ثقافة التنمّر
مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/31 الساعة 03:32
تسود في مجتمعنا العربي ثقافة التنمّر بشكل واسع، وتكاد تغزو كل الشرائح بلا استثناء، وتستشري بين الصغار في المدارس، وبين اليافعين والكبار في الجامعات، وهي ملحوظة بوضوح على مختلف الصعد الرسمية والشعبية في أغلب أوساط العمل، وهي تكاد تكون ظاهرة وليست حالة محصورة ومحدودة.
الطفل السوري المشرّد (أحمد الزعبي) في لبنان الذي كان يعمل ماسحاً للأحذية في أحد شوارع بيروت يتعرض للملاحقة من رجال البلدية، ويضطر للهروب واللجوء إلى عمارة كبيرة، وعندما لاحقه الرجال داخل العمارة ألقى بنفسه من (منور العمارة) ولقي حتفه، واكتسبت قضيته شهرة عالمية بعد ما تم تناولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هذا الطفل هو ضحية ثقافة التنمّر التي يمارسها الأقوياء على الضعفاء في مجتمعاتنا البائسة وتمثل نموذجاً للاستقواء من الفئات المتنمرة على الفئات المستضعفة.
ثقافة التنمّر تنتشر وتتسع في المجتمعات المختلفة التي يقل فيها منسوب التحضر، وتفتقر إلى التمدن، وهناك مجموعة عديدة من العوامل والأسباب التي تدعو إلى انتشارها؛ فبعضها يرجع إلى تراخي قبضة القانون وضعف سيادته مما يولد شعورا لدى بعض الجهات بمحاولة تحصيل حقوقها وحماية مصالحها عن طريق استخدام القوة غير المشروعة خارج دائرة القانون، وأحياناً يتم اللجوء إلى البلطجة والفتوة في حماية أفراد المجموعة، سواء كانت مجموعة جهوية أو فئة عرقية او دينية في غياب الشعور بالعدالة الحقيقية وحماية القانون .
ثقافة التنمر تنمو أحياناً نتيجة تشجيع الكبار للصغار، بل تجد بعض الآباء يربون أبناءهم على العدوانية منذ طفولتهم، ويتم توجيه الأب لطفله نحو ضرب أقرانه والاعتداء على زملائه ويجد التعزيز والتشجيع والسرور عندما يظهر بمظهر الشراسة والعدوانية فينشأ الأطفال على تربية السيطرة على الآخرين وسلبهم حاجياتهم دون ردع أو توجيه أو إنذار أو عقوبة.
ينبغي التنبه إلى بروز مثل هذه الظواهر في مدارسنا وجامعاتنا، وعدم السماح لها بالتمدد، ويجب تضافر الجهود على مواجهتها واجتثاثها، وأن يتم التعاون بين كل الجهات والأطراف المجتمعية في هذا الشأن، بين وزارة التربية والتعليم والثقافة والشباب والإعلام والكتاب والمفكرين والصحف والبرامج الفضائية، عبر خطة مبرمجة في هذا الجانب، ويمكن الاستعانة بأصحاب الاختصاص والدراسات والبحث من أجل العمل على إعادة بناء مجتمعنا وفق منظومة قيم التسامح واللطف في الخطاب بين الأفراد، وإعلاء شأن احترام الآخرين وتقدير الرأي المخالف بسهولة ويسر، بعيداً عن كل أشكال التنمر والتعصب، ونحن لدينا تراث غني في القيم النبيلة وثقافة التسامح.
