لماذا الكذب؟
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/25 الساعة 00:23
الكذب ملح الرجال, هكذا كان الآباء يبررون كذب الابناء لفرط محبتهم لهم ولانهم لا يريدون من ان ابنائهم ان يتصفوا بهذه الصفة السيئة، ولم يكن يدور بخلدهم انهم بذلك يشجعونهم على المضي بامتهان الكذب على مدى الايام وعندما تجافيهم الحقيقة ويعجزون عن العيش في الواقع ويخفون الحقائق بتلفيقات من بنات افكارهم وقصص وحكايات من الخيال حتى يظهروا باحسن صورة واحسن حال مما هم عليه في حقيقتهم ..
قد يكذب الطفل لتبرير اتساخ ملابسه او فقدانه لعبته حتى لا تؤنبه والدته او تعاقبه وقد تتغاضى الوالدة عن ذلك وهذا ما يجعل الكذبة تكبر معه بمرور الزمن, وقد يكذب الطالب لتبرير تأخره عن الدرس او لعدم قيامه بواجبه المدرسي خوفا من العقاب, وقد يكذب الموظف لتبرير تأخره عن العمل ولكن ليس في جميع الاحيان, وقد يكذب البائع لترويج بضاعته للمشتري ويتبع كذبه سيل من الايمان الغليظة, وكذلك التاجر الذي يوعدك باقل الاسعار واحسن البضائع حتى تكتشف غلاء اسعاره وان بضاعته قد قاربت صلاحيتها على الانتهاء, وسائق التكسي الذي يجول بك الشوارع والازقة بحجة اختصار الطريق حتى تكتشف ان جل همه زيادة رقم العداد, واصحاب المهن المختلفة تجد مواعيد (عرقوب) اصدق مائة مرة من مواعيدهم الكاذبة, وغيرهم من مختلف طبقات المجتمع, والغريب في الامر ان هذه الظاهرة انتشرت في المجتمع انتشار النار في الهشيم وخاصة بين طبقة المثقفين واصحاب المهن العلمية الذين يمارسون لعبة الكذب على اقرانهم , فالطبيب يكذب على مريضه اما بدافع الشفقة او الحرص على حالته الا تزداد سؤا وهذا غير مبرر حسب قسم ( ابقراط), والمحامي الذي يكذب على موكله عشرات المرات ليبرر تاخره عن الجلسات او عدم رفع الدعوى كما وعد والطف كذبة لديه اذا وعد ان يلتقيك يقول لك (سألتقيك حالا) ولا يأتي ابدا والانكى من ذلك انه يغلق التلفون وبعدها اذا قابلته بمكان يدفق عليك سيلا من المبررات التي لاجدوى منها بعد ان فقد مصداقيته بين الناس, ويصبج مثله كمثل (الراعي والذئب) وان الكذبة تغور في سبر عقله الباطني ليصبج الحلم عنده حقيقة. وكما قال (فرويد) اذا كذب الانسان على نفسه كذبة عدة مرات تصبح عنده حقيقة ويصدقها ويحاول ان يجعل الاخرين يصدقونها , وخاصة عندما نكذب على انفسنا لنزينها بما ليس فيها.
يا للطامة الكبرى الكل يكذب على الكل ومنهم من يبرر كذبه بانها ( كذبة بيضاء ) للاصلاح او ( كذبة بريئة ) للمزاح او المعاتبة وكم من بيوت هدمت على روؤس اصحابها من جراء كذبة (نيسان).
