تعريب قيادة الجيش العربي.. قرار سيادي أردني نبع من قيادة حكيمة وشجاعة
مدار الساعة - إعداد : مديرية التوجيه المعنوي - قرار تعريب قيادة الجيش قرار وطني وقومي جريء مثّل شجاعة وحكمة وقوة بصيرة قيادة هاشمية حملت مسؤوليتها التاريخية لعزة أمتها وإعلاء شأنها وامتلاك قرارها السيادي، بشرت بولادة مستقبل واعد وغد مشرق، وهي التي جعلت من الجيش العربي قوة منذورة للوطن والأمة.
ومن هنا فقد جاء هذا القرار خطوة مباركة أعادت للأمة هيبتها ومجدها وكرامتها، وأنارت للجيش العربي دروب المستقبل الواعد بالخير والعطاء الموصول، فالأول من آذار يوم مجيد من أيام الوطن عابق بالمجد والفرح والسرور، فيه تحملنا ذاكرة الوطن وأيامه الخالدة إلى عقود ستة مضت، أضيئت بنور هاشمي عنوانها تطور الجيش العربي، حيث تتزامن لهذا العام، مع الذكرى الـ 20 لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية.
كان الأول من آذار لعام 1956، مرحلة تاريخية هامة وانطلاقة واضحة المعالم في تاريخ هذا الجيش، ففي هذا اليوم اتخذ جلالة الملك الحسين بن طلال - طيب الله ثراه - قراره القومي والتاريخي بتعريب قيادة الجيش العربي، حيث دوّى صوت الحسين بنبراته القوية التي تعودنا عليها، وليضيف صفحة ناصعة للتاريخ الأردني العابق بالكرامة والحرية، حينما أقدم جلالة المغفور له الملك الحسين –طيب الله ثراه- على اتخاذ هذا القرار الوطني والقومي الجريء، وذلك بإعفاء الجنرال كلوب من منصبه، وتعيين ضابط أردني قائداً للجيش، ليكون جيشاً عربياً هاشمياً يليق بعروبته وأمجاده.
لقد نبع هذا القرار وتلك الخطوة الجريئة من قيادة ذات بصيرة واستشراف لمستقبل الأمة، حيث جاء قرار الحسين، وجلالته في ريعان شبابه، حيث لم تمض سوى فترة قصيرة على تسلم جلالته سلطاته الدستورية، فجاء القرار تجسيداً حياً لكل التطلعات الكبيرة التي كانت تجول في قلب وعقل الملك الشاب، وتمنحه القوة والعزم والتصميم على استكمال تحرير الإرادة الوطنية بالإنعتاق النهائي من هيمنة الأجنبي ونفوذه، الأمر الذي جعل من هذا القرار بداية لسلسلة طويلة من التطورات الوطنية الكبيرة التي تشكل في مجملها الملامح الأساسية لمسيرة الأردن القومية.
طموحات ملك شاب: لقد جاء قرار تعريب قيادة الجيش منسجماً وملبياً لطموحات الملك الشاب، الذي كان يدور في خلده منذ كان طالباً في كلية ساند هيرست، أن الجيش العربي تحت قيادة غير عربية سيبقى دون طموحات قيادته العليا، التي تريده أن يؤدي دوره في حماية الوطن وتأهيل ضباطه وتحقيق أهدافه التي وجد من أجلها، وصون ممتلكاته ومنجزات استقلاله، وحفظاً لتاريخ الأمة المقدس وترابه الوطني.
