حســيننـا
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/08 الساعة 22:47
أ.د. عدنان المساعده *
عندما عاد أغلى الرجال حسيننا العظيم طيب الله ثراه من رحلة العلاج، وقبل انتقاله الى الرفيق الأعلى راضيا مرضيا، قبّل تراب هذه الأرض التي أحب وأفنى عمره وشبابه من أجل رفعة الوطن معلما وملهما وبانيا، ليبقى الاردن الذي نذر حياته من اجله منيعا وصلبا أمام كل التحديات، كما كان منحازا لجمع صف الأمة ووحدتها ، ومدافعا صلبا عن قضاياها لتبقى عالية الشأن، وهو بذلك يعلمنا الدروس وحتى آخر لحظات الحياة كيف يكون الانتماء الحقيقي لثرى هذا الوطن ولقضايا هذه الأمه. وكان السابع من شباط لعام 1999، عام الحزن بالنسبة للأردنيين حيث شاءت ارادة الله تعالى أن ينتقل حبيب الاردنيين حسيننا العظيم الى الرفيق الأعلى...الى رحاب الله الأوسع من رحابنا، لقد رحل الحسين بجسده، ولكن روحه الطاهرة ما زالت وستبقى ماثلة في عقولنا وقلوبنا... وكنت وقتها أكمل دراسة الدكتوراه في بريطانيا، فكانت الصدمة قوية لجموع الكثيرين من أبناء الأردن وأبناء العرب الذين يدرسون هناك، كما كانت صدمة للذين عرفوه من المنصفين في العالم من خلال فكره الثاقب وحكمته السديدة حيث ارتبط اسم الأردن باسمه.... وعندها قلت رحماك ربي ....ارحم أبا عبد الله الملك الانسان بواسع رحمتك الذي ترك هذا التأثير في النفوس، وبقيت صورة أبي عبد الله صورة الشموخ والكبرياء والعزة والكرامة ماثلة في عقلي وقلبي طيلة فترة دراستي هناك، وكان أقل شيء قدمته الدعاء الخالص وإهداء جهد رسالة الدكتوراه الى روحه الطاهرة، وعندها علق على هذا الإهداء الأستاذ المشرف على الرسالة البروفسور نائب رئيس جامعة مانشستر للعلوم والتكنولوجيا بقوله: "لقد خسر الأردن والعالم قائدا عظيما وأنه أستحق الاحترام لما تمتّع به من حكمة وذكاء حيث كان عنصر توازن، وله تأثير كبير في السياسة الدولية". نعم، هذا هو الحسين النقي...الرضي... الذكي الذي ما هادن باطلا، وما تنازل عن حق، ولا تردد عن نصرة أخ أو شقيق، فعاش جلّ حياته لوطنه وأمته، فكان سيد الرجال في كل موقف يعتد برأيه وفكره في المنابر الدولية، كما هو أغلى الرجال الذي يعيش في سؤيداء قلوب كل الأردنيين.
لقد كانت لحظات الوداع قاسية لزعيم ارتبط اسم الاردن باسمه هذا القائد الذي دخل التاريخ من كل ابوابه، وكان الوداع التاريخي لراحلنا العظيم الذي لم يشهد التاريخ له مثيلا، فأصبحت عمّان عاصمة الكون كله حيث جاء العالم كله ليودع قائدا جريئا شجاعا حكيما شهد له العدو قبل الصديق بذلك. لقد رحل الحسين ، فكان لنا نعم القائد ونعم الأب الذي حفرنا اسمه في عقولنا بمداد شرايننا وأوردتنا ما دامت لنا الحياة. ورحم الله الملك الحسين الذي نذر حياته لوطنه وأمته وستبقى الأجيال تكتب تاريخه بحروف من نور، لان تاريخ حسيننا العظيم هو تاريخنا جميعا الذي حققه بالجهد المخلص، والتفاني والتضحية، وصدق الانتماء للوطن والأمة. نعم عشرون عاما مرت كلمح البصر على رحيل الحسين الفارس والشريف الهاشمي الى رحاب الله، وهو مطمئن بنفس راضية مرضية مسلمّا الراية لمتابعة قيادة مسيرة اردننا بكل ثقة لعبد الله الفارس والشريف الهاشمي الذي تربى في مدرسة الحسين جنديا عربيا ليكمل مشوار البناء والانجاز في اردننا الغالي، وأذكر هنا رسالة الملك الحسين قبل اسبوعين من رحيله الى الفارس الهاشمي عبد الله مخاطبا بقوله " إنني لأتوسم فيك كل الخير وقد تتلمذت على يدي وعرفتَ أن الأردن العزيز وارث مبادئ الثورة العربية الكبرى ورسالتها