لماذا لا نتعلّم اللغة الصينية؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/25 الساعة 00:15
فارس الحباشنة لماذا لا نتعلم اللغة الصينية؟ في الأردن والدول العربية أكثر لغتين يشتد الاهتمام بهما: الانجليزية والفرنسية، ولربما هذا عائد لاسباب وروابط استعمارية ونفعية، وليس حقيقة لكي نقرأ شكسبير وفولتير وسارتر وبودلير، واللغتان، ولربما الانجليزية أقوى وأوسع سيطرة على العلوم والبنزس والتجارة والتكنولوجيا، واتقانهما بات شرطا رئيسا للارتقاء والتقدم والنجاح.
ولو تناسينا الجوانب الثقافية والانسانية في الحضارة الصينية، فهناك لحظة سياسية واقتصادية واستراتيجية لربما هي الموجهة والدافعة نحو الصين، فمن يطالع خارطة العالم الجديد يلمح الصعود الصيني التجاري والاقتصادي والسياسي.
معادلات القوة والتبدل الاستراتيجي يلازمها في التاريخ الانساني انعكاس على مستوى العلاقات الثقافية والفكرية والانسانية، فالصين اليوم تحتل مركزا قويا على خرائط العالم الجديد، ما يعني أن ثمة ضرورة للالتفات الى الجوانب الايديولوجية والثقافية والفكرية واللغوية في الاقتراب من الاخر «الصيني».
حركة التاريخ تنبىء بتغييرات كبرى تصيب العالم، وليس ثمة من ضرورة للاخلاص للغة عالمية واحدة أو حتى اثنتين، وحتى عقد من الزمن، نعم كانت الانجليزية هي الاولى، ومن لا يعرف الانجيلزي يمكن القول أنه أمي.
ولربما أن الأردن مبتلٍ ثقافيا كبلدان عربية أخرى بالفرنسية وثقافة الفرانكوفونية، وبصور الايمان بتفوقها الحضاري والثقافي وأحاديتها في التداول العام في الثقافة والفكر والاعلام والتعليم، وهذا ما جرى في بلدان المغرب العربي ولبنان.
تعلم اللغة لربما من الاسلحة التعليمية الهامة، ولربما أغلبنا من جيل الثمانينات ولدنا في بيئات لم تكن تقدر أهمية اللغات الاجنبية، وعلى عكس مجتمعات قريبة تحصنت في تعليم أبنائها اللغات الاجنبية بالأول، وسبقت اللغة على دروس الدين والجغرافيا والتاريخ والرياضيات والعلوم.
واكتشفت لاحقا أن للغة الاجنبية أكثر من سلاح، وليس من باب الترفيه والمتعة، ولربما هي سلاح تقاهر به العالم أجمع، ولسان العالم انجليزي.
الخيار الصيني وليد لتحول تاريخي عالمي، ولربما أن تغيير أنماط الاشياء والعادات العامة والنظرة الجمعوية الى الاشياء أيضا يحتاج الى زمن، ولكن لماذا لا نواجه التغييرات مبكرا، فالاجيال القادمة ستكبر في عالم مختلف (بالمعنى اليقيني والبديهي) عما كنا نعرفه.
العالم الجديد مشحون باصطدام بين امريكا والصين، وهذا حتما ما سيقرر مصير المرحلة التاريخية المقبلة، وسيكون عالما مختلفا تزول منه مسلمات وتخرج صورة جديدة، واحتمالات جديدة في النظرة الى السياسة والاقتصاد والديمقراطية والحرية والمجتمع والعالم.
كلامي هذا، قد يقلق ويغضب المتأمركين ولربما لا يجدون لانفسهم فرصة محكمة في تغيير أدوات اللعبة والصراع العالمي، وتبدل مراكز القوى العالمية في العالم الجديد (تحت التشكيل )، فلماذا لا نبحث عند دور بالمعنى التاريخي في الذهاب نحو الصين الجديد القوي؟.
لربما الانجذاب نحو الصين قد يطرح في دول الاطراف والجنوب (العالم الثالث) على أكثر من صعيد سياسي واستراتيجي من أبرزه العداء لامريكا والانجذاب نحو كل من يعادي أمريكا مثلا، وشخصيا أميل الى هذا الرأي والاتجاه، واظن أن البحث عن الصين سياسيا وثقافيا واقتصاديا بات أشد من ضروري وحتمي بما يمكن أن يصد التوغل والمركزية الامريكية. فلنبدأ بتعلم اللغة الصينية أولاً! الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/25 الساعة 00:15