الهروط يكتب: «الدوار الرابع» والشباب الضائع .. ومئات «صور السيلفي»!
مدار الساعة - كتب :عبدالحافظ الهروط - ليس المقصود بهذا العنوان، الاحتجاج على سياسات الحكومة المرفوضة شعبياً، وقد بات احتجاجاً "خميسياً" على "الدوار الرابع"، بل المعني، رئيس الوزراء بعينه.
الدكتور عمر الرزاز فقد ثقة الرأي العام بأحاديثه قبل وبعد "عطوة الـ 100" يوم على تشكيل الحكومة حتى انه رضع فوق اللجام مبشراً بـ "مشروع النهضة"!
رئيس الوزراء يتحدث في القضايا الوطنية، ومع ذلك، يغرّد خارج سرب الفعل، كما لو هي تغريداته "التويترية"التي يتلهى بها، وعلى العكس من هذا، فقد زاد من تأزيم المواطن، ليس على الصعيد الوظيفي باختيار ما ينتقي ويشتهي في التعيينات القيادية وغيرها،فحسب، وانما بكسر ظهر المواطن في المعمل والمتجر والمصنع، ليلحظ المواطن العادي حجم الاماكن والمؤسسات الاقتصادية التي اغلقت.
الا ان أكثر ما نسمع الحديث عنه من رئيس الوزراء والمسؤولين على اختلاف مواقعهم، "الشباب محط اهتمام جلالته" فهذه اسطوانة مشروخة لم تعد صالحة للعزف بقدر ما صارت "ربابة" بالية، حيث يختبئ الرئيس ووزراؤه خلف التوجيهات الملكية، ولأن القول يصدقه العمل، فأين هو؟
رئيس الوزراء يوهم نفسه عن ادراك، وهو يلتقي بين حين وآخر في مكتبه ثلاثة او اربعة شباب، يتم انتقاؤهم عادة من المقرّبين منه، وما يشتهي الرئيس مخاطبتهم، ظناً منه بأنه في مثل هذه اللقاءات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، يكون قد بحث الهّم الشبابي، في حين هناك عشرات الوف الشباب يعرفهم المجتمع كيف يقضون اوقات الفراغ وكيف صارت سلوكياتهم وارتدادات افعالهم، حتى باتوا بضياعهم قوة ضاغطة على مجتمعهم.
اللافت ان رئيس الوزراء لم يلتق أي فئة من الشباب في الميدان، ومن يعمل منهم في المؤسسات الشبابية والمؤسسات الرياضية التي تملأ مدن وقرى وبوادي المملكة لتلمّس احتياجاتهم والعمل على تطويرهذه المؤسسات، ولم يلتق المعطلين الذين اخذوا يذرعون الطرقات على الاقدام من المحافظات صوب عمان يطلبون التوظيف، ومن الشباب ما تهددهم المحظورات كالمخدرات بسبب الفراغ،فأين هو عن هؤلاء؟
وللتأكيد، وما يدعو للضحك، ان يلتقي رئيس الوزراء قبل ايام، خمسة شباب يقابلهم سبعة مسؤولين رسميين! منهم ثلاثة وزراء للحديث عن التشغيل! أي تشغيل والسخط الشبابي يملأ الشوارع ووسائل التواصل الاجتماعي؟!
لا نريد من الرئيس، احياء "الحالة الشبابية الاردنية" التي ظهرت في السنوات الاولى من العقد الماضي برعاية المجلس الاعلى للشباب (وزارة الشباب حالياً) والتي ابهرت الاشقاء العرب في برامج الشباب والرياضة، ولا نريد كيف كان الوصول الى الشباب في كل موقع ، فتلك مرحلة يصعب على حكومة الرزاز الكسيحة استنساخها، وانما نريد ان لا تكون صور "السيلفي" أكثر من عدد المجتمعين والحضور في كل لقاءاته.
اما أن يُتوَّجْ زرْعْ عشر شجيرات في عيد الشجرة، بالتقاط مئات الصورللذكرى، وتتزامن مع "شلع" مئات الأشجار بمدينة الحسين للشباب من جذورها! فهذه "مصيبة شبابية" بحد ذاتها!
رحم الله الشهيد وصفي التل الذي جعل من جبال الاردن الجرداء غابات خضراء بسواعد شباب الوطن، وما نراه الى الآن بالعين المجردة لا بصور الاستهلاك الاعلامي المفضوح.