العظيمة، وان الشعب الاردني لا بد وان يكون كما كان على الدوام في طليعة ابناء امته في الدفاع عن قضاياهم ومستقبلهم، وأن من حقهم على قيادتهم أن تعمل لحاضرهم ومستقبلهم ولتحقيق نهضتهم الشاملة حتى تتسنى لهم الحياة الكريمة وتصان حقوقهم التي كفلها لهم الدستور وأن تبقى جباههم مرفوعة لا تنحني الا لله أو لتقبيل ثرى الوطن العزيز ". وكانت البيعة لمليكنا المفدى عبدالله الثاني بن الحسين، وعيون الأردنيين ترى فيه صورة راحلنا العظيم قدوة ونهجا وفراسة وشجاعة، وكان جلالة سيدنا الملك عبد الله كما أراده جلالة سيدنا راحلنا العظيم بحق الصادق الصدوق الذي لا يكذب اهله، وكان الأخ والأب لجميع الأردنيين بادلهم حب بحب ووفاء بوفاء، وكانت البيعة المستمرة والولاء المتجدد لقائد مسيرتنا وعنوان سيادتنا للسير على طريق المجد والنهضة والإنجاز ليبقى أردننا مكلّلا بالعز والفخار، راياته في عنان السماء خفاقة، وأسواره عالية حصينة منيعة قوية راسخة رسوخ الجبال الراسيات. رحم الله حسيننا الباني العظيم وإلى جنات الخلد يا أغلى الرجال، وحمى الله الأردن الوطن الأغلى والأقوى والأبقى، ودام جلالة سيدنا الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين وحفظ ولي عهده الأمين. *عميد اكاديمي سابق/جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية
رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا
عندما عاد أغلى الرجال حسيننا العظيم طيب الله ثراه من رحلة العلاج، وقبل انتقاله الى الرفيق الأعلى راضيا مرضيا، قبّل تراب هذه الأرض التي أحب وأفنى عمره وشبابه من أجل رفعة الوطن معلما وملهما وبانيا، ليبقى الاردن الذي نذر حياته من اجله منيعا وصلبا أمام كل التحديات، كما كان منحازا لجمع صف الأمة ووحدتها ، ومدافعا صلبا عن قضاياها لتبقى عالية الشأن، وهو بذلك يعلمنا الدروس وحتى آخر لحظات الحياة كيف يكون الانتماء الحقيقي لثرى هذا الوطن ولقضايا هذه الأمه. وكان السابع من شباط لعام 1999، عام الحزن بالنسبة للأردنيين حيث شاءت ارادة الله تعالى أن ينتقل حبيب الاردنيين حسيننا العظيم الى الرفيق الأعلى...الى رحاب الله الأوسع من رحابنا، لقد رحل الحسين بجسده، ولكن روحه الطاهرة ما زالت وستبقى ماثلة في عقولنا وقلوبنا... وكنت وقتها أكمل دراسة الدكتوراه في بريطانيا، فكانت الصدمة قوية لجموع الكثيرين من أبناء الأردن وأبناء العرب الذين يدرسون هناك، كما كانت صدمة للذين عرفوه من المنصفين في العالم من خلال فكره الثاقب وحكمته السديدة حيث ارتبط اسم الأردن باسمه.... وعندها قلت رحماك ربي ....ارحم أبا عبد الله الملك الانسان بواسع رحمتك الذي ترك هذا التأثير في النفوس، وبقيت صورة أبي عبد الله صورة الشموخ والكبرياء والعزة والكرامة ماثلة في عقلي وقلبي طيلة فترة دراستي هناك، وكان أقل شيء قدمته الدعاء الخالص وإهداء جهد رسالة الدكتوراه الى روحه الطاهرة، وعندها علق على هذا الإهداء الأستاذ المشرف على الرسالة البروفسور نائب رئيس جامعة مانشستر للعلوم والتكنولوجيا بقوله: "لقد خسر الأردن والعالم قائدا عظيما وأنه أستحق الاحترام لما تمتّع به من حكمة وذكاء حيث كان عنصر توازن، وله تأثير كبير في السياسة الدولية". نعم، هذا هو الحسين النقي...الرضي... الذكي الذي ما هادن باطلا، وما تنازل عن حق، ولا تردد عن نصرة أخ أو شقيق، فعاش جلّ حياته لوطنه وأمته، فكان سيد الرجال في كل موقف يعتد برأيه وفكره في المنابر الدولية، كما هو أغلى الرجال الذي يعيش في سؤيداء قلوب كل الأردنيين.