ويقول جلالة المغفور له عن تلك الخطوة في كتاب مهنتي كملك: "لقد كنت مصمماً على إنشاء جيش قوي متوازن يدعمه غطاء جوي هام، وقد كان تحقيق ذلك مستحيلا، ما دام كلوب بيننا، فكان علي إذن أن أنفصل عنه بعدما وصلت علاقاتي في مطلع عام 1956 بكلوب إلى نقطة اللاعودة"، فكان الحديث عن استبداله هاجساً متكرراً في فكر جلالته، حيث اتُّخذ القرار دون علم أي من المقربين إليه، وقد ذكر أسباب قيامه باتخاذ هذا القرار وإصراره على تنفيذه فوراً في كتاب مهنتي كملك حيث قال: يجهل الرأي العام عموماً أن عزل كلوب كان قضية أردنية تماماً، لقد كان السبب الرئيسي في عزله يقوم على عدم التفاهم بيننا، وعلى خلافنا حول مسألتين جوهريتين هما: دور الضباط العرب في جيشنا، وإستراتيجيتنا الدفاعية فأحد واجباتي كملك هو تحقيق الأمن لشعبي وبلادي، ولو لم أقم باستبداله لما كنت قد مارست أعباء مسؤولياتي.
ويضيف طيب الله ثراه قائلا "لقد طلبت مراراً من الإنجليز أن يدربوا مزيداً من الضباط الأردنيين القادرين على الارتقاء إلى الرتب العليا، وكان البريطانيون يتجاهلون مطالبي، كان أعلى منصب يستطيع أن يطمح فيه الأردنيون هو منصب قائد سرية ولا شيء أكثر من ذلك، بعد أشهر من المفاوضات اتسمت بالصبر والأناة أستجيب إلى طلبي، وذلك بقبول إنكلترا أن تفرض علينا خطة للتعريب يتم بمقتضاها منح الضباط الأردنيين في المستقبل مزيداً من الامتيازات، لقد كانت كلمة المستقبل تعني للإنجليز -وقد أبلغوني بذلك رسمياً- بأن سلاح الهندسة الملكي في الجيش العربي الأردني سوف يتولى قيادته ضابط عربي في عام 1985 وتقول حكومة بريطانيا إنها سوف تتحدث عن التعريب بعد ثلاثين سنة.
قائد فذ وحكيم رأى وضع الأمور على مسارها الصحيح، فنفذ في الأول من آذار عام 1956 قراره القومي والتاريخي بتعريب قيادة الجيش العربي، وتحريره من قيادته الأجنبية، وأيقن أنه في الوضع السياسي الجديد الذي أوجده قيام إسرائيل كان لا بدّ من إعطاء الجيش إحساساً بالمسؤولية والكبرياء، وعيَّن ضباط أردنيون في جميع المراكز القيادية.
إنهاء خدمة الفريق كلوب : كانت خطوة تعريب قيادة الجيش العربي خطوة شجاعة، جاءت في ظروف سياسية صعبة، ومحيط مضطرب شهدتها حقبة الخمسينيات من القرن الماضي، قرار كان على موعد مع القائد والوطن والشعب، أفصح عنه جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه عندما طلب عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء ترأسها رحمه الله بنفسه، وأبلغ فيها رئيس الوزراء آنذاك دولة السيد سمير الرفاعي، برغبته في إنهاء خدمات الفريق كلوب وتسفيره الى بلاده حالاً، وعند الساعة الثانية والنصف من ظهر يوم الأول من آذار عام 1956، وتنفيذاً للرغبة الملكية السامية، حمل رئيس الديوان الملكي القرار إلى جلالته فوشحه بالتوقيع الملكي السامي حيث نص القرار على : بناءً على الرغبة الملكية السامية قرر مجلس الوزراء ما يلي: أولاً: إنهاء خدمة الفريق كلوب من منصب رئاسة أركان الجيش العربي الأردني.
ثانياً: ترفيع الزعيم راضي عناب إلى رتبة لواء وتعيينه رئيس أركان حرب الجيش العربي الأردني.
ثالثاً: إنهاء خدمات القائم مّقام باترك كوجهل مدير الإستخبارات.
رابعاً: إنهاء خدمات الزعيم هاتون مدير العمليات العسكرية.
وفي يوم الجمعة الثاني من آذار وبناءً على أوامر جلالة المغفور له الملك الحسين رحمه الله، غادر الفريق كلوب الأردن من مطار عمان.
