علاقات عربية يهودية علنية
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/21 الساعة 14:03
بقلم: الأستاذ الدكتور بلال ابوالهدى خماش، كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب، جامعة اليرموك.
يجب أن تكون العلاقات بين الناس داخل الدولة الواحدة وبين الدول في هذا العالم الصغير أو القرية الصغيرة بالنسبة للكون الواسع الذي تجري فيه الأرض وكل كوكب إلى أجلٍ مسمى علاقات تفاهم ومحبة وتعاون في كل المجالات (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (يس: 40)).
نعم هناك خلافات على المصالح الخاصة بين الأشخاص في الدولة الواحده حتى على مستوى أفراد العائلة الواحدة أيضاً وكذلك بين الدول. ولكن يجب أن لا تصل هذه الخلافات لدرجة العداء وقطع العلاقات الذي يستمر لسنوات عديدة. نعم هناك خلافات قديمة ومنذ سنين عديدة بين اليهود والعرب والمسلمين وغيرهم منذ بداية رسالة نبينا ونبيهم موسى عليه السلام. وإستمرت هذه الخلافات لسنوات عديدة إلى أن أصبحت عداوة متأصله.
وكنت أتساءل دائماً على من تقع مسؤولية هذه العداوة؟ وهل هذه حياة يعيشها اليهود وهم في استنفار دائم وخوف من أعدائهم في هذا العالم؟! وهل يعجزحكماء العالم على حل هذه العداوة بين اليهود والعرب المسلمين والمسيحيين وغيرهم؟! أنسينا أن الله الذي خلقنا هو إله واحد للجميع؟ ألم يقل الله في كتابه العزيز (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (التغابن: 2))، فالله هو الذي خلق الكافر الذي لا يؤمن بالله ويعبد غير الله وهو الذي خلق المؤمن يهودي أو مسيحي أو مسلم. ويختلف إخوان من نفس الأم والأب مع بعضهم لمصالح شخصية ويصبح عداء بينهم لدرحة القتل إذا سيطر الشيطان على عقل أحدهما كما حصل بين إبني آدم عليه السلام قابيل وهابيل (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ، لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ، فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (المائدة: 27 – 30)). ولكن بعد ذلك إستمرت الحياة وتكاثر بنو آدم واصبحوا أمما منهم الكافرون ومنهم اليهود والمسيحيون والمسلمين وغير ذلك.
إستهجن كثير من الناس في هذا العالم على شروع كل من السعودية والدول الخليجية في بناء علاقات ودية مع إليهود وبالعلن. ربما كانت هناك علاقات سرية ولكن لم تجد نفعاً لا سياسياً ولا إقتصادياً ولا علمياً ... إلخ. ولكن أتساءل هل يحق للقادة الفلسطينيين أن يقيموا علاقات ودية مع زعماء اليهود منذ سنوات سرية أولاً وعلنية في الوقت الحاضر؟! ويحظر على غيرهم من الدول الإسلامية والعربية وغيرهم ذلك؟! وإلى متى سيستمر العداء وإنقطاع العلاقات بين اليهود والمسلمين والعرب وغيرهم وعدم الإستفادة إقتصادياً وتجارياً وعلمياً ... إلخ من بعضهما البعض في هذه الحياة دون مبررات مقنعة؟ علما بأن قيادتنا الهاشمية الفذه هي التي بقيت في الميدان لوحدها تطالب بحقوق الفلسطينيين.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/21 الساعة 14:03