حيَّ على الفلاح

مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/27 الساعة 00:07
حيّ على الفلاح، نداء نسمعه كل يوم إعلاما بدخول وقت الصلاة، كما نسمعه عند كل إقامة إيذانا بالشروع في الصلاة، والفلاح: هو الفوز والنجاة والبقاء في النعيم والخير. فالمحافظة على الصلاة فلاح، وأمرنا أن نقول عند سماع النداء بالفلاح: لا حول ولا قوة إلا بالله، كي نتذكر أننا مقبلون على الفلاح بفضل وحوله وقوته، وليس لنا من الأمر شيء؛ لأننا عبيد فقراء لرب غني قادر كريم رحيم.
كما أنّ الخشوع في الصلاة فلاح من نوع أرقى، قال الله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ المؤمنون الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} المؤمنون: 221، فليس ترك الخشوع دالا على عدم الفلاح مطلقا؛ لأنّ تلبية النداء فلاح، كما أن وصف الإيمان فلاح أيضا، بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (قولوا لا إله إلا الله تفلحوا)، ولكن ترك الخشوع في الصلاة حرمان من فلاح من نوع آخر يختلف عن فلاح الإيمان وفلاح تلبية النداء.
وقد ذكر الله تعالى في أول سورة البقرة المتقين مبيّنا صفاتهم وهي: أنهم يؤمنون بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، وبما أنزل على النبيين من قبله، ويؤمنون بالغيب، ويقيمون الصلاة، وينفقون في سبيل الله، وختم الآيات بقوله: { أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [البقرة:5. فبالمحافظة على هذه الصفات تتحقق التقوى التي هي أقصر الطرق إلى الهدى والفلاح، وكثيرا ما ربط القرآن الكريم في آياته بين التقوى والفلاح.
كما ربط الله تعالى بين الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والفلاح، فممارسة هذا النشاط الدعّوي الذي يتعلق بسلامة المجتمع ونظافته وتذكيره بدينه من أشكال الفلاح، قال الله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [آل عمران: 104.
فالفلاح عمل ونشاط، صلاة وعبادة، دعوة للخير، أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، فالفلاح يتعلق بالأمور الشخصية للفرد، والعامة للمجتمع، أسأل الله أن يجعلنا من المفلحين. الدستور
  • نعي
مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/27 الساعة 00:07