الجراح يكتب: كفافي وإدارة الازمة

مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/30 الساعة 20:46
بقلم د. مفلح الجراح يظهر الرجال الرجال وقت الشدائد والأزمات وفي المواقف الصعبة، والتي تكشف الحقائق وتسقط الأقنعة وتبرز سمات القيادة والحلم والاتزان، وأصحاب التميز والابداع يخرجون من المخاضات العسيرة وهم اقوى واعظم واقدر على النجاح والتفوق . ولا يستطيع القيادين ان يتسلموا المناصب اذا لم يمتلكوا سمات الحكمة والحلم والعقل الرشيد، كما ان كل من يعمل في الخدمة العامة فلا بد له ان يكون ملما بكل جوانب الحياة ،ونستطيع الحكم عليه من خلال قرارته، وتعاطيه مع الشأن العام ، ومن خلال طريقة ادارته، وثباته، وتوازنه وكذلك نظافة يده. عرف زيدان كفافي عالما وباحثا نال حب واحترام وتقدير كل أبناء الوطن فقد نال جائزةَ الدولةِ التقديريةِ التي تمنحُ للعلماءِ والباحثينَ، وعندما حققَ الشهرةَ الدوليةَ حصلَ على وسامِ الفارسِ من الجمهورية الفرنسية الذي يسمى فارسُ سعفاتِ النخيلِ الاكاديميةِ، اضافةً لحصولِه على العديدِ العديدِ من الجوائز والاوسمة المحلية والعربية والعالمية. وعمل كفافي مع الكثير من البعثاتِ الاثريةِ العلميةِ من كل بقاعِ الدنياِ، وحصل على لقب برفيسور منذ ما يزيدُ على ربعِ قرنٍ وله مؤلفاتٌ عديدةٌ وما يزيدُ على مائتي بحثا منشورا في كبريات المجلات العلمية العالمية المحكمة .وعملُ استاذا زائرا في عددٍ من الجامعات الاوروبية والعربية، وناقش العديدَ من رسائلِ الماجستير والدكتوراه على المستوى المحلي والعربي والدولي . كفافي خلف الفاعوري في إدارة جامعة اليرموك والذي اكن لهما الاحترام والتقدير والمحبة وتنامت هذه العلاقة لأكون صديقا مقربا منهما ومعجبا بهما وبإدارتهما ، وفي الحديث عن العالم الكفافي فان الحديث شيقا وممتعا وقد بت معجبا بسماته الشخصية خلال ادارته للازمة الأخيرة التي أوصلت أعضاء الهيئة التدريسية للاعتصام للمطالبة بحقوقهم المكتسبة والتي مسها قرار مجلس الأمناء الأخير ، حيث انحاز الكفافي الى صفوف زملائه الأكاديميين والضغط باتجاه انصافهم وحماية حقوقهم ، حيث اثمرت الجهود جميعها الى تراجع مجلس الأمناء عن قراره الأخير والمتعلق بتخفيض الحوافز غير العادية لأعضاء هيئة التدريس. فبذلك تجاوز الدكتور زيدان كفافي التحدي الأكبر والاختبار الصعب الذي كاد ان يعصف بالجامعة، وقد تفاءل الكثير على قدرة الرئيس في إدارة هذه الازمة والتي نجح فعلا بتجاوزها بكل اقتدار ومهنية كبيرة بدأت بلقائه الودي جدا مع أعضاء الهيئة التدريسية ومرورا باتصالاته الكثيفة مع مجلس الأمناء لإقناعهم بالعدول عن قرارهم لغاية نجاحه في ذلك. وفي أكثر من لقاء أو اجتماع جمعني به كرئيس للجامعة وكعضو هيئة تدريس وجدت انه ظاهرة تستحق الدراسة وأكثر ما شدني اليه تواضعه الشديد، وأكثر ما بهرني به ذكائه المتقد، ولاحظت انه مسؤول بلا اجندة همه الشاغل مصلحة الجامعة وعامليها وطلابها. وكان بمنتهى الحكمة والمهارة والحصافة في تعامله مع الموظفين الذين احبوا فيه دعابته ولطفه وتواضعه. زيدان كفافي قصيدةُ شعر منحوتةٌ في اجندات أوابدِ الوطنِ ميزانُها العقلُ والمنطقُ، وقافيتُها الحلمُ والنبلُ وموسيقاها الولاءُ والانتماءُ لوطنه وقيادته، ورسالةُ هذه القصيدةِ نشرُ العلمِ وهدفُها النهوضُ بالأمة.
مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/30 الساعة 20:46