الحكومة أنفقت 112 مليون دينار على البرنامج النووي
مدار الساعة - قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان، إن حجم الإنفاق الحكومي على مشاريع البرنامج النووي الأردني منذ نشأتها قبل 10 أعوام بلغ 112 مليون دينار. واضاف إن تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجموعة الاستشارية الدولية، أكدت أن البرنامج النووي الأردني يسير في الاتجاه الصحيح في تنفيذ مشاريع البرنامج النووي، وقد حقق مكاسب متراكمة وإنجازات عدة يجب البناء عليها مستقبلاً.
وتناول طوقان خلال محاضرة له في منتدى الفكر العربي الانجازات والمشاريع التي يتكون منها البرنامج النووي الأردني وما تم تنفيذه خلال الأعوام العشرة الماضية، وأثرها في قطاع الطاقة وتطوير الإمكانات البحثية والموارد البشرية في هذا المجال.
وقال إن عمر البرنامج النووي الأردني 10 سنوات، موضحا انها مدة زمنية قصيرة لتنفيذ مشاريع نووية كبيرة، بما توفّر من إمكانات مالية، وقوى بشرية محدودة.
واشار إلى أن الإنجازات التي تحققت تمثلت في بناء وتركيب وتشغيل المفاعل النووي الأردني للبحوث والتدريب بطاقة خمسة ميغاواط، في حرم جامعة العلوم والتكنولوجيا، الذي تم افتتاحه نهاية العام 2016.
كما حصل المفاعل على رخصة التشغيل من هيئة تنظيم قطاع الطاقة والمعادن العام 2017، والذي فُتح لتدريب طلبة الهندسة النووية في جامعة العلوم والتكنولوجيا، وتم انتاج نظير اليود-131 المشعّ المستخدم في الطب النووي وتوزيعه على مدينة الحسين الطبية وعدد من المستشفيات الجامعية والخاصة.
وقال إن المفاعل سيوضع تحت تصرف الباحثين لإجراء البحوث العلمية التطبيقية باستخدام الحزم النيوترونية الناتجة عنه، وتشغيل مختبرات التحليل بالتنشيط النيوتروني لخدمة الصناعة وعلوم الآثار والجيولوجيا والجريمة، وغيرها.
كما تم بناء وتركيب وتشغيل مركز السنكروترون (سيسامي) في منطقة علان بمحافظة البلقاء، وهو مركز إقليمي تُشارك في تنفيذه والاستفادة منه دول عديدة من ضمنها الأردن، وسيستخدم لإجراء البحوث التطبيقية اعتماداً على مصدر الفوتونات ذي الشدّة العالية، الأمر الذي سيؤدي إلى تنشيط وتحفيز الحركة البحثية للعلماء والباحثين من الجامعات الأردنية واختلاطهم بالباحثين من الدول المشاركة. وبلغ عدد الفرق البحثية التي استقبلها المركز 23 فرقة منذ الصيف الماضي وسيستقبل 103 فرق بحثية خلال العام الحالي.
وفي هذا السياق بين أن الهيئة تواصل من خلال القنوات الرسمية التفاوض مع جهات دولية مزودة للتكنولوجيا النووية (الأطراف الصينية، الكورية الجنوبية، البريطانية، الأمريكية، والروسية) لبناء محطات الطاقة النووية لتوليد الكهرباء من خلال المفاعلات النووية الصغيرة المدمجة.
وبين طوقان أن الهيئة تعكف على دراسة الجدوى الاقتصادية لبناء مفاعلين نوويين في المملكة لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه بتقنية المفاعلات الصغيرة المدمجة طراز ( (ٍSMART وبقدرة (110) ميجاواط كهرباء لكل مفاعل.
وتطرق رئيس الهيئة الذرية إلى التعاون والتنسيق المستمرين بين الهيئة والوكالة الدولية للطاقة الذرية في مجال تدريب الأطقم الفنية، والتزود بالأجهزة والمعدات، وتنظيم مهمات خبراء ومستشارين ساهموا في متابعة العمل، وزرع الثقة بطواقم العمل المحلية، وتغطية البعد السياسي وتعزيز الثقة الدولية بالبرنامج النووي الأردني.
أما في مجال اليورانيوم، فأكد طوقان في محاضرته وجود ما لا يقل عن 40 ألف طن من الكعكة الصفراء من اليورانيوم في مناطق وسط الأردن، وذلك نتيجة الدراسات الاستكشافية والتحاليل المخبرية لعشرات الألوف من عينات خام اليورانيوم من هذه المناطق، حيث أُجريت التحليلات في مختبرات الهيئة المتطورة التي تمتلك قدرة فنية تراكمية كافية للتحليل الدقيق. بدوره قال أمين عام منتدى الفكر العربي الدكتور محمد أبو حمور في كلمته التقديمية، إن قضايا الطاقة والمياه والبيئة ترتبط بالتحديات الحالية والمستقبلية، محلياً وإقليمياً ودولياً، وعلى صعيد التنمية والاقتصاد، وتشكل عناوين رئيسة في استقرار المنطقة وتأثير ذلك على الموارد والسكان والبيئة.
وحضر اللقاء أعضاء منتدى الفكر العربي وأصحاب اهتمام بالطاقة وأكاديميون وإعلاميون وسياسيون.
ودار نقاش موسع أجاب فيه رئيس الطاقة الذرية على استفساراتهم.