتأهيل معلمٍ قويٍ قادرٍ على حمل رسالة التعليم في بلدٍ أحوج ما يكون إلى عقول معلميه لبناء جيلٍ واعٍ قادرٍ على احداث التغير المنشود.

ونظرة تأملٍ في بعض مبادرات جلالة الملكة رانيا العبدالله، بدءاً من مشروع مدرستي الذي أسهم بتحسين البيئة التعليمية، مروراً بمنصة إدراك والتي تعتبر مشروعاً ريادياً يحقق مبدأ المساواة والحرية في التعليم عبر منصات تفاعليةٍ، وفي تجربة ريادية حق للأردن الفحر بها، بالإضافة إلى جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي.

هذه المبادرات هي تعبيرٌ عن احساس ورؤيةٍ لملكةٍ سعت للبذل لأجل وطنها وأبناءه، خاصة وأنها رؤية تتسع وتتكامل مع ما يطرح وطنياً من خطط أبرزها الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، الهادفة إلى تأصيل مفهومٍ جديدٍ للتعليم في الأردن قائمٍ على الإنسان ومهاراته وابداعه.

وهذا الدور الذي تضطلع به جلالة الملكة، يحمل دلالات أجلاها وضوحاً أن النهضة التعليمية في وطننا رفدتها أيادٍ بيضاء لجلالة الملكة.

فنحن اليوم (مثلاً) أمام مفهوم جديد للمعلم في ذهنيتنا الأردنية يتجاوز حدود الفهم التقليدي، فالمعلم المتميز المؤهل هو مفهوم بات راسخاً اجتماعياً بفضل جائزة الملكة رانيا للتميز التربوي.

مفاهيم جديدة وحيوية أطلقتها جلالة الملكة، تستحق الدعم لما تركته وتتركه من أثرٍ على جوانب مجتمعنا، وبعصرنةٍ لها ملامحها.

فجلالة الملكة، بفكرها وجهدها وعظيم ما تملكه من صفاتٍ نجحت في غرس قيمٍ تربوية ومأسستها في مجتمعنا الأردني، فهي صاحبة الأيادي البيضاء التي أسهمت في بناء الوعي بأردننا الحديث.

كما أن أدوار جلالتها في دعم الجمعيات الخيرية في وطننا وخاصة الجمعيات التي تعنى بتوفير فرص عمل للنساء، أسهمت في حفظ إرثنا اليدوي، وتعزيز أنماطٍ معيشيةٍ قادرة على تجاوز الظروف الاقتصادية الصعبة لعدد من الأسر الأردنية .

جلالة الملكة رانيا تمثل في الحاضر الأردني.. الأيادي البيضاء التي تسعى لأردنٍ قويٍ وقادرٍ على العطاء.

مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/03 الساعة 14:40