هذه البلاد لمن؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/07 الساعة 01:30

أصبح هذا السؤال يطاردني في المطبخ والصالة والشارع والوزارات والأماكن الخاصة والعامة..:
إن دخلتُ مقهى شعبياً ورأيتُ الوجوه المتعبة والهاربة من قدر الحكومات إلى قضاء الوقت؛ سألت ذات السؤال: هذه البلاد لمن؟ لمن تعب في أزقتها وبكى في حرمانها وتوحّل في طينها؟ أم لتلك الحفنة التي تضع قدميها في وجوه المتعبين وتجعل من ملذاتها الفاسدة أهم من حيواتنا اللاهثة خلف العلاج والنهضة..؟
كلّما رأيتُ صبيّاً على إشارة أو بسطة أو عجوزاً خلف عرباية؛ رحتُ أسأل: هذه البلاد لمن؟ لمن يسقون بعرقهم ورود الدار وأشجار الشوارع؟ أم لأولئك الذين يجرّدون البلاد من الخَضار ويغرسون الاسمنت مكانه وكلّ خَضارهم هو الدولار..؟!
البلاد لمن؟ لمن يحرثها ليلا ونهارا أم لمن يسرقها في وضح النهار؟! لمن يموت على أعتاب مستشفياتها أم لمن يتحيّر أي مستشفى يختار من مستشفياتها الخاصة فيكمل شوطاً هنا وشوطاً هناك ويختم الأشواط بالشوط الكبير في الطائرة؟!
البلاد لمن؟ لمن ينتظر ديوان الخدمة عشر وعشرين سنة أم لمن لا يمكث عشرين دقيقة من الانتظار؟!
هذه البلاد لمن يعمرها وليست لمن يقصف عمرها..والصبر جميل.

الدستور

مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/07 الساعة 01:30