العقيدة الإسلامية والفطرة الإنسانية

مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/17 الساعة 02:11
العقيدة الإسلامية تنسجم مع الفطرة الإنسانية والعقل الإنساني، فلا تجد بينهم نفورا، لذلك كان من السهل الاقتناع بهذه العقيدة، وإقناع الآخرين بها.
فمن خلال هذه العقيدة نتوصّل بعقولنا إلى وجود إله خالق رازق، وهو على كل شيء قدير، هذا الإله واحد في ذاته وصفاته وأفعاله، واحد أحد، وبيده مقاليد كل شيء. لذلك أمرنا أن نتوجّه له وحده بالعبادة، وألا نعبد إلا إياه، وحده لا شريك له. فكان إفراد الله بالعبودية منسجما مع إفراده بالألوهية، ووحدانيته في التصرف في هذا الكون.
ونعرف من خلال عقيدتنا أن هذا الإله الواحد القادر رحمن رحيم، عفو كريم، يحب العفو والمغفرة، ويفرح بتوبة عباده، ورحمته سبقت سخطه وعذابه، وكأنه يقول للناس كل الناس: تعالوا إليّ فأنا من يقبل التائبين، ويعفو عن المسيئين، أغفر الذنوب، وأقلبها إلى حسنات، وأجعل التائب من الذنب كمن لا ذنب له، لكن تعال إليّ يا عبدي، ولا تبتعد عني فتقع في الشقاء.
وتعلمنا هذه العقيدة أن ربنا لم يتركنا هكذا في هذه الدنيا، يفعل من شاء ما شاء، لأنه توعّدنا بيوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، يوم تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت من فزعها، وتضع كل ذات حمل حملها من شدة الخوف، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكنّ عذاب الله شديد. في هذا اليوم يقتص من كل ظالم، وجبار عنيد، إنه اليوم الذي يخوّف الله به عباده ليتقوه، ويحذر عباده منه ليستقيموا؛ لأنه في هذا اليوم لا تظلم نفس شيئا، وإن كان مثقال حبة من خردل سيأتي بها الله، ويحاسب عليها، ويكون الحساب على مثقال الذرة بالخير خيرا، وبالشر ما يستحقه الشرير.
وتأمرنا هذه العقيدة أن نعمل بكل جد واجتهاد آخذين بكل الأسباب الممكنة، متوكلين على الله، طالبين منه الهداية والرشاد. فلسنا نتواكل بقلوبنا ونترك العمل، ولسنا نعمل في غفلة عن ربنا. الدستور
  • إسلامي
  • مال
  • لب
مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/17 الساعة 02:11