هل في بيتك مدمن؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/13 الساعة 00:24
ثرياً كان النقاش بين مدير دائرة مكافحة المخدرات العميد أنور الطراونه, وبين أعضاء جماعة عمان لحوارات المستقبل, أثناء الجلسة الحوارية التي نظمتها الجماعة في مقرها مع العميد الطراونه يوم الثلاثاء الماضي. عديدة هي الأسباب التي جعلت النقاش ثرياً, أولها هدوء العميد, وهو هدوء نابع من عمق في تفكير الرجل جعله خبيراً ملماً في مجال اختصاصه, وهو محاربة آفة المخدرات زراعة وتهريباً وتجارةً وتوزيعاً وتعاطياً. غير هدوء الرجل وتفكيره المنظم, فإن إيمانه بأهمية التوعية بمخاطر الآفة التي تخصص بحربها, جعلته خبيراً في التواصل الاجتماعي, قادراً على إيصال رسالته إلى مستمعيه بتركيز كبير, وبأقل عدد ممكن من الكلمات, مما أتاح الفرصة لأكبر عدد من الحضور للمشاركة في الحوار. أمر آخر ساهم في إثراء النقاش هو تنوع الحضور من أعضاء الجماعة, الذين يمثلون كل مناطق الأردن, وطبقاته الاجتماعية, بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الوعي لديهم, فكيف إذا كان الأمر المعروض عليهم له علاقة بهدف مهم من أهداف الجماعة, وهو إحداث تغيير نوعي في اتجاهات المجتمع الأردني, وحمايته من الآفات خاصة الخطرة, ومنها آفة المخدرات, التي كانت سبل حماية المجتمع الأردني منها محل نقاش بينهم وبين العميد الطراونه, ولأن اكتشاف المرض وتشخيصه مبكراً من أهم خطوات العلاج, فقد كان من البديهي أن يطرح في الحوار سؤال عن سبل معرفة الأسرة أو المؤسسة إن أحد أفرادها صار متعاطياً أو في طريقه إلى ذلك. في إجابته على هذا السؤال أورد العميد الطراونه مجموعة من المؤشرات السلوكية, التي يجب أن تنتبه اليها الأسرة أو المؤسسة في حال ظهور أي منها على أحد أفرادها, وأول هذه المؤشرات سلوك الكذب المتكرر لدى هذا الفرد, خاصة في مجال تبرير تصرفاته, ومما يزيد من خطورة الكذب كمؤشر على التعاطي, ظهور صديق جديد غير مألوف في بيئة هذا الفرد, يزيد من خطورة ذلك ميل الفرد إلى استخدام ألفاظ جديدة وغير مألوفة منه سابقاً, مع ارتباط ذلك بميل إلى عدم احترام الآخرين سواء بالألفاظ أو الإشارة أو بسلوكه بشكل عام. ومن علامات التعاطي, ميل المتعاطي إلى التكتم بشكل عام, خاصة على أماكن تواجده, وغير ذلك من سائر تصرفاته, بالإضافة إلى ميله للنوم في أوقات غير مألوفة, ولساعات غير مألوفة, من حيث طولها وتنوعها. ومن العلامات المقترنة بتعاطي الفرد للمخدرات بدء استخدامه لمواد جديدة, لم يكن يستخدمها من قبل مثل الورق الرقيق الذي يستخدم للف السجائر, أو وجود القصدير بين أدواته الخاصة, أو ظهور آثار حريق بسيطة في غرفته أو محيطه الخاص فكل هذه مؤشرات على بدء تعاطي فرد من أفراد الأسرة أو المؤسسة, مما يستوجب من أفراد محيطه أسرة أو مؤسسة مراقبته, والتبليغ عنه في حال وجود أدلة قوية من هذه التي ذكرها مدير دائرة المكافحة لدى هذا الفرد, حتى لا يصل إلى مرحلة الإدمان التي تزيد من صعوبة علاجه, فمن المشكلات التي تواجه عملية مكافحة انتشار آفة المخدرات بين شبابنا, ميل الأهل إلى إنكار تعاطي أحد أبنائها حتى في حالة ثبوت ذلك بالأدلة القطعية عليه, مع أن الأصل هو الإسراع إلى الاعتراف بذلك, بل وتسليمه إلى الجهات المختصة حتى يمكن معالجته, فالإدمان مرض خطير لا يقل خطره عن خطر السرطان, فاستفحال أي منهما في جسد الفرد يؤدي إلى الموت الحتمي, لذلك راقبوا سلوك أبناؤكم وسارعوا إلى علاجهم إذا ظهرت على أحدهم أي علامة من علامات داء التعاطي فهو أخطر من داء السرطان. الرأي Bilal.tall@yahoo.com
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/13 الساعة 00:24