العموش يكتب: من يفكر للدين في الأردن؟
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/01 الساعة 08:32
د. بسام العموش
منذ فترة وأنا أراقب الإجراءات الرسمية تجاه الدين في الأردن فوصلت لنتيجة مفادها على أقل تقدير : هناك تخبط واضح وإليك التفصيل:
1. انطلقت رسالة من الأردن موجهة إلى أبي بكر البغدادي زعيم عصابة داعش تدعوه للتوقف عن جرائمه. الفكرة قد تستهوي البعض لأول وهلة ولكن عند التدقيق يقول لك الواقع إن مشكلتنا مع داعش ليست عوجاً في الفهم بل عمالة وسفالة ومخطط دولي رهيب هدفه زرع كراهية الإسلام وإثارة الطائفية وإسالة الدماء وتدمير البنى التحتية للدول وتحطيم الجيوش وإهلاك الاقتصاد فما الفائدة من هذه الرسالة ؟ والدليل أن الرسالة لم يتم الرد عليها بل حتى غالبية الناس لا يعرفون عنها !
2. خرجوا علينا بفكرة المسجد الجامع ، وهي فكرة قديمة في تاريخ المسلمين هدفها تجميع أكبر عدد من المسلمين يوم الجمعة لزيادة التعارف والتلاحم بين الناس ولأن المصليات الصغيرة لا تناسب فكرة الجمعة التجميعية. أما اليوم فأغلب المساجد بسعة واحدة أو متقاربة . وليس ثمة هدف التجميع ولا التعارف ولا التلاحم بل تجمع أعداد كبيرة أمر يتنافى مع الحس الأمني في ظل التفجيرات التي تملأ العالم .والهدف الحقيقي هو التخلص من عدد كبير من الخطباء وبالتالي السيطرة على الخطابة المسجدية فكريا" وأمنيا" . لكن كيف ستغلق مسجداً بناه الناس عن أرواح ذويهم؟ وأين هو المسجد الجامع الذي يتسع للمصلين الذين يفترض مجيؤهم؟ الحل الصحيح ترتيب بناء المساجد بحيث لا تتقارب وان تسند الخطابة القادر المفيد بعد التأهيل والتوجيه ومحاسبة المتجاوزين.
3. وجاءت الخطبة المكتوبة الموحدة لتضرب إسفينا" في المساجد تحت عنوان وجود فوضى في الخطابة والموضوعات ، وهذا شيء صحيح لكن العلاج ليس بهذه الطريقة ، فقد ذهبت هيبة الخطبة والخطيب لأن الناس يعرفون سلفاً ما هو الموضوع وما الذي سيقال !!! واذا كانت الفكرة توحيد الخطبة فلا داعي لهؤلاء الخطباء حيث يمكن أن نطبق على الخطابة فكرة الأذان الموحد فليجلس كل خطباء الأردن مع المصلين للاستماع لخطبة مركزية يلقيها نحرير موجه بعد تشغيله على الريموت !!وقد أنصح باستيراد روبوت يصنعه لنا الكفار اليابانيون مشكورين نجلسه على المنبر ليلقي علينا الخطبة المقررة!
4. وما دمنا في الخطابة فلن أتجاوز الخطب التلفزيونية التي تسند لضيوف الأردن من كل مكان لأن شعارنا في الأردن " يا هلا بالضيف" سواء كان من اليمن أو سوريا أو المغرب أو أو ... بينما يتم أثناء أبناء البلد المحبين لبلدهم وأمتهم رغم أن منابر أمتهم لا ترحب بهم وما خطبة الدكتور هليل في الأقصى عنا ببعيد.
5. وطلع علينا شديدو الذكاء قائلين : إننا نريد الخير للشريعة ولا بد أن يتقدم لدراستها أصحاب المعدلات العالية ( وكأن القبول الجامعي الموحد يمنع الفطاحل من دراسة الشريعة !!!) . ثم من قال لكم إن المعدل هو الذكاء وهو قوة الشخصية وهو الإبداع ؟ هناك مخترعون لم يحملوا الثانوية العامة !! إن الفكرة إنما نبعت من الظن والظن لا يعني من الحق شيئا" من أن خريجي الشريعة هم مصدر الإرهاب وهي مغالطة وكذب فابن لادن مهندس والظواهري طبيب وصالح سرية تربية والزرقاوي دراسة مدرسية !! إن هذا القرار لا علاقة له بأية حقيقة علمية وسيقود الى تجفيف دراسة الشريعة وسيعمد الناس لنكرات وإرهابيين لتدريسهم الشريعة فهل هذا هو المطلوب ؟ وهل تريدون أن يقال إنكم تحاربون دين الله؟
6. وأقمنا المجالس الهاشمية وهي فكرة طيبة وجميلة لكننا قتلناها باستيراد من يتحدث فيها وأتحنا المجال لكن هب ودب ليكون له دور فيها بينما المستمعون هم خيرة من علماء الأردن.
7. وقمنا برعاية المخرفين والدجالين تحت عنوان أنهم علماء وصرنا نستدعيهم ونتفق عليهم طائرات وهبات وفنادق ليكتبوا لنا الكلمات الدينية وكأننا شعب أمي بينما يعرف القاصي والداني أننا قضينا في الأردن على الأمية !
8. ورعينا أشخاصا" غير أردنيين يدرسون في جامعاتنا وعقود أبدية ورواتب خيالية بينما البطالة موجودة في حملة الدكتوراة الأردنيين!