ويقول جلالة المغفور له في رده على رسالة رئيس الوزراء البريطاني التي جاء فيها أن الملك يتحمل المسؤولية ونتائج هذا القرار: " أنا أقدمت على هذا العمل وأعرف نتائجه وهذا حقي وأنا مارست هذا الحق ولا رجعة فيه مطلقاً" .
وجاء رده- رحمه الله - رداً حازماً نابعاً من حبه لوطنه وشعبه وقوميته ، وفي الساعة السابعة والنصف نقلت الإذاعة الأردنية من مدينة القدس، القرار الذي لم يكن يتوقعه أو يخطر على بال أحد، وحمل الأثير صوت الراحل العظيم يزف البشرى للشعب الأردني بنبراته القوية الواضحة قائلا: "أيها الضباط والجنود البواسل, أحييكم أينما كنتم وحيثما وجدتم، ضباطاً وحرساً وجنوداً وبعد، فقد رأينا نفعاً لجيشنا وخدمة لبلدنا ووطننا، أن نجري بعضاً من الإجراءات الضرورية في مناصب الجيش, فنفذناها متكلين على الله العلي القدير، ومتوخين مصلحة أمتنا وإعلاء كلمتها, وإنني آمل منكم كما هو عهدي بكم النظام والطاعة، وأنت أيها الشعب الوفي هنيئاً لك جيشك المظفر الذي وهب نفسه في سبيل الوطن، ونذر روحه لدفع العاديات عنك مستمداً من تاريخنا, روح التضحية والفداء، مترسماً نهج الأُلى في جعل كلمة الله هي العليا، إن ينصركم الله فلا غالب لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
ووجه جلالة الراحل العظيم بصفته قائداً أعلى للقوات المسلحة اهتمامه ورعايته لبناء الجيش الذي أسسه جده الملك المؤسس، ليجدد جيش الثورة العربية الكبرى، ويجعله قوياً قادراً على تحمل أعباء مسؤولياته الوطنية والقومية الشاملة، إعداداً وتدريباً وتسليحا، وتأهيله وفق أحدث الأساليب العسكرية.
وكان رحمه الله عندما أقدم على هذه الخطوة الشجاعة الجريئة يتمثل وصية جده الملك المؤسس المغفور له بإذن الله عبدالله بن الحسين حيث قال له: "تذكر يا بُني أن أهم شيء في الحياة هو أن يكون لدى المرء العزم والتصميم على العمل، وأن يكون مستعداً لأن يعطي خير ما في نفسه على الرغم من العوائق، ومهما كانت الصعوبات، وعندها فقط تستطيع أن تعيش مطمئن النفس مع الله ومع ضميرك". لقد كان للقرار أبعاد سياسية وعسكرية كثيرة، نجملها في هذا المقام على سبيل المثال لا الحصر : 1. استكمال القرار السيادي العسكري. حيث شكل إقصاء الجنرال كلوب وتسليم قيادة الجيش إلى ضابط عربي أردني، هو اللواء راضي عناب، استكمالاً للقرار السيادي الأردني، واستكمالا لمعنى الاستقلال الحقيقي للمملكة الأردنية الهاشمية، الذي تم في الخامس والعشرين من أيار لعام 1946، حيث مثّل فصلا من فصول كتاب المجد الأردني، وكان إلغاء المعاهدة البريطانية عام 1957 فصلاً آخر من فصولها المشرفة .
2. التعاون العسكري. حيث تم عقد اتفاقيات للتعاون العسكري المشترك مع الدول العربية الشقيقة، مثل مصر وسوريا والعراق ولبنان والمملكة العربية السعودية، وتم تقديم معونة سنوية مقدارها (36) مليون دولار بدلاً من المعونة البريطانية، وذلك بموجب اتفاقية التضامن العربي التي وقعت في مصر في19 كانون الثاني 1957م .
3. إنهاء الوجود العسكري الأجنبي. حيث شكّل قرار جلالته بتعريب قيادة الجيش العربي بداية لنهاية النفوذ البريطاني في الأردن، وجلاء الوجود العسكري البريطاني عن الأردن نهائياً .
