هل يفعلها مدير الأمن العام؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/19 الساعة 18:16

مدار الساعة - كتب أ.د. محمد الفرجات

في وقت نحن بأمس الحاجة فيه لبناء وترميم روابط العلاقة بين المواطن من جهة والحكومة بسلطاتها من جهة أخرى، فما أجمل أن نرى دورياتنا الخارجية تتجول على الطرقات الخارجية لعون السائقين والمسافرين، بدلا من تخصيص كوادر وسيارات وجهود هذه المديرية للمخالفات وتوقيف السيارات بركابها، وتأخير المسافرين عن دوامهم أو مواعيدهم للعلاج، أو الطلبة عن جامعاتهم.

يأتي ذلك في وقت تكثر فيه الأعمال التي تدخل ضمن عمل الدوريات الخارجية وتعد أهم أسباب الحوادث والتجاوزات، كالإبل الهائمة، والسيارات البك أب الفلت تقطع الطرق الخارجية بلا أولوية ولا انتباه، والشاحنات تسير ليلا بلا عاكسات ولا أضوية خلفية، والقلابات يتطاير منها الحصى، والعوادم تنفث غازاتها ودخانها هنا وهناك، وغياب تقرير حالة الطرق التفصيلي اليومي من حفر وزيوت وغيرها.

وما أجمل أن يناط البحث عن المطلوبين أمنيا للبحث الجنائي والأمن الوقائي، بعيدا عن توقيف المواطنين على الطرق، والتدقيق عليهم عبر هوياتهم فيما إذا كانوا مطلوبين، مما يشكل حرجا للكبار والصغار، ومساسا لكرامة المواطن الذي يعامل كمطلوب إلى حين ثبوت العكس عبر الجهاز الذي ينادي بإسمه على الملأ من مركز البيانات للدورية.

الدوريات والمفارز الأمنية تملأ الطرق الخارجية، والمواطن لا يسافر بين المدن والمحافظات ترفا ولا حبا بالسفر، بل لقضاء حاجة، أو مراجعة طبية، أو ليلتحق بالدوام، أو لمحاضرته، والوضع لا يسمح بكثرة التوقف.

من الممكن أن يستغل المواطن ثمن المخالفات في تبديل إطارات سيارته المتهالكة، أو في غيار زيوتها قبل أن يهلك المحرك، أو يفقد السيطرة على الفرامل أو غير ذلك.

إن عوائد المخالفات وفي دراسات التكلفة والعائد لا تشكل خمس ما يمكن توفيره على خزينة الدولة الأردنية، عندما يتحول عمل الدوريات إلى التوعية والإرشاد والمتابعة، والإعتناء بتقرير الطريق اليومي.

أعطي مثالا على المحطات الأمنية والتي وجدت لأمن المواطن على الطرق الخارجية، فأصبحت مثلا محطة رأس النقب والسائق يستعد للنزول الوعر على طريق متهالك، محطة للدوريات الخارجية توقف وتخالف لأقل سبب.

في كثير من الأحيان يتوجب علينا التوقف إنصياعيا لأمر شرطي الدوريات الخارجية أو المفرزة الأمنية، ولكن علينا في ذات الوقت الإنتظار ليأتي دورنا في التفتيش، لأنه أوقف قبلنا بضعة سيارات، هي كذلك تنتظر بالدور لتتفتش، وقد يمر ربع ساعة قبل أن نتفتش، ونقف لدى دورية أخرى وأخرى... فيمر ما مجموعه نصف ساعة مثلا تأخيرا عن موعدنا، فيتوجب علينا أن نسرع ونتخالف، أو أن يفوت الموعد، فنسافر في يوم آخر، أو نضطر للمبيت في العاصمة والتي لا نقوى على تكاليف مبيتها.

عطوفة مدير الأمن العام رجل صاحب فكر وصاحب قرار، وفيه من الإتزان والحكمة ما يجعله ينظر لهذا الطرح، ويعيد النظر بآلية ومنهجية عمل الدوريات والمفارز الخارجية.

نعتز ونفتخر بجهاز الأمن العام، ونفخر بإدارته وكوادره، ونوجه لهم التحية والمحبة.

حمى الله الوطن وقائد الوطن.

مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/19 الساعة 18:16