على المعنيين مراجعة هذا التخبط وتصحيح المسار فالشمس لا تغطى بغربال
منذ فترة وأنا أراقب الإجراءات الرسمية تجاه الدين في الأردن فوصلت لنتيجة مفادها على أقل تقدير : هناك تخبط واضح وإليك التفصيل:
1. انطلقت رسالة من الأردن موجهة إلى أبي بكر البغدادي زعيم عصابة داعش تدعوه للتوقف عن جرائمه. الفكرة قد تستهوي البعض لأول وهلة ولكن عند التدقيق يقول لك الواقع إن مشكلتنا مع داعش ليست عوجاً في الفهم بل عمالة وسفالة ومخطط دولي رهيب هدفه زرع كراهية الإسلام وإثارة الطائفية وإسالة الدماء وتدمير البنى التحتية للدول وتحطيم الجيوش وإهلاك الاقتصاد فما الفائدة من هذه الرسالة ؟ والدليل أن الرسالة لم يتم الرد عليها بل حتى غالبية الناس لا يعرفون عنها !
2. خرجوا علينا بفكرة المسجد الجامع ، وهي فكرة قديمة في تاريخ المسلمين هدفها تجميع أكبر عدد من المسلمين يوم الجمعة لزيادة التعارف والتلاحم بين الناس ولأن المصليات الصغيرة لا تناسب فكرة الجمعة التجميعية. أما اليوم فأغلب المساجد بسعة واحدة أو متقاربة . وليس ثمة هدف التجميع ولا التعارف ولا التلاحم بل تجمع أعداد كبيرة أمر يتنافى مع الحس الأمني في ظل التفجيرات التي تملأ العالم .والهدف الحقيقي هو التخلص من عدد كبير من الخطباء وبالتالي السيطرة على الخطابة المسجدية فكريا" وأمنيا" . لكن كيف ستغلق مسجداً بناه الناس عن أرواح ذويهم؟ وأين هو المسجد الجامع الذي يتسع للمصلين الذين يفترض مجيؤهم؟ الحل الصحيح ترتيب بناء المساجد بحيث لا تتقارب وان تسند الخطابة القادر المفيد بعد التأهيل والتوجيه ومحاسبة المتجاوزين.
3. وجاءت الخطبة المكتوبة الموحدة لتضرب إسفينا" في المساجد تحت عنوان وجود فوضى في الخطابة والموضوعات ، وهذا شيء صحيح لكن العلاج ليس بهذه الطريقة ، فقد ذهبت هيبة الخطبة والخطيب لأن الناس يعرفون سلفاً ما هو الموضوع وما الذي سيقال !!! واذا كانت الفكرة توحيد الخطبة فلا داعي لهؤلاء الخطباء حيث يمكن أن نطبق على الخطابة فكرة الأذان الموحد فليجلس كل خطباء الأردن مع المصلين للاستماع لخطبة مركزية يلقيها نحرير موجه بعد تشغيله على الريموت !!وقد أنصح باستيراد روبوت يصنعه لنا الكفار اليابانيون مشكورين نجلسه على المنبر ليلقي علينا الخطبة المقررة!
4. وما دمنا في الخطابة فلن أتجاوز الخطب التلفزيونية التي تسند لضيوف الأردن من كل مكان لأن شعارنا في الأردن " يا هلا بالضيف" سواء كان من اليمن أو سوريا أو المغرب أو أو ... بينما يتم أثناء أبناء البلد المحبين لبلدهم وأمتهم رغم أن منابر أمتهم لا ترحب بهم وما خطبة الدكتور هليل في الأقصى عنا ببعيد.
5. وطلع علينا شديدو الذكاء قائلين : إننا نريد الخير للشريعة ولا بد أن يتقدم لدراستها أصحاب المعدلات العالية ( وكأن القبول الجامعي الموحد يمنع الفطاحل من دراسة الشريعة !!!) . ثم من قال لكم إن المعدل هو الذكاء وهو قوة الشخصية وهو الإبداع ؟ هناك مخترعون لم يحملوا الثانوية العامة !! إن الفكرة إنما نبعت من الظن والظن لا يعني من الحق شيئا" من أن خريجي الشريعة هم مصدر الإرهاب وهي مغالطة وكذب فابن لادن مهندس والظواهري طبيب وصالح سرية تربية والزرقاوي دراسة مدرسية !! إن هذا القرار لا علاقة له بأية حقيقة علمية وسيقود الى تجفيف دراسة الشريعة وسيعمد الناس لنكرات وإرهابيين لتدريسهم الشريعة فهل هذا هو المطلوب ؟ وهل تريدون أن يقال إنكم تحاربون دين الله؟
6. وأقمنا المجالس الهاشمية وهي فكرة طيبة وجميلة لكننا قتلناها باستيراد من يتحدث فيها وأتحنا المجال لكن هب ودب ليكون له دور فيها بينما المستمعون هم خيرة من علماء الأردن.
7. وقمنا برعاية المخرفين والدجالين تحت عنوان أنهم علماء وصرنا نستدعيهم ونتفق عليهم طائرات وهبات وفنادق ليكتبوا لنا الكلمات الدينية وكأننا شعب أمي بينما يعرف القاصي والداني أننا قضينا في الأردن على الأمية !
8. ورعينا أشخاصا" غير أردنيين يدرسون في جامعاتنا وعقود أبدية ورواتب خيالية بينما البطالة موجودة في حملة الدكتوراة الأردنيين!
على المعنيين مراجعة هذا التخبط وتصحيح المسار فالشمس لا تغطى بغربال
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/01 الساعة 08:32