إنها من الكرامات أيها الأردنيون

مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/03 الساعة 00:51
بعض الناس لا يؤمن بالكرامات، لكنني من الذين يؤمنون بها، ويسلمون لأصحابها، نفعنا الله ببركتهم، ففي معتقد أهل السنة والجماعة أن خرق العادة على سبيل الكرامة أمر جائز، وكما قال مولانا العلامة إبراهيم اللقاني المالكي في (جوهرة التوحيد) الناظمة لعقيدة أهل السنة والجماعة: وأثبتنْ للأوليا الكرامة...ومن نفاها فانبذَن كلامه.
هذه المقدمة ضرورية لما بعدها، فطالما كنا نسمع العندليب الأسمر، وهو يشدو قائلا: إني أتنفس تحت الماء..إني أغرق أغرق. وهذه قصيدة عنوانها: رسالة من تحت الماء، من أشعار الكاتب السوري الكبير نزار قباني، وألحان الأستاذ محمد الموجي، وقد غناها عبد الحليم حافظ قبل أن تلدني أمي.
الغريب أن هذه الأغنية انقلبت إلى واقع مرير بعد أن كانت أغنية يطرب عليها محبو العندليب، انتقل الكلام المجازي الغريب للأستاذ نزار ليصير واقعا محسوسا، يجب أن أعترف أن لبعض المسؤولين والمؤسسات القدرة على خرق العادات وتحصيل الكرامات، فخلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين تنفست عمان وأهلها تحت الماء، وكانت تغرق تغرق، حتى المدرج الروماني العتيد، الذي يشهد ببراعة الرومان في البناء، انقطعت أنفاسه تحت الماء، حتى تم إنقاذه يوم الجمعة عن طريق التنفس الصناعي.
لو أن بعض المؤسسات صرفت الأموال في مكانها الصحيح، وتعاملت مع الأزمة بشكل مهني واحترافي لما وجدنا سيارات الأردنيين تسبح في الماء، والبيوت تغرق بسكانها، والجدران تتصدع. لكن ربما حب الإنجاز والتميز هو الذي أدى إلى تحقيق هذه الأمور الخارقة، شعب يتنفس تحت الماء، وسيارات تبحر في السيول، وبيوت ينزف ماء المطر على رؤوس أصحابها، حتى بعض المستشفيات كان لها نصيب من هذه الفيضانات. ومع ذلك حبّ البقاء، والصراع من أجله، خفف الخسائر البشرية، أما الخسائر المادية فحدّث ولا حرج.
جاء قبل هذه الفيضانات إعصار حول بعض الإنفاقات غير الضرورية لبعض المؤسسات التي تعجّب أصحابها من ردة فعل المواطنين. تلك الأموال التي أهدرت لو أنها أنفقت على البنية التحتية لكانت الخسائر أقل بكثير، فجاءت الفيضانات بخسائرها وكوارثها لترسل لهؤلاء المسؤولين المتعجّبين رسالة من تحت الماء، فهل وصلت؟ الدستور
  • مال
  • عمان
  • الأردن
  • ضانا
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/03 الساعة 00:51