شمس اللوز

مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/25 الساعة 07:47
*محمد عبدالكريم الزيود

يحدثُ أن تدير مقود سيارتك، وتأخذُ بلجامها وتتوجه حيث قلبك يقودك كالبوصلة شمالا.. تتركُ مدينتك التي كبرت وهرمت سريعا ، وما زالت القرية التي تركناها في قلوبنا منذ زمن ، وما زلنا نبحث عنها ..

تصعدُ نحو بلعما لكن ليس " ناحرن صروت " ويبكي قلبك مروج القمح التي كانت هنا، فاستبدلوها بالإسمنت والمخازن التجارية .. وقتلوها عندما قضمت شوارع الإسفلت ما تبقى من هدوء القرى.. تتأملُ موارسها التي ذهب زارعيها ، فمنهم من غاب تحت التراب وبقية ينتظرون الموت في الفراش كل يوم ، تعتاشُ ذاكرتهم على حكايا الخير والبركة والقهوة والفروسية.

يلّفح وجهك نسمة باردة تصادفك وأنت ترتقي "رحاب "، وغيم شباط يتكئ على جبالها ويقترب من سهولها.. مزارع محاطة بأوتاد وشيك ، وبيوت ريفية يعتليها قرميد كئيب يأتي أصحابها لزيارتها كل جمعة كأم يتيمة.. لم يزدد شجر الزيتون شجرة واحدة منذ أن زرعها الآباء ، وإنما يبسَ بعضها وأصبح حطبا جاهزا لموقد بيت المزرعة.

حتى سيارتي تعبتْ ولهثتْ وهي تصعد ونحن نبحث عن الربيع ، فهو لم يزل يطلّ بخجل .. الناس تتكدس بجانب بعضها فرارا من الشقق وهوائها المكتوم ..

ذهبنا نبحثُ عن الشمس ، لكن شمس الشتاء خادعة ، تأتي حين غرة.. ربما تظهر دافئة ناعمة وسرعان ما تهرب أمام البرد والمطر.. ربما تخدع الصبايا "شمس اللوز" لأنها تجعل "الصبية عجوز" .. فحذاري منها .
  • مال
  • بلعما
  • صروت
  • المزرعة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/25 الساعة 07:47