القرآن الكريم يدعو للوئام بين البشر

مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/24 الساعة 00:06
لا بدّ للإنسان أن يشكل فكرا ينظر من خلاله إلى نفسه وجنسه والعالم من حوله، وإذا تأملنا في الفكر الذي يقدمه القرآن الكريم للمسلم، عرفنا أن الإسلام يحمل من خلال آياته نظرات النهوض الحضاري المبني على التعاون والتعارف، مما يسعى إلى توحيد جهود البشر لعمارة الكون، وهي الوظيفة الأساسية للإنسان، وهي جزء لا يتجزأ من العبادة التي خلق لأجلها، وهكذا يكون الفكر الإسلامي داعيا للمحبة والألفة والتعاون والتشارك والوئام.
فالقرآن الكريم يقدم لنا الإنسان على أنه خليفة الله تعالى على هذه الأرض، وأنه مكرم، وأن البشرية كلها من أب واحد وأم واحدة، فوحدة الأصل والمنشأ للبشر جميعا، تشير إلى الأخوة الإنسانية، والواجب احترام هذه الأخوة.
وينصّ القرآن الكريم على أن للبشر وظيفة يقومون بها، وهي عمارة هذا الكون، فهؤلاء الإخوة في الإنسانية شركاء في الوظيفة التي خلقوا لأجلها.
ويشير القرآن إلى أن البشر جميعا يشتركون في أنهم عبيد لله تعالى، الذي خلقهم ورزقهم، والذي يحييهم ويميتهم، وهذا ينفي التفاضل بينهم، ويشير إلى أن متساوون في الإنسانية، وأن لا فضل لأحدهم على الآخر إلا بالتقوى.
ومن خلال ما سبق نرى أن ما يوحّد البشر ويجمعهم أكثر مما يفرقهم، وأن كل فرق بينهم، من لون أو جنس، أو اعتقاد، لا يلزم منه التقاتل والتناحر؛ لأننا نستطيع أن نعيش بسلام مع هذه الاختلافات؛ لأن الأصل في المعاملة بين البشر هي التعارف، أي أن يعرف بعضنا بعضا، وليس التفاخر والاستعلاء والاستغلال. وهذا التعارف هو الخطوة الأولى على طريق التشارك والتعاون.
فالاختلاف بين البشر سنة كونية، وعلى المسلم أن يتعامل مع سنن الله تعالى لا أن يقاومها؛ لأنه لن يجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا.
ومن خلال هذه النظرة القرآنية للإنسان، سيجد المسلم الطريق أمامه معبّدة ليخوض معركة النهوض الحضاري، متشاركا مع أخيه الإنسان، لتتم عمارة هذه الأرض.
الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/24 الساعة 00:06