“هآرتس”: جنرال روسي وليس إيراني هو من يقرر الآن مصير الأسد

مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/26 الساعة 16:38

مدار الساعة- كتب الخبير الإستراتيجي الإسرائيلي، عاموس هرئيل، في صحيفة “هآـرتس” أن الجنرال الكسندر جوربليوف، القائد الأعلى للقوات الروسية في سوريا، ومعه بضعة آلاف من الجنود المرافقين في ثلاثة أسراب تابعة لسلاح الجو الروسي، ومضادات ضد الطائرات وعدد من السفن، عملوا على تغيير توجه الحرب في سوريا وأنقذوا نظام الأسد، وهذا الجنرال الروسي، عمليا، هو قائد التحالف العسكري الذي أبقى النظام السوري القمعي على قيد الحياة. ويساعده، بالتدريج، على إعادة السيطرة في مناطق قليلة من أراضي سوريا.

 وأفاد أن الجنرال الروسي، جوربليوف، شخص غير معروف مقارنة بقائد فيلق القدس في الحري الثوري، قاسم سليماني، وما لا يعلمه الكثيرون أن الجنرال الروسي، مبعوث الرئيس بوتين، هو الذي يقرر الآن إلى أين سيتجه الخط المحيط بالأسد وليس الجنرال الإيراني، وهذا يحدث بعد نجاحه الكبير: خضوع مدينة حلب في ديسمبر في نهاية حملة قصف بلا رأفة قام بها سلاح الجو الروسي. وما يريد بوتين وجوربليوف هو الذي يكون. وبمناسبة يوم الجيش الأحمر، قبل يومين، منح رئيس روسيا لمبعوثه في سوريا رتبة جنرال بنجمتين.

وقبل أسبوعين، كما نقل المحلل الإسرائيلي، تحدثت صحيفة “هآرتس” عن الخطوات الأخيرة للنظام في عمق هضبة الجولان. على مسافة قريبة من الحدود في الشمال، تستعيد قوات الأسد بالتدريج السيطرة على بعض المناطق. وبعد حملة من الحصار والتجويع والقصف، استسلم عدد من القرى وأعلنت ولاءها مجددا للرئيس. وهناك مفاوضات مشابهة تجري مع ثلاث قرى أخرى في مزرعة بيت جن. في المنطقة بين القنيطرة والعاصمة دمشق يطرد النظام بالتدريج بقايا الثوار. ولكن جبهة الجولان بقيت ثانوية. يركز الروس والأسد جهودهم في توسيع السيطرة في المدن الكبيرة في سوريا، في المركز والشمال. وقد تبينت في الأسابيع الأخيرة خطوة جديدة لاحتلال النصف المتبقي من درعا، معقل الثوار في جنوب البلاد وقريبا من الحدود مع الأردن.

 وقد كتبت صحيفة “وول ستريت جورنال” في بداية الشهر الجاري أن “إدارة ترامب تريد دق إسفين في التحالف بين روسيا وإيران. هذه الخطوة لم تنجح حتى الآن، وفقا للكاتب الإسرائيلي. هناك تقسيم عمل في سوريا يشمل غرف عمليات مشتركة وتقييمات من قبل روسيا وإيران ونظام الأسد وحزب الله.

 وكتب أنه في إيران نفسها هناك جدل داخلي شديد حول حجم التمويل لنشاطات حزب الله. الرئيس حسن روحاني يسعى إلى تقييد ذلك، ومنح جزء من الأموال للاحتياجات الداخلية. المعسكر المحافظ وحرس الثورة يعارضان ذلك.

 ونقل أن رئيس الأركان الإسرائيلي، آيزنكوت، كشف أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أن حزب الله يعاني معنويا بسبب خسائره الكثيرة: 1700 قتيل وأكثر من 6 آلاف مصاب في الحرب السورية. ورأى الكاتب الإسرائيلي أن الحراك الداخلي في إيران يزيد من وزن روسيا في التحالف المحيط بالأسد.

 وأوضح أن التنسيق الكامل بين إسرائيل وروسيا، والذي يسعى إلى منع التصادم الجوي بين الطرفين، أكثر نجاعة في الوقت الحالي. ويبدو أن روسيا تتصرف ببراغماتية ومرونة، وفقا لما أورده، وقبل بضعة أشهر نشرت روسيا أجهزة الدفاع المتقدمة في موقع حميميم شمال غرب سوريا.

 واستنادا لما نشر في وسائل الإعلام العربية، فإن قصف إسرائيل لقوافل السلاح ومخازن السلاح لحزب الله في وسريا يستمر من دون إزعاج. وقد قيل في التقارير إن الطائرات تقوم بالقصف عن بعد وهو في سماء لبنان أو فوق البحر المتوسط. هذه المناطق أيضا توجد في مجال الرادارات الروسية، لكن يبدو أن موسكو لا تهتم كثيرا بهذا الأمر. وإذا كان جزء من السلاح الذي يُدمر من صنع روسيا، فهذا قد يعني عقد صفقات اقتصادية جديدة مع حزب الله وإيران.

 

مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/26 الساعة 16:38