انفانتينو: مونديال قطر فريد من نوعه
مدار الساع - بعد عام على زيارته الاخيرة الى قطر، عاد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جياني انفانتينو الاسبوع الماضي للمشاركة في القمة التنفيذية لادارات الاتحاد الدولي لكرة القدم ،حيث ناقش الحاضرون من رؤساء جمعيات وامناء عامين مواضيع اساسية.
وتعد القمة التي استضافتها الدوحة آخر فعالية ضمن سلسلة من ورش العمل أقيمت بهدف تعزيز التعاون والتكاتف.
وتحدث انفانتينو لموقع اللجنة العليا للمشاريع والارث عن الانجازات التي تتحقق في الاشهر الاثني عشر الاخيرة، وعن الارث الكبير الذي ستتركه البطولة لمنطقة الشرق الاوسط.
وقال في المقابلة إن الإرث الذي ستتركه هذه البطولة لكأس العالم بدا واضحًا وجليًا منذ أمد بعيد، حيث أن عمل اللجنة العليا يرتبط ارتباطاً وثيقًا بجوانب الإرث والمشاريع الكروية في مختلف البلدان حول العالم.
وأضاف أن ما تم إنجازه وتم عرضه على الاتحادات الأعضاء خلال الأسبوع الماضي أثار إعجاب الجميع، ولا يقتصر فقط على الجوانب التربوية والتعليمية وتطوير اللاعبين المحترفين للمشاركة في المونديال، بل يتعلق بما في مقدورنا أن نفعله، وما تقوم به دولة قطر بالفعل.
وتابع انفانتينو: أنا على يقين أن الكثيرين لم يكونوا يعرفون كل شيء عن الخطط والبرامج المتعلقة بالإرث، ولذلك شكّلت هذه فرصة طيبة لهم استطاعوا من خلالها الوقوف على تلك البرامج ، ومثل هذا النوع من المعلومات لا ينال عادة الاهتمام الكافي في خضمّ الحديث عن تنظيم مثل هذه الأحداث والفعاليات الكبرى، حيث يميل الناس للتركيز على الملاعب الرياضية والمطارات والفنادق وغيرها، وينصرف انتباههم غالبًا نحو الأمور المادية الكبيرة المرئية والمحسوسة.
وقال: تحدثت مع أعضاء الاتحادات حول هذه المواضيع بالطبع، وكان من الجيد رؤية ممثلي قطر يتواصلون بفعالية مع نظرائهم، وأنا واثق من أن مثل هذا التفاعل سيثمر بين الطرفين في مختلف المشاريع في المستقبل.
واستطرد رئيس فيفا قائلا: بغض النظر عن كل ما قد يطرأ من تغييرات في المستقبل، فإن كأس العالم 2022 ستترك إرثًا دون أدنى شك، باعتبار أنها أول بطولة لكأس العالم يتم تنظيمها في منطقة الشرق الأوسط، ناهيك عن أنها المرة الأولى التي يستضيف فيها بلد عربي الحدث العالمي، كما أنها ستقام في وقت مختلف من السنة، وهو عنصر آخر يضفي الكثير من التفرد على البطولة.
وقال علينا أن ننتظر لنرى كيف سيكون شكل البطولة في المستقبل، وحتى الآن نحن لا نعلم ما إذا كانت ستكون هناك دولة مضيفة واحدة أم اثنتان، وفي جميع الأحوال، فإننا نتطلع إلى هذه المسابقة بفارغ الصبر، لأنها ستكون بالفعل شيئًا فريدًا ومميزًا.
وأوضح أن مونديال قطر يمتلك ميزة فريدة أخرى، وهي المسافات القصيرة التي سيكون على اللاعبين والجمهور قطعها خلال تنقلهم بين الملاعب، حيث أن أطول مسافة بين ستاد واخر لا تتجاوز 60 كيلو مترًا في حين جرت العادة خلال البطولات أن تقام المباريات في المدن المستضيفة بين كل ثلاثة أو أربعة أيام، فإن حجم دولة قطر سيجعل البطولة متميزة وفريدة لمصلحة اللاعبين والجمهور، الذي سيحظى بفرصة رائعة لمشاهدة أكبر عدد من المباريات بشكل مباشر.
وأثنى انفانتينو على حجم إنجاز العمل، "هناك تقدم هائل في ما يتعلق بالبنية التحتية والأعمال الإنشائية، فستاد خليفة الدولي الذي يعد القلب النابض للأحداث الرياضة التي تستضيفها قطر تم الانتهاء تقريبًا من إعادة تطويره، وعموما، فإن عملية بناء الستادات تجري على قدم وساق، وهو أمر يبعث على السرور، ومع اقتراب سنة 2022 علينا أن نعمل بكل جهدنا وطاقتنا".
وردا على سؤال حول بدء العمل بتركيب الأجزاء القابلة للفك في ستاد "البيت"، قال: إنه لأمر رائع أن نرى ذلك، فهذا جزء من الإرث الذي كنا نتحدث عنه، ليس فقط لأنه ملعب رائع ويرتبط بشكل وثيق بالثقافة القطرية، وإنما أيضًا لأنه تم تصميمه بطريقة ذكية جعلتنا نستغني عن إنشاء مدرجات ثابتة تتسع لقرابة 60 ألف متفرج، لن تكون لها حاجة فعليًا عقب البطولة نظرًا لحجم الدولة، حيث سيتم تفكيك تلك الأجزاء بعد انتهاء البطولة ومنحها للدول النامية التي تحتاج لبناء المرافق الرياضية، وهو بالنسبة لي يعتبر مثالًا ملموسًا على طرق الإنشاء التي تتسم بالذكاء والاستدامة، ويساهم في تحقيق أهداف الاستدامة التي ترسخها اللجنة العليا للمشاريع والإرث.
وحول انطباعه بمدى تأثير برنامج "الجيل المبهر" الذي يعتبر من أبرز المبادرات التي تأتي في إطار المسؤولية الاجتماعية للجنة العليا، قال انفانتينو ان مثل هذه المشاريع بدأت بالفعل، حيث يمكننا الإحساس بجو المونديال وبالتأثير الذي يطال الكثير من الناس في مختلف الجوانب. وحتى الاسم نفسه الذي تم إطلاقه على هذا البرنامج يعبّر عن هذا التأثير. فما تم إنجازه ضمن هذا المشروع يعد عظيمًا للغاية.
وعن مدى رضاه عن التقدم الحاصل على صعيد رعاية العمال ومستوى الاهتمام بجوانب الصحة والرعاية للعمال، أوضح ان العمل على هذه المسألة مستمر ولا يعرف الحدود، ومع أنه لا يزال هناك الكثير ليتم فعله، إلا أننا نستطيع القول بأنه تم إنجاز الكثير في هذا الصدد، إن مونديال قطر يعد محفزًا للتغيير، ويقدم فرصة هائلة لرفع مستوى المعايير المتعلقة برعاية العمال، ليس فقط في هذا البلد فحسب، وإنما أيضًا في كامل منطقة الخليج " أجل، لا يزال هناك الكثير الذي يجب إنجازه، ولكن يجب علينا في المقابل ألا نغفل عما تم تحقيقه بالفعل حتى الآن، مثل وضع معايير رعاية العمال، والتوقيع على اتفاقية بين الإتحاد الدولي لعمّال البناء والأخشاب واللجنة العليا للمشاريع والإرث لإجراء عمليات تفتيش مشتركة على أوضاع العمال وأماكن إقامتهم في مواقع تشييد الملاعب وتزويدهم بالأجهزة التي تقيهم حرارة الشمس.