4. الجيش العربي جيش للوطن والأمة. بعد قرار تعريب قيادة الجيش العربي وحرية القرار العسكري الأردني، أصبح الجيش العربي الأردني جيشاً للوطن والأمة، ودليل ذلك وقوفه مع الأشقاء العرب في أزماتهم كوقوفه الى جانب الشقيقة مصر أثناء العدوان الثلاثي عليها عام 1956م، وكذلك مواقفه المشرفة تجاه الأشقاء العرب في كل بقاع الوطن العربي الكبير في المحن والكوارث التي تعرضوا لها.
5. إيلاء جانب تعبئة الموارد البشرية الاهتمام. حيث قام جلالة الملك الحسين بإصدار توجيهاته لتطبيق تجربة فريدة من نوعها عام 1962م بتشكيل معسكرات لطلاب المدارس الثانوية خلال العطل الصيفية، بإشراف وزارة الدفاع والتربية والتعليم والداخلية (معسكرات الحسين)، وذلك لتدريب الطلاب فيها على الحركات العسكرية، واستعمال الأسلحة الخفيفة، وقدمت القوات المسلحة المدربين من الضباط وضباط الصف، وقد اشترك في أول معسكرات أقيمت في 14/6/1962م (3920) طالباً قُسِّموا على (12) معسكراً .
6. فصل الشرطة والدرك عن الجيش العربي، حيث صدر قانون بفصل الشرطة والدرك عن الجيش العربي اعتباراً من 14 تموز 1956 وإنشاء مديرية للأمن العام وجعلها مسؤولة عن رجال الشرطة والدرك وعين الزعيم بهجت طباره مديرا للأمن العام. ومجمل القول أن قرار تعريب قيادة الجيش العربي الذي اتخذه المغفور له الملك الحسين في الأول من آذار 1956، كان قراراً استراتيجياً على المستويين السياسي والعسكري، وكان جريئاً وهاماً على الصعيدين الوطني والقومي وكذلك الدولي، ونابعاً من فكر جلالة الملك الحسين عليه رحمه الله.
تداعيات قرار تعريب قيادة الجيش العربي على المستوى الدولي : جاء على لسان جيمس لنت في كتابه الحسين حياة ومسيرة : " كانت ردة الفعل في بريطانيا على طرد كلوب صاخبة وهو ما أدهش الحسين الذي مارس حقاً من حقوقه الدستورية ".
وكتبت جريدة (نيوز كرونيكل) عن هذا الحدث واعتبرته فشلاً ذريعاً نتيجة تجاهل بريطانيا لطموح شعوب الشرق الأوسط.
وفي الولايات المتحدة قال الرئيس الأمريكي آيزنهاور لجلالة الملك رحمه الله: " إنك بطل والبطولة ليست ملك شعبك بل هي للعالم".
وفي الإتحاد السوفيتي وصفت جريدة البرافدا السوفيتية نبأ عزل كلوب بأنه انتصار كبير للشعب الأردني في نضاله من أجل التحرر من السيطرة الأجنبية.
وكتبت جريدة الشعب الصينية بأنه نصر جديد للأردنيين في نضالهم ضد ميثاق بغداد وإن إقصاء كلوب كان أمراً لا بد منه ليتاح للأردن الدفاع عن سيادته.
أما على المستوى العربي فقد جاءت ردود الفعل مؤيدة ومشجعة تحمل الفرح والسرور بقرار الملك الشاب الذي حير العالم كله، حيث كتبت جريدة الجمهورية المصرية يوم 4 آذار 1956 مقالاً تحت عنوان: (سلمت يداك يا حسين) جاء فيه لقد خفقت قلوب العرب جميعاً لقرارك بالأمس يا حسين،الذي بعث القوة في وطن العرب من مشرقه الى مغربه، فليس سراً أن كل عربي كان يتأذى من هذا الوضع الذي يجعل قيادة جيش عربي في يد غير عربي، في الوقت الذي نؤمن فيه جميعاً نحن العرب بإخلاص هذا الجيش وثقافته في عروبته، ونؤمن أيضاً بكفاءته وغيرته.