لقد كانت لحظات الوداع قاسية لزعيم ارتبط اسم الاردن باسمه هذا القائد الذي دخل التاريخ من كل ابوابه، وكان الوداع التاريخي لراحلنا العظيم الذي لم يشهد التاريخ له مثيلا، فأصبحت عمّان عاصمة الكون كله حيث جاء العالم كله ليودع قائدا جريئا شجاعا حكيما شهد له العدو قبل الصديق بذلك. لقد رحل الحسين ، فكان لنا نعم القائد ونعم الأب الذي حفرنا اسمه في عقولنا بمداد شرايننا وأوردتنا ما دامت لنا الحياة. ورحم الله الملك الحسين الذي نذر حياته لوطنه وأمته وستبقى الأجيال تكتب تاريخه بحروف من نور، لان تاريخ حسيننا العظيم هو تاريخنا جميعا الذي حققه بالجهد المخلص، والتفاني والتضحية، وصدق الانتماء للوطن والأمة. نعم عشرون عاما مرت كلمح البصر على رحيل الحسين الفارس والشريف الهاشمي الى رحاب الله، وهو مطمئن بنفس راضية مرضية مسلمّا الراية لمتابعة قيادة مسيرة اردننا بكل ثقة لعبد الله الفارس والشريف الهاشمي الذي تربى في مدرسة الحسين جنديا عربيا ليكمل مشوار البناء والانجاز في اردننا الغالي، وأذكر هنا رسالة الملك الحسين قبل اسبوعين من رحيله الى الفارس الهاشمي عبد الله مخاطبا بقوله " إنني لأتوسم فيك كل الخير وقد تتلمذت على يدي وعرفتَ أن الأردن العزيز وارث مبادئ الثورة العربية الكبرى ورسالتها العظيمة، وان الشعب الاردني لا بد وان يكون كما كان على الدوام في طليعة ابناء امته في الدفاع عن قضاياهم ومستقبلهم، وأن من حقهم على قيادتهم أن تعمل لحاضرهم ومستقبلهم ولتحقيق نهضتهم الشاملة حتى تتسنى لهم الحياة الكريمة وتصان حقوقهم التي كفلها لهم الدستور وأن تبقى جباههم مرفوعة لا تنحني الا لله أو لتقبيل ثرى الوطن العزيز ". وكانت البيعة لمليكنا المفدى عبدالله الثاني بن الحسين، وعيون الأردنيين ترى فيه صورة راحلنا العظيم قدوة ونهجا وفراسة وشجاعة، وكان جلالة سيدنا الملك عبد الله كما أراده جلالة سيدنا راحلنا العظيم بحق الصادق الصدوق الذي لا يكذب اهله، وكان الأخ والأب لجميع الأردنيين بادلهم حب بحب ووفاء بوفاء، وكانت البيعة المستمرة والولاء المتجدد لقائد مسيرتنا وعنوان سيادتنا للسير على طريق المجد والنهضة والإنجاز ليبقى أردننا مكلّلا بالعز والفخار، راياته في عنان السماء خفاقة، وأسواره عالية حصينة منيعة قوية راسخة رسوخ الجبال الراسيات. رحم الله حسيننا الباني العظيم وإلى جنات الخلد يا أغلى الرجال، وحمى الله الأردن الوطن الأغلى والأقوى والأبقى، ودام جلالة سيدنا الملك المعزز عبد الله الثاني بن الحسين وحفظ ولي عهده الأمين. *عميد اكاديمي سابق/جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية
رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/08 الساعة 22:47