مؤتمر ’وارسو‘ ينطلق اليوم.. ماذا سيبحث وما أهدافه؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/13 الساعة 12:01
مدار الساعة - من المقرر أن تُشارك 60 دولة في مؤتمر الشرق الأوسط المزمع عقده في العاصمة البولندية وارسو ويستمر على مدار يومين بدءاً من اليوم الأربعاء. وقال وزير الخارجية البولندي "جاسيك كزبتوفيتش" إن من بين الدول التي سيتم تمثيلها في المؤتمر على المستوى الوزاري، 10 دول من الشرق الأوسط هي: السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن والأردن والكويت والمغرب وعُمان، و"إسرائيل". وأضاف أن الاتحاد الأوروبي سيكون حاضرًا بقوة في المؤتمر، حيث تشارك جميع دول الكتلة الأوروبية، زاعمًا أن "هدف المؤتمر سيكون تطوير حلول مشتركة وإجراءات بهدف ضمان السلام والأمن في الشرق الأوسط". ومن بين القضايا الرئيسية التي يتناولها المؤتمر: الملفان السوري واليمني، والقضية الفلسطينية، إضافة إلى المشاكل الإنسانية، وانتشار أسلحة الدمار الشامل، وأمن الطاقة والتهديدات السيبرانية. وتسعى واشنطن من وراء مؤتمر وارسو للضغط على أصدقائها العرب السُنة من أجل تأسيس تحالف إقليمي عسكري يعرف باسم "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي"، أو اختصارا بكلمة "ميسا" (MESA)، ويطلق عليه رمزيا "الناتو العربي". وترغب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تأسيس التحالف الذي يضم -إضافة إلى بلاده-ثماني دول عربية، هي دول مجلس التعاون الخليجي الست ومصر والأردن، وذلك لمواجهة إيران. وتسعى واشنطن كذلك الترويج بالمؤتمر- وفق بيان البيت الأبيض- "لمستقبل يعمه السلام والأمن في الشرق الأوسط". وتأمل الحكومة اليمينية في بولندا أن يُقرب هذا المؤتمر بلادها من الولايات المتحدة ومن دول عربية تعادي إيران، مثل السعودية والإمارات. ما أهم أفكار إدارة ترامب بالمؤتمر؟ إعادة تأكيد ما ردده ترامب خلال قمة الرياض في مايو 2017 من مطالبة الدول العربية والإسلامية بصورة مباشرة -وإن كانت شديدة العمومية-بضرورة مواجهة تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة و"التهديدات الإيرانية". - ما دوافع الأعضاء الخليجيين من التحالف المزمع؟ أيقنت الدول الخليجية، عقب تجربة غزو العراق للكويت عام 1990 والدور الأميركي الرئيسي في تحريرها، ضرورة تدعيم علاقاتها العسكرية مع واشنطن. - كيف يمكن تفهم الحماس السعودي للمؤتمر؟ من خلال ثلاث نقاط: الأولى: اختارت الرياض أن تتجاهل تجاوزات ترامب المسيئة للسعودية، وشجعها خطابه المعادي للاتفاق النووي مع إيران وإقدامه على الانسحاب من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات قاسية على إيران. الثانية: مواجهة قانون جاستا -ومعناه العدالة في مواجهة رعاة النشاط الإرهابي-والذي أقره الكونغرس بما يشبه الإجماع قبل نهاية عام 2016. وفُصل هذا القانون كي يتم من خلاله توجيه الاتهام للمملكة السعودية وأعضاء أسرتها الحاكمة بالضلوع بصور مباشرة وغير مباشرة في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. ثالثا: يتقاطع حماس الرياض مع رغبة الرئيس ترامب في إظهار أهمية ومكانة السعودية الجيوستراتيجية، وهو ما دفعه لعدم اتخاذ موقف متشدد من مقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي. - ماذا عن بقية دول التحالف الإستراتيجي؟ يجمع قطر والكويت وعُمان علاقات جيدة بالنظام الإيراني، أما مصر والأردن فيشتركان في عدم الإيمان بالعداء الإيراني ويساعدهما على ذلك البعد الجغرافي من إيران، وهما تهتمان أكثر ب"إسرائيل" وبالقضية الفلسطينية. إلا أن مصر والأردن -في الوقت ذاته-تعتمدان بصورة كبيرة على مساعدات مالية وعسكرية واسعة من دول الخليج ومن الولايات المتحدة، وهو ما يعقد موقفهما. - ما أهم معوقات التحالف الاستراتيجي المزمع؟ منبع الخلافات بالأساس يتمحور حول عدم اتفاق دول التحالف على تحديد مصادر التهديد الذي يواجهها؛ فبينما ترى السعودية والإمارات والبحرين أن إيران خطر كبير يجب مواجهته بكل السبل، لا تؤمن بقية دول التحالف بأن إيران هي الخطر الأول عليها. - ما أهم الأزمات التي تعيق تشكيل تحالف عسكري استراتيجي جديد؟ هي: الأزمة الخليجية وتبعات أزمة مقتل الصحفي السعودي في قنصلية بلاده بإسطنبول جمال خاشقجي. - وماذا عن ربط مؤتمر وارسو بقطار التطبيع الخليجي مع الاحتلال الإسرائييل؟ تربط بعض التقارير كذلك بين فكرة التحالف الاستراتيجي وملف التطبيع الخليجي مع الاحتلال الإسرائيلي، إذ تعتقد إدارة ترامب أن من شأن آلية التحالف أن تقرّب بين "إسرائيل" والدول الخليجية، لما يجمعها من هدف رئيسي يتمثل في مواجهة إيران. وأثار انعقاد المؤتمر حفيظة القيادة الفلسطينية، التي قاطعت المؤتمر، سيما وأن المؤتمر سيخوض في تفاصيل خطة السلام الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والمعروفة بصفقة القرن، من خلال مشاركة جاريد كوشنير وجيسون جرينبلات "مهندسي الصفقة". كما رفضت الفصائل والأحزاب، والجاليات الفلسطينية في كل دول العالم المؤتمر والمشاركة فيه ورأت أنه بمثابة تصفية للقضية الفلسطينية. وقال القيادي في حركة حماس يحيى موسى إن كل الدعوات التي تأتي من الولايات المتحدة الأمريكية هدفها تصفية القضية الفلسطينية، بإيجاد أعداء وصراعات في المنطقة، تخدم الأهداف الصهيونية والأمريكية. كما أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي أن مؤتمر وارسو فاشل منذ بدايته، لأن الشعب الفلسطيني متمسك بحقوقه ولأن هنالك قوى دولية مهمة (روسيا، الصين..) وأخرى إقليمية قاطعته. وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن المؤتمر حلقة جديدة من حلقات التآمر على شعبنا وانقضاض على الحقوق والقضية الفلسطينية عبر محاولة تمرير صفقة القرن، واستهدافه لمحور المقاومة والقوى الدولية التي تعاند السياسات الأمريكية في المستوى الدولي والإقليمي. أما حركة فتح فأكدت أن مؤامرة وارسو هدفها تصفية القضية الفلسطينية، ومحاولة أمريكية- اسرائيلية، لتمرير صفقة العار (صفقة القرن) والترويج لأفكار لا يقبلها أو يتعاطى معها إلا كل خائن للقدس والأقصى والقيامة". وحذرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الأطراف الدولية التي ستجتمع في "وارسو" من مغبة الوقوع في خطيئة العبث بمصير شعبنا الفلسطيني، والدخول في حوارات ومفاوضات صفا
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/13 الساعة 12:01