رجل ترفع له القبعات

مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/16 الساعة 23:22
للمرة الثالثة أجدني أكتب عن رجل الأعمال الأردني المعروف زياد المناصير، دون معرفة بالرجل، لكنني أكتب عن أعماله والفلسفة الكامنة وراء هذه الأعمال، فقد سبق وأن كتبت عنه كنموذج لرجل الأعمال الذي يستثمر في وطنه، ويوفر فرص العمل لأبناء هذا الوطن، في زمن تزداد فيه مساحات الفقر ونسب البطالة، مما يجعل توفير فرصة عمل واحدة تساوي الكثير، فهاهي الحكومة تبرر الكثير من قراراتها ومشاريعها بأنها توفر عشرات فرص العمل، فكيف الحال ومشاريع زياد المناصير توفر الالآف من فرص العمل للشباب الأردني؟ ومثلما كتبت عن دور المناصير في توفير فرص العمل للشباب الأردني، فقد كتبت عن ثقافة الرضا التي بشر بها في رسالة له منشورة عبر وسائل الإعلام، وهي الثقافة التي نحتاجها في هذا الزمن الذي سيطرت فيه علينا نزعة استهلاكية بشعة، كما سيطر علينا ميل كبير إلى الجشع خاصة عند أصحاب رأس المال، مما يضاعف من قيمة رسالة المناصير عن ثقافة الرضا وهو من هو في عالم المال والأعمال. اليوم أكتب عن زياد المناصير داعياً إلى رفع القبعات تحية واحتراماً لذكائه، الذي تجسد في صنيعه يوم الثلاثاء الماضي، عندما أعلن عن منح كوبون بقيمة خمسة دنانير لكل من يشتري من إحدى محطات المناصير بنزين بقيمة عشرين ديناراً، ففي هذا العمل الذي أقدم عليه المناصير والذي اختلف الناس حوله وحول تفسيره, ضرب المناصير عشرة عصافير بحجر واحد، فقد كسب حملة إعلانية كبيرة كانت ستكلفه مئات أضعاف قيمة الكوبونات، التي وزعها على من اشترى من محطاته، فلم يبقى بيت أردني لم يتحدث عن زياد ومحطاته وكوبوناته، ناهيك عن مواقع التواصل الاجتماعي التي انشغلت هي الأخرى بذلك، مما يعني أن حملته الإعلانية غير المباشرة تجاوزت الأردن في ضربة تسويقية غير مسبوقة وغير مكلفة, وسيظل الحديث عن المناصير ومحطاته ومشاريعه شغل الناس الشاغل لفترة طويلة غير الحملة الإعلانية والإعلامية التي حققتها للمناصير فكرة الكوبونات, فقد وفرت الحملة للرجل كمية كبيرة من السيولة التي يحتاجها كما قيل، فلم يضطر تحت ضغط الحاجة إن كانت موجودة إلى الاستدانة من البنوك وغير البنوك، بفوائد وضمانات عالية، وبإجراءات معقدة شطبتها فكرة الكوبونات. الأهم من الحملة الإعلانية وتوفير السيولة هي أن المناصير في خطوته هذه عزز الثقة به كرجل أعمال قادر على كسر كل محاولات حصاره وتشويه صورته من قبل منافسيه، وهذه واحدة تسجل له، فقد حاصر منافسيه بدلاً من أن يحاصروه، وأمن تدفق نسبة عالية من المركبات إلى محطاته لأيام طويلة قادمة، ومن شأن ذلك أن يجعل أصحاب هذه المركبات وسائقيها يعتادون ارتياد محطات المناصير دون غيرها. خلاصة القول في خطوة زياد المناصير يوم الثلاثاء الماضي أنها تؤشر إلى رجل ذكي قادر على توظيف ذكائه للبناء، وتحقيق المكاسب المادية والمعنوية، بأقل الكلف في إطار من الثقة التي لن تنال منها بعض التفسيرات المجتزئة في تفسير خطوته الأخيرة، والتي حاول البعض تحميلها أبعاد سياسية من باب مناكفتهم للحكومة، فبصرف النظر عن ذلك فإن زياد المناصير فيخطوته الأخيرة أثبت أنه رجل أعمال ترفع له القبعات. الرأي Bilal.tall@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/16 الساعة 23:22