تقرير اسرائيلي يتهم ’نتنياهو ويعالون وغانتس‘ بالتقصير في حرب غزة 2014.. وهذا هو السبب!
مدار الساعة- تهيمن الأنفاق التي حفرها فلسطينيون أسفل الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، على تقرير المراقب العام للدولة، الإسرائيلي يوسف شابيرا.
كما ينظر التقرير فيما إذا كان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" قد درس الأوضاع في غزة، وبدائل الحرب قبل خوضها.
وقبيل النشر الرسمي للتقرير، مساء الثلاثاء 28 فبراير/شباط 2017، فقد أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن التقرير تناول آليات اتخاذ القرار قبيل وخلال الحرب التي استمرت 51 يوماً في العام 2014، والإخفاقات في اتخاذ القرار.
ولا يتضمن التقرير توصيات بالإقالة أو العقاب، ولكنه يوجه انتقادات إلى قيادات سياسية وعسكرية تولت زمام الأمور في فترة الحرب، في شهري يوليو/تموز، وأغسطس/آب 2014.
ويقوم مراقب الدولة الإسرائيلية بمهام مراجعة وتقييم أداء الأجهزة الرسمية، ولكن ليس من صلاحياته التحقيق أو الإحالة إلى القضاء.
الأنفاق
والأنفاق هي قنوات أسفل الحدود، بين قطاع غزة وأماكن قريبة من قواعد عسكرية وتجمعات سكانية إسرائيلية، محاذية لقطاع غزة.
وخلال الحرب أُفيد باستخدام عناصر من "حماس" هذه الأنفاق، في محاولة التسلل إلى قواعد عسكرية إسرائيلية لاختطاف جنود أو مهاجمتهم.
واستخدمت إسرائيل هذه الأنفاق مبرراً لخوض الحرب على غزة، قبل أن تعلن عن "تحييد" خطر الأنفاق مع انتهاء الحرب.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة (رسمية): "من المتوقع أن يوجّه التقرير انتقادات شديدة إلى عدد من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق موشيه يعلون، ورئيس الأركان السابق بيني غانتس".
ولفتت الإذاعة إلى أن التقرير يشير إلى أن نتنياهو لم يُطلع أعضاء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، على خطر الأنفاق.
وقالت إنه استناداً إلى التقرير فإن نتنياهو كان "يدرك الوضع جيداً، وكذلك الأمر بالنسبة لوزير الدفاع السابق موشيه يعالون، غير أنهما لم يطلعا أعضاء "الكابينت" على صورة الوضع".
وأضافت أن "الكابينت الإسرائيلي"، لم يجرِ نقاشاً استراتيجياً بشأن غزة، ولم يبحث بدائل سياسية أو لفتات إنسانية، ربما كان من شأنها أن تجعل العملية العسكرية غير ضرورية".
"التهديد المتوقع من قطاع غزة"
كما أشارت إلى أنه طبقاً للتقرير فإن "الكابينت لم يتلقَّ معلومات استخبارية كاملة عن التهديد المتوقع من قطاع غزة، ولم يتم إطلاع وزراء المجلس الوزاري على حقيقة أنه ليست هناك معلومات استخبارية كافية حول الخطر المتوقع في غزة".
وقالت، بحسب التقرير، إن "رئيس الوزراء ووزير الدفاع والكابينت لم يحددوا أهدافاً استراتيجية للجيش، وفي غياب الخيارات فإن الجيش وضع الأهداف الاستراتيجية الخاصة به".
واستعرضت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، واسعة الانتشار، القضايا المركزية الموجهة إلى نتنياهو ويعالون وغانتس في التقرير.
ففيما يتعلق برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تشير إلى أن التقرير فحص ما إذا كان أشرك وزراء "الكابينت" بالمعلومات، أم أنه اتخذ القرارات على عاتقه الشخصي.
وأشارت الصحيفة إلى أن التقرير فحص من بادر إلى التحذير من خطر الأنفاق والنقاشات التي جرت حول هذا الموضوع.
وكان نتنياهو قد أشار في الأسابيع الأخيرة إلى أنه كان حذر من خطر الأنفاق في أكثر من جلسة عقدها "الكابينت" الإسرائيلي قبل الحرب.
التحذير من خطر الأنفاق
وبدوره، يقول وزير التعليم وزعيم حزب "البيت اليهودي" اليميني نفتالي بينيت إنه كان أول من حذر من خطر الأنفاق، وإنه لم يتم التعامل مع الأمر بجدية.
أما ما يتعلق بوزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه يعالون، فتلفت الصحيفة إلى أن التقرير فحص ما إذا كان وجّه الجيش بإعداد خطة عمل لتدمير الأنفاق، وما إذا كان قد عرض أمام "الكابينت" خطورة تهديد هذه الأنفاق.
وأشارت إلى أن التقرير فحص ما إذا كان يعالون قدّر بشكل جيد استعداد حركة "حماس" الفلسطينية للحرب، وأطلع "الكابينت" على تدهور الأوضاع في غزة.
وفيما يخص رئيس الأركان السابق بيني غانتس، فيفحص التقرير ما إذا كان قد عرض على القيادة الإسرائيلية خطورة تهديد الأنفاق.
وتلفت الصحيفة إلى أنه في ضوء إعلانه قبل الحرب أن حماس "ليست معنية بالتصعيد"، فإن التقرير يفحص ما إذا كان تقييمه هذا صحيحاً، فضلاً عن فحص مدى إعداده للجيش لمواجهة خطر الأنفاق.
وكان وزير الإسكان الإسرائيلي "يوآف غالانت"، قد انتقد الأحد الماضي، أداء رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس، ووزير الدفاع السابق، موشيه يعالون، خلال الحرب.
وقال غالانت، وهو عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، المعروف باسم "الكابينيت"، إن الاستعدادات لخوض المعركة في قطاع غزة كانت "ناقصة وانطوت على الإهمال"، وفقاً لما نقلته عنه الإذاعة الإسرائيلية العامة.
وشنَّت إسرائيل، في السابع من يوليو/تموز 2014، حرباً على غزة أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد" استمرت 51 يوماً، أدّت إلى مقتل 2322 فلسطينياً، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين.
وفي المقابل، أفادت بيانات رسمية إسرائيلية أن 68 عسكرياً إسرائيلياً قد قُتلوا خلال الحرب، بالإضافة إلى 4 مدنيين، وإصابة 2522 شخصاً، بينهم 740 عسكرياً.
الاناضول