قريباً..تحرير فلسطين!

مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/27 الساعة 09:13

على كل حال ، نحيي أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد جبريل على روحه النضالية التي ما زالت تذكر فلسطين ،وتذكر أنها محتلة ،وتذكر أنها تقع غرباً من الجرح العربي ..نُحيّيه على ذخيرته اللغوية ،وترسانة الميكرفونات التي يملكها ،والمهرجانات التي يحضرها والوعود التي يطلقها ،ونعتذر له شديد الاعتذار على اعاقته عن التحرير منذ زمن طويل و نقول له «الخير بالجايات» ان شاء الله يا زعيم ..يا الهي لو أن الرصاص الذي أطلق في سبيل فلسطين بحجم الكلام الذي قيل فيها لتحررت منذ عقود بالسكاكين وأقلام الرصاص..

أحمد جبريل الذي يقيم في دمشق منذ عقود، لم يخلع سترته العسكرية منذ أن خرج من فلسطين ،ولم يهدأ رصاص بندقيته في أحلك الظروف ،عند «قيلولة» العصر، آناء الليل وأطراف النهار ..لا تمر ساعة الا ويرشق الجبهة الغربية برصاصه الحار المشتعل ثم يعود إلى مقر حزبه ليكتب بياناً سياسياً عن الظروف الراهنة أو يحل الكلمات المتقاطعة ..ها هو بعد سبعين عاماً من الاحتلال يعلن شروعه بتحرير فلسطين كاملة... لكن كيف؟؟؟ يريد تحرير فلسطين بعد دخوله الأردن هو وإيران شئنا ام أبينا ثم ينطلق من الأراضي الأردنية التي سوف يحتلها هو وحليفته إلى فلسطين ليستعيد الأراضي المحتلة هناك!!!!! وا عجبي!!...

كلنا نعرف أن طريق النضال طويل..لكن ليس طويلاً إلى هذا الحد، تريد أن تترك دمشق التي تبعد عن الجولان المحتل 50 كيلومتراً فقط ، وتأتي كل هذه المسافة من دمشق إلى درعا الى الرمثا الى اربد الى عمان الى الأغوار ثم تقطع النهر وتحرر فلسطين؟؟؟...ثم ما ميزة التحرير من جهة الأردن عن التحرير من جهة الجولان؟...هل التضاريس الحادة والجبال والهضاب من الجانب السوري تعيق الكروش النضالية أن تصعد الهضبة وتقاتل العدو لذا تفضّلون المناطق السهلة كي لا يتصاعد اللهاث أثناء الركض وراء فلول الجيش الإسرائيلي؟؟...

تريد تحرير فلسطين؟؟ نحن معك.. سنابلنا ، زيتوننا ، أصابعنا، رموش أعيننا رصاص في بندقيتك يا رفيق ..لكن ان تحتل الأردن لتحرر فلسطين فهذه ثقيلة ..ثقيلة جداً..أثقل من بيانات الشجب والاستنكار والرد في الوقت المناسب التي تحتفظون بها في خزائن المكاتب المستأجرة..

هناك مثل بدوي أردني لو كنت أضمن أن الكبار فقط من يقرأون مقالي لكتبته ، على كل التلميح يغني عن التصريح يقول المثل : (....بيتحجج بطول.....).

فلسطين قريبة جداً لكن النية بعيدة يا رفيق!!.

الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/27 الساعة 09:13