مرة ثانية (صفقة القرود)

مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/17 الساعة 14:56
في كل حقبة من الزمن يعيد التاريخ نفسه، وما اشبه اليوم بالامس، بالامس فرضت علينا اتفاقية (سايكس بيكو) وحضور عربي مغيب، وتم على اثرها تقسيم الدول العربية بينهم واقامة دولة لليهود في فلسطين، وطوال هذه الفترة وهم ينهبون موارد هذه البلاد ويستعبدون شعوبها ويقفون حجر عثرة في سبيل نموها وتقدمها، بل وعملوا جاهدين في خلق الفرقة والفتنة بينهم واذكاء النعرات المذهبية والحروب الطائفية لتهيئة المنطقة لما يسمى (بشرق اوسط جديد). عندما كانت تقع فتنة او معصية في فرنسا ايام نابليون بونابارت كان يردد جملته المشهورة (فتش عن المرأة) ولو كان حياً اليوم وعاصر احداث الساعة لصرخ قائلا (فتش عن اسرائيل) فهي سبب وعلة المصائب في منطقتنا والتي تحميها وترعاها معظم دول العالم وعلى رأسهم امريكا وعلى مدار عشرات السنين وتعاقب عشرة رؤساء امريكيين، حتى جاء جريندايز امريكا الجديد دونالد ترمب ليثبت بعنجهيته لامريكا والعالم انه هو القادر على التغيير، فخرج علينا ليحيي نظرية قديمة حديثة وهي (صفقة القرن) بديلا لسايكس بيكو وتجديدا لنظرية شرق اوسط جديد، ظاهر الصفقة السلام والاستقرار في الشرق الاوسط وباطنها تجسيد حلم اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل ويهودية الدولة على حساب طمس الهوية الفلسطينية والغاء وحودها والغاء كافة الاتفاقات الدولية الخاصة باحقية قيام دولة فلسطينية، ومن اهم هذه المبادرات اتفاقية السلام العربية والتي كان اهم بند فيها اعتراف الدول العربية باسرائيل مقابل السلام مع الفلسطينيين واقامة دولتهم المنشودة والتي تجاهلتها اسرائيل وامريكا وضربت فيها عرض الحائط. والجديد في الامر ان هذه المبادرة استبدلت حديثا وعززت في مؤتمر وارسو منذ ايام (بمبدأ السلام والتطبيع مع العرب مقابل وقوف اسرائيل معهم ضد ايران) البعبع الذي اوجدته امريكا لتمرير هذه الصفقة. ان هذه الصفقة والتي تشارك فيها روسيا من تحت الطاولة عصية على الشعب الفلسطيني والعربي وسيكون مصيرها الفشل تحت رفض الشارع العربي والاسلامي والوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية. يعيشون في اوهام واضغاث احلام وعندما يستيقظون سيبصرون تبدد امالهم على صخرة صمود الشعب الفلسطيني والشعب الاردني وخلفهم كل الشعوب الشريفة من الامتين العربية والاسلامية.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/17 الساعة 14:56