الجبور تكتب :اللي عنده بتع يشمّر عن ذراعه

مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/14 الساعة 16:16


الكاتبة: د.آمال الجبور
مدار الساعة - وجه امين عام وزارة الشباب قبل ايام سهامه على من سبقه في موقع المسؤولية في وزارة الشباب، بأنه ورث منهم " واقع مهزوم " في قطاع الشباب.
واذا عدنا الى الوراء، فإن تاريخ العمل الشبابي افضل من حاضره، وان البرامج التي قدمت لهم، ترجمه العمل الدؤوب الذي قدمه العاملون مع الشباب على مدى سنوات طوال.
ويسأل الامين العام كما ورد في مقاله ،أين برامجكم عندما كُنتُم في موقع المسؤولية ترسمون الخطط التنموية، وتقدمون الدراسات والأبحاث، وتتقاضون المكافآت والتمويل...؟
نقول : أن مجلة الشباب كانت تصدر اعدادا شهرية، تحمل في صفحاتها نشاطات وبرامج وقصص نجاح وابداعات الشباب، وتوزع على نطاق الدولة ومؤسساتها وعلى المراكزالشبابية والمدن الرياضية، لتصل الى طلابنا الدارسين في الخارج،لايمان القائمين على العمل الشبابي بضرورة التواصل مع ابنائنا في كافة مواقعهم، وبناء هوية وطنية راسخة لشبابنا.
وتنوعت اصدارات الوزارة ايضا في سلسلة التثقيف الشبابي، لتضم نخبة من الكتاب والمعنيين بعمل الشباب،طُرح من خلالها العديد من الافكار والمقترحات التي عكست رؤية ورسالة النهوض بالعمل الشبابي، وساهمت بالتالي في بناء برامج تلبي احتياجات القطاع.
ويحمل تاريخ الوزارة عددا من البرامج الجديرة بالذكر كبرنامج " القيادات الواعدة " الذي فتح حواراً صريحا بين الشباب والقيادات السياسية المختلفة،ومكن الشباب في تلك الفترة في بناء اسس مهارة الحوار والانصات، قائم على مبدأ الاحترام وتقبل الاختلاف في وجهات النظر.
في عام 1998عملت الوزارة اول استراتيجية عربية شبابية، وارسل عدد من القيادات الشبابية لشرحها في بعض الدول العربية كقطر والبحرين، وكانت مبنية على عدة اسس:-
1-حاجة الشباب لتبني خطاب عقلاني عنوانه " اذا لم تتحدث مع الشاب، سيتحدث معه غيرنا.
2-وتعليم الشباب ما لم يتعلموه في المدرسة والجامعات.
وتم تشكيل هيئة شبابية برئاسة ملكية، وللاسف مع تغيير الحكومات والوزراء والمسؤلين توقف العمل بها.
وفي عام 2005 تم بناء اول استراتيجية شبابية فعلية على مستوى الوطن العربي، وكان المبرر الاجتماعي سببا مهما في بنائها، باعتبار الاردن كغيره من دول المنطقة يواجه تحديات بيئية جعلت عملية العمل على بناء استراتيجية قائمة على منهجية علمية متطورة تعاونية تشاركية،واجبا وطنيا لرعاية الشباب وتنميتهم.
وكانت رؤية الاستراتيجية،تقوم على : كيف ننقل الشباب من المستوى القطاعي الى المستوى الوطني؟ والاستراتيجية شكلت نقلة نوعية،في تنوع محاورها التي قامت عليها الاستراتيجية ليست محاور ضيقة بل هي محاور ثفافية وسياسية وتلمس احتياجات سوق العمل ..الخ.
هذه بعض من البرامج العالقة في ذهنية من عمل وشارك في نشاطات وزارة الشباب،ولا يمكن ان نبخس من قيمة الجهد والعمل لاي كان مسؤولاً او فردا عاملا في قطاع الشباب.
فلا يمكننا ان نحمّل المسؤولين اخفاقات العمل، فبعضهم لم يأخذ فترة كافية للعمل، فمع اي تعديل وتشكيل حكومي يأتـي الجديد المغيّب عن العمل الشبابي.
هذا لا يعني ان ما قدمته وزارة الشباب في السنوات الماضية كافية،بل انها بحاجة دوما الى تقييم وتجديد وتحديث،لتتناسب مع احتياجات الشباب وطموحه، وتترجم ما تحمله كتب التكليف السامية التي تركز على اهمية بناء جيل يحمل فكرا ووعيا يتناسب مع تطورات العصر.
ان ازمة العمل الشبابي جرء لا يتجزأ من ازمة مجتمعية، والمطلوب في ظل هذه الاوضاع ليس التلاوم واسقاط الاتهامات يمينا ويسارا ، وانما العمل بروح الفريق الواحد،انطلاقا من المسؤولية الجماعية، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالوطن بحاجة الى اشاعة الامل واتاحة الفرص لشبابنا لقادم الايام،
واخيرا، وبالعامية " اللي عنده بتع، يشمر عن ذراعه".

مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/14 الساعة 16:16