مساعده يكتب: المؤسسة العامة للغذاء والدواء في دائرة الضوء
مدار الساعة - بقلم : أ.د. عدنان مساعده *
اؤمن بمقولة أن الغذاء قيل الدواء، لأن الغذاء الصحي السليم والمتوازن هو دواء في حد ذاته ويأتي مكمّلا للدواء الذي لا يمكن كذلك الاستغناء عنه حيث يعتبر الدواء الآمن والفعّال احد المؤشرات الرئيسة والأساسية لتقديم الرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة وتقييمها التي تنعكس على صحة المواطن.
وكون الحديث عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء (JFDA) المناط بها مسؤوليات هامة تتعلق بدور رقابي صحي وقانوني فيما يتعلق بالغذاء السليم والدواء الفعّال الذي يحقق معايير وشروط المؤسسات محليا وعالميا، وكذلك تحقيق الأمن الغذائي والأمن الدوائي من خلال التخطيط الجيد لبرامج الرقابة الصحية على الأغذية وكذلك المراقبة الدورية والمستمرة من أجل المحافظة على تأمين المخزون الاستراتيجي للدواء وتنظيم السوق الدوائي وتشجيع الصناعة الدوائية الوطنية التي تعتبر رافعة اقتصادية من دعامات الاقتصاد الوطني، ومن خلال اطلاعي على طبيعة عمل المؤسسة كوني استاذ جامعي في كلية الصيدلة وتشرفت أن اكون عميدا لكلية الصيدلة في جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية ومن ثم جامعة اليرموك، كما كان لي شرف المشاركة في لجان المؤسسة، فقد اطلعت على الدور الوطني الذي تقوم به المؤسسة العامة للغذاء والدواء الرائدة التي تحرص على تأمين غذاء آمن ودواء فعّال وسليم عن طريق المراقبة والفحص من قبل كوادرها المؤهلة والمختصة في كافة المجالات من أطباء وصيادلة وكيميائيين وبيولوجيين ومهندسي تغذية وعلوم زراعية ومختبرات...الكل يعمل بمنهجية علمية واضحة وتحليل عميق لكل أبعاد منظومة الغذاء والدواء في اردننا الغالي.
اضافة الى دور المؤسسة في تدريب وتأهيل أبنائنا الطلبة ممن هم على مقاعد الدراسة الجامعية، وبعد التخرج في التخصصات ذات العلاقة في مختبرات المؤسسة المتميزة الأمر الذي دورها التشاركي والايجابي الفاعل مع جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية.
وللأمانة وللإنصاف، يقود هذا الفريق الدكتور هايل عبيدات مدير عام المؤسسة الذي يحظى باحترام كبير نظرا لمهنيته العالية والمتميزة وموضوعيته التي طابعها احترام العمل المؤسسي، وأن كل من عرفه يشيد بإدارته الناجحة والقوية التي نهضت في هذه المؤسسة حيث يعمل في وضح النهار وتحت الشمس بضمير مؤسسي مسؤول، كما أن تحقيق الأمن الغذائي والدوائي هاجسه ويعتبر اؤلوية قصوى لديه ولدى كافة العاملين في هذه المؤسسة الوطنية الرائدة بامتياز في كافة مديرياتها واقسامها ولجانها المتعددة حيث لا مجاملة لاحد اذا كان الامر يتعلق بغذاء الانسان ودوائه وصحته ضمن اطار المنظومة الصحية المتكاملة، ولم تأخذه بالحق لومة لائم فكان الحزم في تطبيق القانون والتشريعات التي تشكل حصنا منيعا جعلت المواطن يثق في عمل هذه المؤسسة.
نعم، من واجبنا ان نشير الى المؤسسات التي حققت نجاحا يتلوه نجاح، ومن واجبنا ايضا ان نذكر مواطن القوة اينما وجدت وتقدير العمل والانجاز الذي ينفع الناس ويمكث في الارض، وان نسمّي الامور بسمياتها وخصوصا في موضوع يمس حياة كل مواطن.
اننا نريد لمؤسسات الوطن النهوض وان تيقى قوية لتكون رافعة حقيقية نلمس اداءها الفاعل بإدارة كفؤة مؤهلة وارادة قوية، وعزيمة لا تعرف الكلل ولا الملل، والعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق الغايات والاهداف السامية، واردت ان اذكر المؤسسة العامة للغذاء والدواء كمثال حي ومتميز، والامثلة كثيرة على مؤسسات وطنية تضطلع بدور هام يمس حياة الناس، فالخدمات الطبية الملكية ومؤسسة المواصفات والمقاييس، ودائرة الشراء الموحد هي موضع اعتزاز وفخر لنا جميعا. اننا نشد على ايدي المخلصين من ابناء اردننا الغالي الذين همهم الاكبر ان تبقى اسوار الوطن عالية وفي كل مجال وعلى أي صعيد والف تحية لمؤسسة الغذاء والدواء مديرا وعاملين وبوركت جهودكم الزاخرة بالعطاء والانجاز وصدق التوجه قولا وعملا. حمى الله الاردن انسانا ومؤسسات ودام جلالة الملك سيدا وقائدا "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم والمؤمنون".
*عميد اكاديمي سابق/جامعة العلوم والتكنولوجيا الاردنية
رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا