الحبّ بضاعة من كان له قلب

مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/17 الساعة 01:20
لكل إنسان بضاعة في هذه الدنيا، فهذا بضاعته الكلام والبيان، وذاك بضاعته السلع، وآخر الأثاث، وآخر الفكر، وكل إناء بما فيه ينضح، أما صاحب القلب النظيف الطاهر، فبضاعته الحب، ينشره ويوزعه على الآخرين بلا ثمن يرجوه، فهي بضاعة يوزعها صاحب القلب الكبير بالمجان.
فالمؤمن الصادق يحب الله، كما أن الله يحبه، أما قال الله تعالى: (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)المائدة/54. فمحبة الله تعالى تحتاج إلى قلب سليم طاهر نظيف؛ لأن الله ينظر إل القلوب والأعمال، ولا ينظر إلى الصور والأجسام، ومادام القلب هو محلّ نظر الربّ، فعلى العبد أن يطهّر ساحات قلبه، لتليق بنزول حب الله تعالى فيها.
كما أن صاحب القلب الكبير والطاهر، يحب للناس ما يحبه لنفسه، فلا يقدر على أن يكيل بأكثر من مكيال، وليس له أكثر من وجه، وهذا علامة على صدق إيمانه، وقد جاء في الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) متفق عليه. فمحبة الخير للناس، إذا وصلت إلى نفس الدرجة التي يحب فيها الإنسان الخير لنفسه، فقد نال شهادة صدق الإيمان. ويؤكد هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابّوا) رواه مسلم. فالإيمان هو الطريق إلى الجنة، والمحبة هي الطريق إلى الإيمان، والمحبة تحتاج إلى قلب ينبض بالحب.
على الإنسان أن يحرص على طاهرة قلبه من كل شرك وشك وكره وبغضاء وحسد وحقد، كي يكون صالحا لأن تسكنه محبة الله تعالى، فالقلب الملوث بتلك النجاسات لا تقيم فيه محبة الله مهما فعل. فعلينا أن نحرص على نظافة قلوبنا النابضة بالمحبة كما نحرص على سلامة قلوبنا النابضة بالحياة؛ لنسعد (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء/88-89.
الدستور
  • لب
  • أعمال
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/17 الساعة 01:20