التفحيطات الاعلامية لحكومة الرزاز
مدار الساعة- كتب:عبدالحافظ الهروط –لا اذكر حكومة واحدة من حكوماتنا قد "فحّطت" اعلامياً،أكثر من الحكومة الحالية بدءاً برئيسها الدكتور عمر الرزاز،مروراً بوزيرة الاعلام الناطق الاعلامي جمانة غنيمات وما يزال "التفحيط" يواصل دورته في كل الاتجاهات.
الأمثلة كثيرة، وهي لا تتوقف عند عقد المؤتمرات الصحفية او اللقاءات والادلاء بالتصريحات العريضة،حتى انها فقدت قيمتها عند الناس،وان حملتها وسائل الاعلام حملتها "مجبرة".
اما عند مشغلي وسائل التواصل الاجتماعي،فحدّث ولا حرج عن التهكمات والفيديوهات والتفنن في الصور لهذه "التفحيطات" وتلك التصريحات،فهي لا تعد ولا تحصى، ولا يتسع لها مكان او تجد لها مقاماً.
نموذج من النماذج الأخيرة "للتفحيطات الاعلامية" ويمكن ان ترادفها " السقطات الاعلامية" ما ورد على لسان وزير الثقافة وزير الشباب محمد ابو رمان في حوار تقافي،يعتبر فيه ان الحكومات السابقة تعاملت مع وزارة الثقافة بصورة هامشية،وهذا يعني ان تلك الحكومات لم يكن لها أثر على الحالة الثقافية في هذه الوزارة، لا بل اضعفها! حيث يقول الوزير:
ان الحكومات السابقة تعاملت مع وزارة الثقافة بصورة هامشية مما اضعف قدرتها على ادماج الاجيال الشابة في مشاريعها.
واننا بصدد اعادة تجديد وتنشيط دور وزارة الثقافة ووزارة الشباب مستندين الى خطاب جديد يستند الى ميثاق ثقافي اردني تلتقي فيه جميع الفئات على جوامع مشتركة مع ضرورة ادماج الاجيال الشابة في هذا المشروع لتحقيق الاستدامة له وخلق فرص لحمله (الرأي).
اعتقد ان مثل هذا الكلام ، لا يليق بوزير او مسؤول ان ينسف أي جهد قلّ او كثر، قدمه واجتهد به وزير سابق في حكومة سابقة، وليس على مستوى وزراء وحكومات،فقد تولى وزارة الثقافة وزراء لهم باعهم الثقافي والسياسي والأدبي،ومنهم قامات في المجال الاعلامي،لا يستطيع ان ينكر دورهم عابر سبيل.
ان ما يبشرّ به الوزير ابو رمان، وهوالقادم من حضن الاعلام، وعلى الصعيدين الثقافي والشبابي،سمعناه كثيراً منه ومن غيره من الوزراء والمسؤولين، وظلت مثل هذه البشائر رجع صدى، و"اسمع جعجعة ولا ارى طحناً" اذا يفترض بالوزير ان يكون وازناً لكلماته قبل ان يطلق العنان للعناوين العريضة والفضفاضة.
اما وقد ضعفت وزارة الثقافة بسبب التعامل الهامشي من قبل الحكومات السابقة وعلى امتداد تلك العقود الطويلة،فهل يفهم المثقف الاردني ان الحكومة الحالية وبوزيرها الحالي، ستكون – الحكومة - المنقذ للحركة الثقافية ومعها الحركة الشبابية،بحكم حمل الحقيبتين؟!
لا غرابة ان نسمع من وزير مثل هذا الكلام في حكومة الرزاز،ومن وزير يحمل حقيبتي الثقافة والشباب،ومع التذكير،فقد سبقه أمين وزارة الشباب بمقالات اعلامية يلغي فيها جهود من تولوا قيادات الوزارة،وها نحن نشاهد الحالة الشبابية في اوجها بعد ان استردت عافيتها بقدومه وبمبادراته.