لقد وجدت الامر ليس هينآ فمن تعود على الكذب ليس من السهل عليه الاقلاع عنه كما انه يصبح عنده من حقائق الامور الحياتية وهذا مايشكل خطرا على الاخلاق والجوانب الانسانية بل ويصبح افة اجتماعية يصعب التخلص منها فلا يعرف الكاذب من الصادق ويصبح الامر مختلطا على الجميع والخوف من تصديق الحقيقة وخاصة اذا كانت لا توافق ما تعودت عليه , ان تصديق الحقيقة امر صعب على كثير من الناس فاكثر الناس لا يحبون ان يسمعوا الا ما تهواه نفوسهم وما اقنعوا به الناس حتى ولو كانوا يعلمون انه كذب فاهم شيء عندهم ان كذبهم ما زال مستورا عن اعين الناس اما الحقيقة المجردة كما قال المثل اذا كان الكذب ينجي فالصدق انجى, وكما قال المتنبي:
لايكذب المرء الا من مهانته او عادة السوء او قلة الادب
قد يكذب الطفل لتبرير اتساخ ملابسه او فقدانه لعبته حتى لا تؤنبه والدته او تعاقبه وقد تتغاضى الوالدة عن ذلك وهذا ما يجعل الكذبة تكبر معه بمرور الزمن, وقد يكذب الطالب لتبرير تأخره عن الدرس او لعدم قيامه بواجبه المدرسي خوفا من العقاب, وقد يكذب الموظف لتبرير تأخره عن العمل ولكن ليس في جميع الاحيان, وقد يكذب البائع لترويج بضاعته للمشتري ويتبع كذبه سيل من الايمان الغليظة, وكذلك التاجر الذي يوعدك باقل الاسعار واحسن البضائع حتى تكتشف غلاء اسعاره وان بضاعته قد قاربت صلاحيتها على الانتهاء, وسائق التكسي الذي يجول بك الشوارع والازقة بحجة اختصار الطريق حتى تكتشف ان جل همه زيادة رقم العداد, واصحاب المهن المختلفة تجد مواعيد (عرقوب) اصدق مائة مرة من مواعيدهم الكاذبة, وغيرهم من مختلف طبقات المجتمع, والغريب في الامر ان هذه الظاهرة انتشرت في المجتمع انتشار النار في الهشيم وخاصة بين طبقة المثقفين واصحاب المهن العلمية الذين يمارسون لعبة الكذب على اقرانهم , فالطبيب يكذب على مريضه اما بدافع الشفقة او الحرص على حالته الا تزداد سؤا وهذا غير مبرر حسب قسم ( ابقراط), والمحامي الذي يكذب على موكله عشرات المرات ليبرر تاخره عن الجلسات او عدم رفع الدعوى كما وعد والطف كذبة لديه اذا وعد ان يلتقيك يقول لك (سألتقيك حالا) ولا يأتي ابدا والانكى من ذلك انه يغلق التلفون وبعدها اذا قابلته بمكان يدفق عليك سيلا من المبررات التي لاجدوى منها بعد ان فقد مصداقيته بين الناس, ويصبج مثله كمثل (الراعي والذئب) وان الكذبة تغور في سبر عقله الباطني ليصبج الحلم عنده حقيقة. وكما قال (فرويد) اذا كذب الانسان على نفسه كذبة عدة مرات تصبح عنده حقيقة ويصدقها ويحاول ان يجعل الاخرين يصدقونها , وخاصة عندما نكذب على انفسنا لنزينها بما ليس فيها.
يا للطامة الكبرى الكل يكذب على الكل ومنهم من يبرر كذبه بانها ( كذبة بيضاء ) للاصلاح او ( كذبة بريئة ) للمزاح او المعاتبة وكم من بيوت هدمت على روؤس اصحابها من جراء كذبة (نيسان).
لقد وجدت الامر ليس هينآ فمن تعود على الكذب ليس من السهل عليه الاقلاع عنه كما انه يصبح عنده من حقائق الامور الحياتية وهذا مايشكل خطرا على الاخلاق والجوانب الانسانية بل ويصبح افة اجتماعية يصعب التخلص منها فلا يعرف الكاذب من الصادق ويصبح الامر مختلطا على الجميع والخوف من تصديق الحقيقة وخاصة اذا كانت لا توافق ما تعودت عليه , ان تصديق الحقيقة امر صعب على كثير من الناس فاكثر الناس لا يحبون ان يسمعوا الا ما تهواه نفوسهم وما اقنعوا به الناس حتى ولو كانوا يعلمون انه كذب فاهم شيء عندهم ان كذبهم ما زال مستورا عن اعين الناس اما الحقيقة المجردة كما قال المثل اذا كان الكذب ينجي فالصدق انجى, وكما قال المتنبي:
لايكذب المرء الا من مهانته او عادة السوء او قلة الادب
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/25 الساعة 00:23