الغشاء العاقل..

مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/26 الساعة 23:50
المحامي بشير المومني في علاقة الأم بالجنين أكتشف العلماء وجود غشاء يقوم بأعمال تفوق حد الخيال أطلقوا عليه أسم (الغشاء العاقل) حيث يأخذ الأكسجين والسكر والأنسولين من دم الأم أو يطرحه في دم الجنين فيحترق السكر بفعل الأكسجين عن
طريق الأنسولين وينتج من هذا الاحتراق طاقة حرارة الجنين سبعا وثلاثين أما الفضلات و ثاني أكسيد الكربون فتمر عبر الغشاء العاقل من دم الجنين وتطرح في دم الأم !! نفس الأم (زفير الأم) جزء منه نفس جنينها بكل ما فيه مما يحتاج الى » فلترة » كما يأخذ الغشاء العاقل من دم الأم مناعتها وجميع اللقاحات التى لقحت بها في صغرها وجميع الأمراض التى أورثتها مناعة ويأخذ الغشاء العاقل عوامل مناعة الأم من دمها ليطرحه في دم الجنين !! الغشاء العاقل يقوم بعمليات الحجر الصحى حتى أن الأم إذا تناولت مواد سامة فإنها لا تنتقل إلى الجنين بتدخل من الغشاء العاقل كما وبإمكانه أن يعرف ما يحتاجه الجنين من مواد غذائية وكم يحتاج إلى سكر أو دسم أو بروتين أو شحوم أو فيتامينات أو معادن أو أشباه معادن هذا الغشاء يعرف ما يحتاجه الجنين تماما وتتغير هذه النسب في كل ساعة لا بل وكل لحظة بحيث نقل هذا الغشاء من دم الأم إلى دم الجنين كل ما يحتاجه بدقة متناهية ونسب مدروسة
الوطن أمّ ومخرجات وقرارات جنين السلطات فيها عبارة عن عملية متناهية في الدقة تحتاج الى غشاء عاقل وفي كل الدنيا فإن الاجهزة الأمنية تمثل هذا الغشاء القادر على تمييز ماهية المدخلات والمخرجات لعملية القرار السيادي الوطني والذي يفترض فيه ان هدفه اولا وأخيرا هو مصالح الدولة العليا لذا كان من الطبيعي أن استهداف أي دولة والقيام بتفكيكها إنما يبدأ بتفكيك مؤسساتها الأمنية ووضعها في مواجهة واشتباك سلبي مع حاضنتها الطبيعية (الشعب) لكي تفقد امتياز الشعبية ودعم الحاضنة لا بل واشغالها بحاضنتها.. في أمّنا الاردن لطالما كانت مؤسستنا الأمنية موضع ثقة واحترام وتقدير لكن في السنوات القليلة الماضية من عمر الدولة الاردنية جرى استهداف هذه المؤسسة بكل وسيلة ممكنة في محاولات مأزومة لاحداث شرخ افقي وعامودي في العلاقة ما بينها وبين الشعب تؤدي غرضا واحدا هو العمل على عزل المؤسسة الامنية الدستورية في نطاق ضيق ومحاصرتها ضمن اطار لا يتفق وطبيعة المرحلة و الاقليم وصولا لنتيجة فض بكارة الغشاء العاقل للدولة بحيث يتسلل اليها في جميع مستوياتها الرسمية والشعبية جهات قادرة على تغيير مفاصل النظام وهوية الدولة واجهاض كل محاولات النهضة بالاردن.. بشكل مباشر وواضح جدا نتحدث هنا عن تفكيك الدولة الوطنية والهوية الأردنية وضرب مصالحنا الاستراتيجية بالعمق فتفكيك اي منظومة سياسية سيادية قائمة تبدأ بعمليات تفكيك مؤسسات الدولة الراسخة وعلى رأسها الاجهزة الأمنية من خلال استهداف بنيتها وعقيدتها القتالية والرسالية وحرفها عن مهامها المقدسة التي تتمثل في كونها الغشاء العاقل للدولة.. اليوم نتساءل مع هذا الكم الهائل من الاسقاط البراشوتي للشخصيات السياسية والاقتصادية..الخ والتي لا يعرف لها فصل او اصل او تاريخ او محاولات اقتحام الهوية الوطنية من قبل افكار مصطنعة لا تتناسب والتاريخ الاردني واصل النشأة الوجودية للدولة عن غشائنا العاقل وما هي مصلحة الجميع بما فيها المعارضة في عملية اختراق هذا الغشاء !!؟؟ الرأي
  • أعمال
  • لحظة
  • خرجا
  • الاردن
  • الأردن
  • قائمة
  • اقتصاد
مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/26 الساعة 23:50