المخدرات تقتل أبناءنا وسط صمت شعبي خطير
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/28 الساعة 09:31
احمد مجيد
لم يتبادر لذهن أي من الأردنيين أن تصل بنا الأمور إلى خط مثل هذا العنوان القاتم في البلد الذي بني على أخلاق العشيرة ومورثها الثقافي الضارب في جذور العروبة والإسلام، وما العنوان إلا نفض للغبار، ومحاولة لإخراج رؤوسنا من حفرة النعامة التي ماعادت تليق بنا، كلا ولا تجدي نفعاً مع الضياع الذي تتهدد جيلاً من الشباب قد يكون هو كل ما نملك لمواجهة المستقبل. لقد وصل السيل الزبى، وبات الخطر يداهمنا من تحت أقدامنا، لا بل من أمام أعيننا، وسط صمت شعبي خطير يشير إلى قبول ضمني لهذه الظاهرة الغريبة في كل شيء حتى في طريقة انتشارها في الأوساط التي كنا نعتبرها محافظة في مجتمعنا، وكنا نظن يوماً أنها خير مكان لنشأة شبابنا على العادات والقيم الأصيلة. إنها لحظة الحقيقة التي قرعت كل أجراسنا وأبوابنا في مشهد محير نأبى فيه أن نستمع أو نواجه أو ننتصر لقيم تربينا عليها... فلندع القيم جانباً، ألا يستحق منا هذا الموت الأسود الهاجم علينا كقطيع متوحش من الذئاب أن ندافع عن أبنائنا، تباً لمجتمع يثور مطالباً بعفو عام ولا يثور دفاعاً عن مستقبل شباب يضيع كالسراب وكأننا نرفض النظر أبعد من أنوفنا. نتابع الإعلام ونشاهد دون أن نبصر، شاب قتل أمه: كان تحت تأثير الجوكر، شاب هتك عرض طفل وقتله: كان متعاطي، رجل أضرم النار بأبنائه وزوجته: كان محشش، شاب يسطو على صيدلية ويقتل الصيدلي: كان يطلب مادة مخدرة، والقائمة تطول خاصة في ظل انتشار مخيف للأسلحة بأيدي الشباب والمراهقين، وما يزيد وجعنا مرارة هو ارتقاء رجال شرفاء أبرياء من الأجهزة الأمنية أثناء مداهمات للقبض على تجار الموت، ونراقب ثم نبكي الشهداء ونمضي دون أن ننتفض وكأننا نعيش في كوكب آخر. لا الفقر ولا الجهل ولا البطالة هي الأسباب، ورغم أننا نقر بها إلا أننا نرفض تعليق عجزنا وتهاوننا عليها خاصة في ظل المعلومات التي أكدت أن غالبية المتورطين بقضايا المخدرات هم من الميسورين مادياً والمتعلمين، ولا تستغربوا إن علمتم أن منهم من يعمل بأرقى المهن والوظائف، إلا أن السم الزحاف قد داهمهم كما داهم غيرهم. إنها لحظة الحقيقة ولحظة قرع طبول الحرب بلا هوادة وبدون أي تسويف، فإما أن نستفيق من سباتنا وانشغالنا بقضايا لا ترتقي لأمن أبنائنا وأمن الوطن، وإما أن نتابع المسير في الساقية إلى ما شاء الله لنا أن نسير.
لم يتبادر لذهن أي من الأردنيين أن تصل بنا الأمور إلى خط مثل هذا العنوان القاتم في البلد الذي بني على أخلاق العشيرة ومورثها الثقافي الضارب في جذور العروبة والإسلام، وما العنوان إلا نفض للغبار، ومحاولة لإخراج رؤوسنا من حفرة النعامة التي ماعادت تليق بنا، كلا ولا تجدي نفعاً مع الضياع الذي تتهدد جيلاً من الشباب قد يكون هو كل ما نملك لمواجهة المستقبل. لقد وصل السيل الزبى، وبات الخطر يداهمنا من تحت أقدامنا، لا بل من أمام أعيننا، وسط صمت شعبي خطير يشير إلى قبول ضمني لهذه الظاهرة الغريبة في كل شيء حتى في طريقة انتشارها في الأوساط التي كنا نعتبرها محافظة في مجتمعنا، وكنا نظن يوماً أنها خير مكان لنشأة شبابنا على العادات والقيم الأصيلة. إنها لحظة الحقيقة التي قرعت كل أجراسنا وأبوابنا في مشهد محير نأبى فيه أن نستمع أو نواجه أو ننتصر لقيم تربينا عليها... فلندع القيم جانباً، ألا يستحق منا هذا الموت الأسود الهاجم علينا كقطيع متوحش من الذئاب أن ندافع عن أبنائنا، تباً لمجتمع يثور مطالباً بعفو عام ولا يثور دفاعاً عن مستقبل شباب يضيع كالسراب وكأننا نرفض النظر أبعد من أنوفنا. نتابع الإعلام ونشاهد دون أن نبصر، شاب قتل أمه: كان تحت تأثير الجوكر، شاب هتك عرض طفل وقتله: كان متعاطي، رجل أضرم النار بأبنائه وزوجته: كان محشش، شاب يسطو على صيدلية ويقتل الصيدلي: كان يطلب مادة مخدرة، والقائمة تطول خاصة في ظل انتشار مخيف للأسلحة بأيدي الشباب والمراهقين، وما يزيد وجعنا مرارة هو ارتقاء رجال شرفاء أبرياء من الأجهزة الأمنية أثناء مداهمات للقبض على تجار الموت، ونراقب ثم نبكي الشهداء ونمضي دون أن ننتفض وكأننا نعيش في كوكب آخر. لا الفقر ولا الجهل ولا البطالة هي الأسباب، ورغم أننا نقر بها إلا أننا نرفض تعليق عجزنا وتهاوننا عليها خاصة في ظل المعلومات التي أكدت أن غالبية المتورطين بقضايا المخدرات هم من الميسورين مادياً والمتعلمين، ولا تستغربوا إن علمتم أن منهم من يعمل بأرقى المهن والوظائف، إلا أن السم الزحاف قد داهمهم كما داهم غيرهم. إنها لحظة الحقيقة ولحظة قرع طبول الحرب بلا هوادة وبدون أي تسويف، فإما أن نستفيق من سباتنا وانشغالنا بقضايا لا ترتقي لأمن أبنائنا وأمن الوطن، وإما أن نتابع المسير في الساقية إلى ما شاء الله لنا أن نسير.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/28 الساعة 09:31