الخبير عبيدات يكتب : وزارة الشباب حدث ذات زمان
بقلم :الدكتور ذوقان عبيدات
مدار الساعة -يدور جدل بين انصار زمان وانصار الآن حول انجاز وزارة الشباب،فهناك من كتب وقال :ماذا فعل انصار زمان حتى يقدموا لنا كل هذا الخير والنصح والنقد،فالشباب لم يتلق اي خدمة حقيقية،لدرجة ان معالي الوزير بحديثه لقناة المملكة صرّح وقال ما معناه:مراكز الشباب لم تنجز ما توجّب انجازه،بينما رأى اعلامي رياضي من خلفية شبابية ان من الظلم الاساءة الى جهود سابقة،فالملاعب والمراكز والمدن الرياضية والشبابية والمعسكرات تملأ المكان عبر الزمان.
بعيداً عن هذا الجدل،هناك نوعان من المسؤولين:
الأول : نافق وتوسط ووصل ثم نام، فالهدف كان الوصول وليس ما بعد الوصول،الا اذا كانت خطته منصباً اعلى.
والثاني :توسط او دُفش ووصل،ثم بدأ بخطة العمل لتطوير الشباب،فكان الوصول محطة انطلاق للتغيير،وليس نهاية الرحلة.
لاحظوا:كل الامناء العامين –وصلوا بالوساطة –وهي بعرف القانون فساد.فلا يعلوّن احداً على احد!!ولكن يبقى الفرق في مرحلة ما بعد الوصول.
لا شك ان هناك مسؤولاً عاثراً او عابراً او جائراً او فاتراً، وهم ملأوا فضاء الشباب وان هناك مسؤولاً جاداً قادراً يمتلك رؤية،وهم نادرون جداً خاصة في وزارة الشباب.
حدث ذات زمان:
سأل المسؤول كل مدير في الوزارة: ما التغيرات التي تسعى لإحداثها في السنتين المقبلتين؟ وكان الجواب :
تم وضع اول استراتيجية شبابية :اردنية وعربية، او اردنية تم تسويقها عربياً.
تم وضع رمزية جديدة:
نعلّم الشباب ما لم يتعلموه في المدرسة والجامعة.
ورسالة جديدة:نستمع الى الشباب،ونتحدث معهم لا عنهم،وشعار جديد: اذا لم نتحدث مع شبابنا،سيتحدث معهم غيرنا،ولن نعرف من هو هذا الغير!!
تم اعداد تنظيم شبابي وطني،بعنوان:هيئة وطنية شبابية،برئاسة جلالة الملكة،لفظ انفاسه بمجرد طرد صاحب الفكرة.
تم تغيير نهج التوجيه الوطني،وربطه بحاجات الشباب،فبدلاً من تقديم مادة تاريخية –تعلّموها في المدرسة- اصدرت الوزارة سلسلة من الكتب:
العولمة والشباب،حقوق الانسان والشباب،حل المشكلات باسلوب رابح رابح،الاسرة والشباب.
تمت اقامة علاقات تفاعلية مع اليونسيف واليونسكو لأول مرة سنة 1996.
تمت تطوير معسكرات الشباب من ملابس عسكرية ودهن الرصيف وجمع اكياس البلاستيك الى :
معسكر لتعلم مهارات الكمبيوتر (كان الكمبيوتر من العجائب)،معسكر الموسيقى، معسكر ناطق باللغة الفرنسية،معسكر ناطق باللغة الانجليزية.
تم اعداد برنامج لانتاج قيادات شبابية واعدة من خلال التواصل مع شخصيات اردنية ناجحة،كان الشاب يحاور رئيس وزراء ومفكراً وناجحاً...الخ.
تحولت الوزارة من وزارة رياضة الى وزارة رياضة وشباب.
تم اعداد عدد من الدراسات الرياضية والشبابية –وانا مستعد لتزويد ارشيف الوزارة بها-لأنها وزارة تهمل الذاكرة والتاريخ.
فُتحت مجلة الشباب امام الشباب،فلم تعد وقفاً على اشخاص يكتبون من اجل مكافأة عن مقالاتهم،كما تم تغيير غلاف المجلة الذي لم يتغير من ثلاثين عاما،وصار كل عدد يحمل غلافاً يشير الى معلم اردني،لا نفاق فيه مجاناً.
تم عقد جلسة سميت"جلسة نكد اسبوعية" لمديري الوزارة لنقد الامين العام وممارسات الوزارة،وتحدث المديرون علناً ما يتهامسون به سراً عن سيئات الوزير والامين.
لم يعين رئيس قسم لا يحمل شهادة جامعية،ولم يرفع حارس اي مركز ليكون مديراً للمركز!!هذا كان انجازاً جريئاً قاومه الحرس القديم!!
هذا حدث ذات زمان،ليس ادعاء وتفاخراً لكن لإثارة سؤال : لماذا لم تحظ الوزارة عبر تاريخها بقيادات مجددة كثيرة؟ ولماذا عادت وتقهقرت لتتحدث عن النشامى،والله حيّهم؟؟