يجب أن نعتبر أن السلوك المتنمر علامة تخلف وهمجية وفقدان لمعاني التحضر ومقتضيات التمدن، واعتبار السلوك الاستعلائي مخالف لقيم الأديان وتراث الأمة الحضاري القائم على التواضع والتراحم والاعتراف بالحق، وكذلك ينبغي محاربة التعصب بكل أشكاله ومظاهره الجهوية والفئوية والدينية والمذهبية، وضرورة التوافق على إعادة بناء مجتمعنا الأردني المتحضر، والمجتمع الموّحد المتجانس، بهويته وثقافته ومنظومته القيمية النبيلة، وعدم السماح لأصحاب الثقافة المتنمرة ولأصحاب النفوس المريضة والعقد النفسية بفرض ثقافتهم المريضة على مجتمعنا ومستقبل أبنائنا. الدستور
الطفل السوري المشرّد (أحمد الزعبي) في لبنان الذي كان يعمل ماسحاً للأحذية في أحد شوارع بيروت يتعرض للملاحقة من رجال البلدية، ويضطر للهروب واللجوء إلى عمارة كبيرة، وعندما لاحقه الرجال داخل العمارة ألقى بنفسه من (منور العمارة) ولقي حتفه، واكتسبت قضيته شهرة عالمية بعد ما تم تناولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هذا الطفل هو ضحية ثقافة التنمّر التي يمارسها الأقوياء على الضعفاء في مجتمعاتنا البائسة وتمثل نموذجاً للاستقواء من الفئات المتنمرة على الفئات المستضعفة.
ثقافة التنمّر تنتشر وتتسع في المجتمعات المختلفة التي يقل فيها منسوب التحضر، وتفتقر إلى التمدن، وهناك مجموعة عديدة من العوامل والأسباب التي تدعو إلى انتشارها؛ فبعضها يرجع إلى تراخي قبضة القانون وضعف سيادته مما يولد شعورا لدى بعض الجهات بمحاولة تحصيل حقوقها وحماية مصالحها عن طريق استخدام القوة غير المشروعة خارج دائرة القانون، وأحياناً يتم اللجوء إلى البلطجة والفتوة في حماية أفراد المجموعة، سواء كانت مجموعة جهوية أو فئة عرقية او دينية في غياب الشعور بالعدالة الحقيقية وحماية القانون .
ثقافة التنمر تنمو أحياناً نتيجة تشجيع الكبار للصغار، بل تجد بعض الآباء يربون أبناءهم على العدوانية منذ طفولتهم، ويتم توجيه الأب لطفله نحو ضرب أقرانه والاعتداء على زملائه ويجد التعزيز والتشجيع والسرور عندما يظهر بمظهر الشراسة والعدوانية فينشأ الأطفال على تربية السيطرة على الآخرين وسلبهم حاجياتهم دون ردع أو توجيه أو إنذار أو عقوبة.
ينبغي التنبه إلى بروز مثل هذه الظواهر في مدارسنا وجامعاتنا، وعدم السماح لها بالتمدد، ويجب تضافر الجهود على مواجهتها واجتثاثها، وأن يتم التعاون بين كل الجهات والأطراف المجتمعية في هذا الشأن، بين وزارة التربية والتعليم والثقافة والشباب والإعلام والكتاب والمفكرين والصحف والبرامج الفضائية، عبر خطة مبرمجة في هذا الجانب، ويمكن الاستعانة بأصحاب الاختصاص والدراسات والبحث من أجل العمل على إعادة بناء مجتمعنا وفق منظومة قيم التسامح واللطف في الخطاب بين الأفراد، وإعلاء شأن احترام الآخرين وتقدير الرأي المخالف بسهولة ويسر، بعيداً عن كل أشكال التنمر والتعصب، ونحن لدينا تراث غني في القيم النبيلة وثقافة التسامح.
يجب أن نعتبر أن السلوك المتنمر علامة تخلف وهمجية وفقدان لمعاني التحضر ومقتضيات التمدن، واعتبار السلوك الاستعلائي مخالف لقيم الأديان وتراث الأمة الحضاري القائم على التواضع والتراحم والاعتراف بالحق، وكذلك ينبغي محاربة التعصب بكل أشكاله ومظاهره الجهوية والفئوية والدينية والمذهبية، وضرورة التوافق على إعادة بناء مجتمعنا الأردني المتحضر، والمجتمع الموّحد المتجانس، بهويته وثقافته ومنظومته القيمية النبيلة، وعدم السماح لأصحاب الثقافة المتنمرة ولأصحاب النفوس المريضة والعقد النفسية بفرض ثقافتهم المريضة على مجتمعنا ومستقبل أبنائنا. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/31 الساعة 03:32