أجهزة رقابة الأفكار!

مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/20 الساعة 00:04
تخيّل لو تمكنت الحكومات من صنع أجهزة لمراقبة الأفكار، ما الذي سيحصل لها وللمواطنين الكرام؟ المواطن سيكون تحت رقابة دائمة، فكل فكرة ترد عليه ستصل مباشرة للحكومة الرشيدة العتيدة، التي تستطيع أن تحدد فكر هذا الإنسان وتوجهاته ومنحنياته القادمة في الحياة.
ولكن لسوء حظ الحكومة، أنها ستطلع على أفكار لا تسرّ عدوا ولا صديقا، مثل من يفكر في نهب المال العام، أو استثمار وظيفته العامة لمصلحته الشخصية، ومن يفكر بسرقة الماء أو الكهرباء. وبعض الأفكار ربما تكون مسلية، فهذا يرسم ويخطط للزواج بالسكرتيرة التي تعمل في مكتبه، وآخر عينه من بنت الجيران، وثالث يفكر في طريقة لتغادر زوجته المنزل حتى يخلو له الجو على (الماسنجر) بما يفتح الله عليه من علاقات مشبوهة.
وبعض الأفكار ربما ستسبب الحزن للحكومة، فهذا غلبان يفكر كيف يوفر العشاء لأولاده، وينادي بقلبه وعقله: عشا الغلابة عليك يا كريم، وآخر يبحث عن الدواء الذي لا يجده متوفرا في صيدليات وزارة الصحة، وهذا مصاب بالاكتئاب، ورجل يفكر في كيفية حساب الحكومة للمحروقات ويقول في عقله: عليّ الطلاق ما أنا فاهم شي من هالحسبة، وآخر يفكر بالانتحار، وآخر بالهجرة من البلاد حتى يريّح ويرتاح.
وهناك بعض الرؤوس التي لا تفكر، تعيش لتأكل وتأكل لتعيش، وتمشي بأفكارها الحيط الحيط، ومبدؤها في الحياة: اللي ياخد أمي أقول له يا عمّي. وغيرها من الأمثال، حتى يظلّ البال خاليا ومرتاحا، واللي يطلب الستر يستره ربنا الفتاح.
وبعض الناس يفكر في الحرية، والكرامة، والديموقراطية، وحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية، وحسن إدارة موارد البلاد، والمساواة، والعدالة.هذه نماذج من الأفكار التي تم رصدها، لكن ماذا ستفعل حكومتنا الرشيدة العتيدة تجاهها؟ الله أعلم. الدستور
مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/20 الساعة 00:04