وأضافت : لقد أرضى قرارك يا حسين كبرياء العرب وطموحاتهم، وحقق آمالهم وأمانيهم، إن خمسة وأربعين مليون عربي يشدون على يديك يا حسين عملاً وقولاً, أيها الملك وسيؤيدك الله بنصره .
أما جريدة المنار، فقد نشرت في عددها الصادر يوم 6آذار 1956 مقالاً تحت عنوان (حول إقالة كلوب) قالت فيه: اهتزت دنيا العروبة والإسلام لنبأ إقالة الجنرال كلوب رئيس أركان حرب الجيش العربي الأردني وصفقت كثيراً فرحاً وسروراً رغم تخرص المتخرصين وتقوّلهم لقد فتح قرار تعريب قيادة الجيش العربي الباب على مصراعيه لسلسلة من الأحداث المهمة جرت بنفس العام، وكأن العرب كانوا ينتظرون مثل هذا القرار الجبار بفارغ الصبر منها : 1. في الثاني عشر من آذار 1956، بعث رؤساء دول السعودية ومصر وسوريا رسالة مشتركة إلى جلالة الملك الحسين، يؤكدون فيها استعداد دولهم تقديم معونة مادية للأردن بدلاً من المعونة البريطانية.
2. في أوائل شهر نيسان 1956، زار جلالته دمشق تلبية لدعوة من الرئيس شكري القوتلي، فاستقبل استقبالا منقطع النظير في سوريا ، وتضمن البيان المشترك بعد المحادثات اتفاق سوريا والأردن على تنسيق خطط الدفاع والتعاون العسكري بينهما وعلى عدم الانضمام إلى أية أحلاف.
3. قام الرئيس شكري القوتلي بزيارة إلى الأردن في أواخر شهر أيار 1956، رداً على زيارة جلالته صدر على أثرها بيان مشترك جاء فيه: إقرار اتفاقية عسكرية لمواجهة الخطر الصهيوني ورفع درجة التمثيل الدبلوماسي معها الى رتبة سفير، وإقرار مبادئ الوحدة الاقتصادية والجمركية بين البلدين.
4. قام جلالته بإيفاد البعثات العسكرية إلى جميع البلاد العربية المجاورة، سعياً منه إلى عقد اتفاقيات لتوثيق التعاون العسكري بين الأردن وتلك الدول وكانت نتيجة هذه المساعي عقد اتفاقيات عسكرية مع لبنان والعراق، السعودية ومصر. نتائج تعريب قيادة الجيش العربي: لقد كان قرار الحسين هذا، خطوة على المسار الصحيح لاستقلال الأردن من النفوذ الأجنبي، ونقطة تحول هامة في تاريخ العرب الحديث، ودافعاً قوياً للأردن للدفاع عن استقلاله وكرامته وحريته .. وقد أتاح هذا القرار للأردن بسط سيادته السياسية على كل إقليم الدولة ومؤسساتها، وأعاد الهيبة للجيش والأمة بامتلاك حريتها وصنع قرارها بيدها، وأعطى الفرصة لأبناء الوطن لتولي المسؤولية وخلق القادة من أبناء الأردن .
كما أدت خطوة تعريب قيادة الجيش، إلى توظيف كافة قدرات الجيش وإمكانياته لخدمة أمن الوطن، وصون حقوقه والمحافظة على ترابه ومكتسباته، كما مكن القرار صانعه جلالة المغفور له الملك الحسين من بناء مؤسسة عسكرية حديثة، امتازت بالانضباط ومشاركة القوات المسلحة- الجيش العربي بالخطط التنموية وبناء الوطن.
هذا الجيش الذي ساهم في استقرار الكثير من الدول العربية، تمكن من بناء الروابط القوية مع جيوش المنطقة من خلال تبادل الخبرات، وفتح مدارس التدريب لكافة الصنوف والمعاهد العسكرية العليا التي أهلت ضباط وضباط صف وأفراد هذا الجيش ليكونوا في الطليعة كما أرادهم الحسين رحمه الله.