القرعان يكتب: بلورة مفاهيم تطبيقية للتعامل مع الاشاعة

مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/21 الساعة 18:07

تتبلور أهمية مواجهة الإشاعات لتأثيرها الكبير على تغيير وتبدل مواقف الأفراد وعلاقاتهم وتفاعلاتهم مع الدولة ودوره في تفكك وتدهور المجتمع وتماسكه وفقا لتأثيرها السلبي فى خفض الروح المعنوية لذلك المجتمع.

فمن خلال الاشاعات التي تتضمن اخبارا كاذبة وتضليل الرأي العام يمكن أن يعزف الناس عن دعمهم للمناخ العام للبلد ومشروعاته ، كم وتؤثر فى تقدم الجوانب الاقتصادية والسياسية، وتسهم بخلق حالة نفسية عكسية لدى المجتمع ويمكن أن تؤثر فى الاستقرار العام.

خلق اتجاه جديد تتبانه الحكومة للحد من تأثير الاشاعة ، يختص بتعليم الافراد مهارة التعامل مع هذه الآفة ومع الإعلام بشكل عام من خلال التوجه لتأسيس جمعيات أهلية تتبنى الدفاع عن نفسها امام مضار الإشاعة وهي تجربة أهلية ناجحة بالدول المتقدمة، لأن الإعلام ووسائل الاتصال الحديثة أصبحت هي الموجه الأكبر، والسلطة المؤثرة، على القيم والمعتقدات والتوجهات والممارسات ، في مختلف الجوانب ، اقتصادياً وثقافيا واجتماعياً وسياسا ومعنويا.

من الضروري استحداث تقنية متطورة وبعقلية منفتحة تختص في التعامل مع كل وسائل الإعلام الاتصالي، وتشمل الكلمات ، والرسوم المطبوعة ، والصوت ، والصور الساكنة والمتحركة ، التي يتم تقديمها عن طريق أي نوع من أنواع التقنيات، وتبني استراتيجية حديثة للحكومة تدعم الأنشطة والفعاليات في مجال التربية الاعلامية التي تعد جزءاً من الحقوق الأساسية لكل مواطن ، وفي كل بلد من بلدان العالم ، وضرورة إدخال الثقافة الإعلامية ضمن المناهج الجامعية والمدرسية وضمن انشطة المراكز الشبابية، وضمن خطب الجمعة وأنظمة التعليم غير الرسمية ، والتعلم مدى الحياة ومن ثم تمكّنهم من اكتساب المهارات في استخدام وسائل الإعلام للتفاهم مع الآخرين .

والثقافة الإعلامية ليست " مشروع دفاع " يهدف إلى الحماية فحسب ، بل هي " مشروع تمكين " لإعداد جيل يدرك ما يحيط به ، ويحسن الانتقاء والاختيار من السيل الجارف من المعلومات ، ويتعلم كيفية التعامل معها، والمشاركة فيها، بصورة فعالة ومؤثرة.

واعداد استراتيجية أعلامية وطنية مبتكرة ، هي محاولة تطبيقية لبلورة مفاهيم كيفية التعامل مع الاشاعة وخطاب الكراهية ضمن إطار وطني منهجي ، بغية تزويد المجتمع بمهارة التعامل مع الاشاعة وتميز الاخبار الكاذبة ودحضها، فهماً واختياراً واستهلاكاً وإنتاجاً .

لم تعد الحكومة هي المتضرر الوحيد من الاشاعة بل أصبح المجتمع برمته يئن تحت الاثار السلبية والنفسية وقتل الروح المعنوية التي تتركها الاشاعة وتاثيرها سلبا على طبائع الافراد ومشاركاتهم بالحياة العامة للدولة وحيويتها وتعكير مزاجيتهم وما توفره هذه الوسائل من معلومات غير حقيقية ، وهذا دليل اكيد على ما تلحقه وسائل الاعلام وممارستها السلبية على الفرد والمجتمع ككل.

مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/21 الساعة 18:07