من المستفيد من الفقر والجهل والمرض؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/21 الساعة 00:20
الفقر والجهل والمرض، أخطر آفات يعاني منها أي مجتمع على وجه الأرض، وهذا الثالوث يهدد أمن واستقرار البلاد والعباد، ويجعل من أي دولة نموذجا لدولة فاشلة لا ترى فيها الأمن أو الاستقرار، أو بصيص نور من المستقبل.
الفقر حيث الجوع والنقص والحاجة وضيق ذات اليد، حيث الحسد والحقد على الأثرياء، حيث يموت الإنسان لأنه لا يملك ثمن دواء أو يظل غير قادر على مواصلة دراسته بسبب الرسوم، الفقر يعني الألم وفقدان الأمل، كما يعني الجريمة والسرقة، والاغتصاب والقتل، وانعدام الأمن والأمان، لذلك لا نستغرب قول من قال: لو كان الفقر رجلا لقتله. أما الجهل فلا يعني الأمية فقط، بل يتعداه إلى الجهل بالثقافة ومقومات النهوض الحضاري، الجهل بوسائل الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة، الجهل بمعناه العام الذي يعني انعدام العلم بشتى العلوم والفنون. فأمة لا تقرأ ولا تعرف عن تاريخها شيئا ولم تخطط لمستقبلها، أمة جاهلة وإن غصّت بالجامعات والشهادات العليا، والجهل يعني الظلمة والظلام، ويعني الفقر والقهر.
وانتشار المرض في المجتمع من أخطر الآفات، فحفظ الأبدان من أهم مقاصد التشريع، وعندما تصبح الأبدان مهددة بالزوال فهذا يعني مصيبة لا بدّ من العمل على القضاء عليها. تنتشر الأمراض الجسدية في المجتمع بسبب نقص أو انعدام الثقافة الصحية حينا، وبسبب الإهمال والاستهتار بطعام وغذاء ودواء الناس في كثير من الأحيان. وهذا ما يجعل الأمة ضعيفة تنفق أموالها في العلاج، بدل أن تأخذ بأسباب الوقاية.
ومن أهم ما يترتب على وجود هذا الثالوث الخطير انهيار المجتمع والدولة وللخلاص تستدين الدول، لتغرق بعدها بالدّيون، ويصبح قرارها رهنا بيد غيرها، وتكون بلا حول ولا قوة. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/21 الساعة 00:20