لماذا خسر منتخبنا مع منتخب فيتنام؟!

مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/21 الساعة 23:39
انتهت مغامرة كرة القدم الأردنية اللذيذة، التي كانت الروح القتالية الوطنية، سرها وعمود ارتكازها ومكنتنا من التغلب على منتخبي استراليا وسوريا والتعادل مع منتخب فلسطين. تميزنا بترسانة الدفاع وبالكابتن عامر شفيع، حارس المرمى المغوار، فتمكنا من عبور الدور الأول بلا هزائم وبعرين ناصع النظافة. أمس لعب شبابنا شوطا وانهاروا في الشوط الثاني. وأصبحوا يلعبون، لا للفوز !! بل لتفادي الخسارة !! نعم، كان واضحا انهم يلعبون من اجل التعادل، وصولا الى، واعتمادا على فروسية الكابتن عامر شفيع وخبرته في صد ركلات الترجيح. صد شفيع احدى الركلات الترجيحية، وكان هذا الصد كافيا، لو ان كل لاعبينا، الذين سددوا الركلات الترجيحية، أدوا واجبهم وسجلوا كما أدى عامر واجبه. صد عامر ركلة الترجيح وذاد عن عرينه طيلة دقائق المباراة الـ 120. ولكم ان تتخيلوا النتيجة القاسية، لو لم يكن عامر شفيع في العرين امس !! في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني من المباراة ، كان كل من في القاعة يتمنون أن ينتهي الشوط الثقيل، قبل أن يسجل منتخب فيتنام هدفا. لم تكن مجريات اللعب تشير الى امكانية أن يسجل منتخبنا هدفا! حضرت المباراة في مقر هيئة شباب كلنا الأردن في أجواء تفاعلية حماسية جدا من الشباب والشابات الذين هم مقطع عرضي لناسنا وبلادنا. ولما انتهت المباراة كانت الدموع تترقرق في عيون النشميات. وكانت مشاعر الحسرة تتغلغل في صدورنا، لم يخفف منها التأكيد على أن كرة القدم فوز وخسارة. كانت النتيجة مخيبة، لأن المواطنين توقعوا فوزا مؤكدا على منتخب فيتنام، الذي تأهل باعتباره آخر رابع من الثوالث الاربعة، لأن الإنذارات التي حصل عليها كانت اقل. كتبت على صفحتي على الفيسبوك يوم الجمعة الماضي، إدراجا أكدت فيه على خطورة المنافس الفيتنامي وقلت: «منتخب فيتنام خطير جدا، تعادلنا معه مرتين، لم يتفوق علينا ونحن لم نفعل». وكتبت تعليقا على نفس الإدراج أكدت فيه على أن المنافس ليس صيدا سهلا، قلت فيه: «قد نذهب إلى ركلات الجزاء» !! بذل لاعبونا جهدهم وطاقتهم. وسجل بهاء عبدالرحمن هدفا أسطوريا من نفس الموقع وبنفس الطريقة الممتعة التي تابعناها في مقابلات كأس العالم. سجل بهاء هدفا خالدا يماثل ويعادل هدف الألماني توني كروز في مباراة منتخب ألمانيا مع منتخب السويد، في الثانية الأخيرة، في تصفيات بطولة كأس العالم الأخيرة في روسيا. ربحنا كثيرا من مباريات كرة القدم لأنها كانت تجمعنا. وخسرنا مباراة اغضبتنا لوطننا، وليس منه. و في النهاية، لكل فريق ضعيف، مباراة جيدة. ولكل فريق قوي، مباراة سيئة !!
مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/21 الساعة 23:39