النفي اليومي والاعتراف بالفشل
ليس من وظيفة الدولة الجواب يومياً على أي خبر يقول ان 5ر4 مليار دينار تمت جبايتها لكنها لم تذهب الى خزينة الدولة، فاذا كان صاحب القصة يعرف فان من الطبيعي ان يملك الاجابة:
- صحيح: اذا كانت 5ر4 مليار دينار بقيت معلقة لا مطالب بها، فلماذا لا يقول «الشاهد» اين هي الآن؟
- طبعاً مسروقة؟!
- من سرقها؟
- .. الفساد!!
وهمنا اليوم ليس هذا النمط من التعامل مع الوطن، فعلينا ان نعترف أننا اقمنا بأموال وزارة التخطيط مشروعاً في السرحان لجعل منتجات الألبان مجدية، وتشغيله لعدد من ابناء المنطقة، وان تكون ادارته ذاتية: أي من أبناء المنطقة، ونجح المشروع لمدة معينة لكنه الآن بناء فارغ يمرُّ به الجميع دون الشعور بأي مسؤولية.
علينا ان نعترف: وزارة التخطيط، والشباب الذين حملوا مسؤولية الادارة أننا فشلنا.
وعلينا أن نحاسب الذين تخلوا عن مسؤولية ادارة مشروع ناجح.
وعلينا ان نعيد التجربة بادارة ذاتية لا تهرب من مواجهة الاردن الوطن.
- اين الجمعيات التعاونية؟
- اين نشامى السرحان المستفيد الحقيقي من منتجات الأغنام: مهنة الآباء والأجداد، التي قدمت الدولة لها مصنعاً، ففشلت في ادارته.
لنعترف بأن جزءاً كبيراً من هذا الحراك المجتمعي ليس حراكاً حقيقياً، وانما هو صوت يتكرر كل يوم جمعة في عمان وغيرها، ثم نعود الى بيوتنا المرفهة بالكلام السياسي الكبير.. بانتظار العودة الى الصوت الاسبوعي مرة اخرى.
لو كان هناك مشروع وطني اسمه حكومة الانقاذ والاصلاح، فان من الطبيعي ان نطالبهم بها: رئيسها، أعضاء الوزارة، برنامجها المختلف عن حكومة الملقي.
هناك تجمعات تطالب بحل المجلس النيابي لانه السبب في فشل الحراك الشعبي.
وهناك تجمعات تنعقد في الشارع، ثم تقف لأن البلد مهدد!!
المكابرة اننا لا نفهم ما قاله الملك للجان مجلس النواب، وللحكومة:
قال: لن احل مجلس النواب الا بعد انتهاء مدة تمثيله.
ولن أقبل استقالة الحكومة على طريقة كل أربعة أشهر حكومة.
قال: يجب أن نتعلم كيفية العمل معاً، واحترام المؤسسات، ورأس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة يمسك بالتوازنات.. ويدير المرحلة بما هو منذور لها!.
الرأي